100 نصيحة للشباب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه إلى يوم الدين، أما بعد:

فقد صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم - من حديث تميم الداري - رضي الله عنه - أنه قال: ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة)) قالو لمن يا رسول الله؟ قال: ((لله، ولكتابه، ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم)) [رواه مسلم].

* وعن أنس بن مالك - رضي الله عنه -، عن النبي - صلى الله عليه و سلم - قال: ((لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)) [متفق عليه].

* وعن جرير بن عبد الله البجلي - رضي الله عنه - قال: بايعت رسول الله - صلى الله عليه و سلم - على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم. [متفق عليه].

 

* فالنصيحة أخي الحبيب – ليس كما يراها البعض تدخلاً في شؤون الآخرين بغير حق، وليست إحراجاً لهم، أو انتقاصاً من شأنهم، أو إظهار لفضل الناصح على المنصوح، بل هي أسمى من ذلك وأرفع، إنها برهان محبة، ودليل مودة، وأمارة صدق، وعلامة وفاء، وسمة وداد.

* النصيحة: أداة إصلاح.. وأجور وأرباح.. وصدق وفلاح.

* النصيحة: باقة خير يهديها إليك الناصح.

* النصيحة: نور يتلألأ لينير لك الطريق.

* النصيحة: قارب نجاة يشق عباب أمواج الفتن الهائجة لتصل إلى بر الأمان.

* النصيحة: عبير طهر في خضم طوفان الشهوات.

* النصيحة: شذا عفاف يدعوك إلى الله و الدار الآخرة.

* النصيحة: حق لك على الناصح وواجب على الناصح تجاهك.

 

فيا أخي الشاب!

أفسح: للنصيحة مجالاً في صدرك.

* اعلم: أن الناصح ما دعاه إلى نصحك إلا محبته لك وخوفه عليك.

* واعلم: كذلك أن الناصح ما هو إلا ناقل لكلام الله وكلام رسوله - صلى الله عليه و سلم -، فإذا تواضعت له وقبلت نصحه، فقد تواضعت لربك - جل وعلا -، واتبعت نبيك محمد - صلى الله عليه و سلم - وإذا رفضت النصيحة ورددتها، فقد رددت – في الحقيقة – كلام ريك وسنة نبيك محمد - صلى الله عليه و سلم -.

* واعلم: – أيها الحبيب – أن بداية الإصلاح هو رؤية التقصير والاعتراف به والنظر إلى النفس بعين المقت والازدراء، فلا تجادل بالباطل، واعترف بخطئك ولا تتكبر، فإن الجنة لا يدخلها من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر.

* وعليك: بعد اعترافك بالخطأ إن كنت واقعاً فيه – أن تترك هذه المعصية، وتندم على فعلها، وتعزم ألا تعود إليها في المستقبل.

* وإذا: شكرت الناصح ودعوت له، فإن هذا من كرمك وسمو نفسك، واعترافك بالفضل لأهله، وإن لم تفعل فإنه لا يريد منك جزاءاً ولا شكورا.

 

النصائح:

هذه: أخي الشاب نصائح ذهبية، ووصايا سنية، لا تحرم نفسك من خيرها والعمل بها. ولا تحملها مغبة تركها، والإعراض عنها، فإن السعيد من وُعِظ بغيره، والشقي من أعرض عما ينفعه.

 

(1) اعلم أخي الشاب:

أن كلمة التوحيد ((لا إله إلا الله)) لا تنفع قائلها إلا بشروط ثمانية هي:

* العلم المنافي للجهل. * اليقين المنافي للشك.

* الإخلاص المنافي للشرك. * الصدق المنافي للكذب.

* المحبة المنافية للبغض. * الانقياد المنافي للترك.

* القبول المنافي للرد. * الكفر بما يُعبد من دون الله.

فاحرص – رمك الله – على تحقيق هذه الشروط وإياك والتفريط في شيء منها.

 

(2) اعلم أن نواقض الإسلام عشرة هي:

* الشرك في عبادة الله.

* اتخاذ الوسائط من دون الله يدعوهم ويسألهم الشفاعة.

* من لم يكفر المشركين، أو شك في كفرهم، أو صحح مذهبهم.

* من اعتقد أن غير هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - أكمل من هديه كالذي يفضل حكم الطواغيت على حكمه.

* من أبغض شيئاً مما جاء به الرسول - صلى الله عليه و سلم -.

* من استهزأ بشيء من دين الرسول - صلى الله عليه و سلم - أو ثوابه أو عقابه.

* السحر فمن فعله ورضي به كفر.

* مظاهرة المشركين ومعاونتهم على المسلمين.

* اعتقاد أن بعض الناس يسعه الخروج عن شريعة الإسلام.

* الإعراض عن دين الله.

فاحذر – أخي الشاب – أشد الحذر من هذه النواقض فإنه لا ينفع معها عمل.

 

(3) اعلم أن الإيمان بالله - عز وجل - ليس اعتقاداً فقط أو قولاً فقط.

إنما هو اعتقاد بالجنان، وقول باللسان، وعمل بالأركان، يزيد بالطاعة وينقص بالعصيان. فعليك بطاعة الرحمن وترك العصيان، فإنهما سبيلك إلى زيادة الإيمان.

 

(4) اعلم أن الله - عز وجل - خلقنا لعبادته وحده لا شريك له:

كما قال - سبحانه - {وَمَا خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعبُدُونِ} [56: سورة الذاريات]

وإخلاص العبادة لا يتحقق إلا بنفي استحقاق العبادة عن غيره - تعالى -، ثم إثباتها لله وحده، وهذا مقتضى شهادة أن لا إله إلا الله. قال - تعالى - { فَمَن يَكفُر بِالطَّاغُوتِ وَيُؤمِن بِاللّهِ فَقَدِ استَمسَكَ بِالعُروَةِ الوُثقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}[256 سورة البقرة].

فعليك بإخلاص العبادة لله - تعالى - وحده، وإياك أن تصرف أي نوع من أنواع العبادة لغير الله - - سبحانه - و - تعالى - -.

 

(5) اعلم أن العبادة هي لفظة جامعة لكل ما يحبه الله ويرضاه:

من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فاجتهد في معرفة ما يحبه ربك، وابحث عن فضائل تلك الأعمال.

 

(6) اعلم أن أفضل العبادة هي ما افترضه الله عليك:

كما قال - سبحانه - في الحديث القدسي: ((وما يتقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضته عليه)) [ رواه البخاري ] فاعتن أخي الشاب بالفرائض أشدّ الاعتناء، وحافظ عليها أشد المحافظة، وأتِ بها على أكمل وجه.

 

(7) اعلم أن العبادة لا تقبل إلا بشرطين:

هما الإخلاص لله - عز وجل - والمتابعة لرسوله - صلى الله عليه و سلم - فالرياء يحبط العمل ويوجب العقوبة، وكذلك الابتداع يوجب العقوبة ويرد العمل.

فاجتهد – أخي الشاب – في تصفية نيتك من الرياء ورؤية المخلوقين. واحرص على تصفية أعمالك من الابتداع والسير على طريق المصطفى - صلى الله عليه و سلم -.

 

(8) حافظ على أداء الصلوات المكتوبات في أوقاتها:

فإن ذلك أفضل الأعمال.

 

(9) أحسن وضوئك للصلاة:

فإن الطهور شطر الإيمان، واعلم أن الوضوء مفتاح الصلاة، ولا يحافظ عليه إلا مؤمن.

 

(10) لا تتأخر عن أداء الصلاة في المسجد:

فإن صلاة الجماعة واجبة لا يجوز تركها دون عذر.

 

(11) احرص على إدراك تكبيرة الإحرام خلف الإمام والصلاة في الصف الأول:

واحضر قلبك في الصلاة، واجتهد في الخشوع فيها وتدبر معانيها.

 

(12) تعلم أحكام الصلاة:

وكيف كان هدي النبي - صلى الله عليه و سلم -، واستعن على ذلك ببعض الكتب النافعة كشروط الصلاة للإمام محمد بن عبد الوهاب. وصفة الصلاة للعلامة ابن باز - رحمهما الله -.

 

(13) احذر من تضييع صلاة الفجر والنوم عنها:

واستعن بمن يوقظك لأدائها، وداوم على أدائها في مسجد واحد، حتى إذا تغيبت سأل عنك جماعة المسجد.

 

(14) احذر من الشهر الطويل الذي يؤدي إلى ضياع صلاة الفجر.

 

(15) احرص على الأذكار المشروعة بعد الصلاة:

ولا تسرع بالخروج من المسجد قبل الإتيان بها.

 

(16) احرص على أداء السنن الرواتب:

وعلى أدائها في البيت، وهي اثنتا عشرة ركعة: ثنتان قبل الفجر، وأربع قبل الظهر، وثنتان بعدها، وثنتان بعد المغرب، وثنتان بعد العشاء.

 

(17) احذر من المرور أمام المصلي:

ولا تستهن بهذا الأمر بل انتظر حتى تظهر لك فرجة.

 

(18) حافظ على صلاة الوتر:

فإن النبي - صلى الله عليه و سلم - ما كان يتركها حضراً ولا سفراً.

 

(19) اعلم أن صلاة الجمعة فرض:

على كل ذكر حر مكلف مستوطن غير مسافر، فاحرص على حضورها، والتبكير إليها، والاغتسال والتطيب والتسوك ولبس أحسن الثياب، والإنصات للخطبة والاهتمام بما يقال فيها، واحذر من الغلو والانشغال عنها وتخطي رقاب الناس.

 

(20) أكثر من الصلاة والسلام على رسول - صلى الله عليه و سلم -:

في كل يوم وبخاصة في يوم الجمعة، فقد أمر بذلك رسول الله - صلى الله عليه و سلم -.

 

(21) اعلم أن في يوم الجمعة ساعة إجابة:

فحاول اغتنامها بالصلاة والدعاء وسؤال الحاجات.

 

(22) إذا كنت من أهل الزكاة فبادر بإخراجها:

فإنها طهرةُ لك ونما لمالك وزكاة لنفسك.

 

(23) أكثر من الصدقات:

فإن العبد في ظل صدقته يوم القيامة.

 

(24) تخلص من البخل والشح وعود نفسك على البذل والعطاء.

 

(25) لا تستهن بالصدقة وإن قلت:

فقد تصدقت أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - بعنبة واحدة وقالت: كم فيها من ذرة!! والله يقول {فَمَن يَعمَل مِثقَالَ ذَرَّةٍ, خَيرًا يَرَهُ} [7: سورة الزلزلة].

 

(26) احذر من الرياء في الصدقات:

واعلم أن صدقة السر تطفئ غضب الرب، فاخف صدقتك حتى لا تعلم شمالك ما تنفق يمينك.

 

(27) شهر رمضان شهر الهدى والغفران:

فأحسن استعدادك لهذا الشهر العظيم.

 

(28) كان السلف يدعون الله:

ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ويدعوهم ستة أشهر أ، يتقبل منهم رمضان، فإين أنت من هؤلاء.

 

(29) رمضان شهر الصيام والقيام:

لا شهر الكسل والنيام، فاغتنم أيامه ولياليه في طاعة الله وترك معاصيه.

 

(30) لا تضيع صيامك بالسب واللعن والفحش من الأقوال والأفعال:

وإن تعدى عليك أحد أو شتمك فقل: إني امرؤ صائم.

 

(31) اجعل رمضان شهر توبة وإنابة ومحاسبة للنفس:

وحرص على الطاعات واغتنام الأوقات، واعزم على أن يكون ذلك دأبك دائماً حتى بعد رمضان.

 

(32) حافظ على قيام رمضان مع المسلمين في مساجدهم:

ولا تنصرف حتى ينتهي الإمام من الصلاة حتى يكتب لك أجر قيام ليلة.

 

(33) كن النبي - صلى الله عليه و سلم - يعتكف العشر الأواخر من رمضان:

وهذه سنة تركها الأكثرون، فأحيها أحيا الله فلبك ورفع قدرك.

 

(34) اعلم أن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان:

والعبادة فيها خير من عبادة ألف شهر أي ما يعادل ثلاثاً وثمانين سنة!! فماذا أنت فاعل في هذه الليلة العظيمة المباركة؟!!!.

 

(35) أكثر من تلاوة القرآن وبخاصة في هذا الشهر الكريم:

فإن القرآن شفاء وهدى وموعظة ورحمة للمؤمنين.

 

(36) كان النبي - صلى الله عليه و سلم -:

أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، فليكن رسول الله - صلى الله عليه و سلم - أسوتك في ذلك.

 

(37) درب نفسك على صيام النوافل ومنها:

صيام الاثنين والخميس، وثلاثة أيام من كل شهر وهي أيام الثالث والرابع والخامس عشر، وصيام يوم عرفة لغير الحاج، فإنه يكفر ذنوب سنتين، وصيام عاشوراء، فإنه يكفر ذنوب سنة واحدة، وصيام ستة أيام من شوال.

 

(38) أحرص على أداء عمرة رمضان:

فإنها تعدل حجة.

 

(39) ذكر الله - عز وجل - شفاء للقلوب:

وجلاء الأحزان والنفوس، فداوم على ذكر الله - تعالى -، فإن الله مع عبده إذا ذكره، واعلم أن كثرة الكلام بغير ذكر الله قسوة للقلب.

 

(40) الزم الاستغفار:

يجعل الله لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ويرزقك من حيث لا تحتسب.

 

(41) اعلم أن الدعاء أكرم شيء على الله - عز وجل -:

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply