الثقة بالنصر تجلبه


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التفاؤل من أبرز صفات الناجحين، ولن ينجح امرؤ ما لم يكن متفائلاً، والرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يحب التفاؤل، ويكره التشاؤم، بل إنه - صلى الله عليه وسلم - جعل التشاؤم من الشرك عندما قال:\"الطيرة شرك\".

 

وعندما نقيِّد معنى الانتصار بمفهوم ضيق هو\"الحُكم\"، فإننا نبدو منهزمين، ولكن للانتصار معانٍ, واسعة، الحُكم صورة من صورهاº ولهذا السبب فإنه لا يخالجنا أدنى شك بأن الدعاة إلى الله، والحركة الإسلامية الواسعة منتصرة، بالرغم من كل مظاهر الغلبة لأهل الباطل.

 

ليس من المهم أن ننتصر كأفراد، ولكن المهم أن تنتصر عقيدتنا، وتنتشر مبادئنا، أوَليس ذلك متحققًا في كل بقاع الدول الإسلامية، أما نرى انتشار الحجاب الإسلامي والالتزام العام يجتاح شباب الجامعات والحواري؟ أما نرى صناديق الاقتراع من النقابات والجامعات واتحادات الطلبة تصوِّت دائمًا لصالح التيار الإسلامي؟ أما نرى انتشار الكتاب الإسلامي حتى أصبح يكتسح جميع أنواع الكتب، فلا يباع في المعارض غير الكتاب الإسلامي؟ أما نرى جذوة الجهاد، وانتصارات المجاهدين في كل مكان يصطرع فيه الحق مع الباطل؟ أما نرى زيادة عدد الكتَّاب الإسلاميين وزيادة المجلات الإسلامية؟ أما نرى نجاح تجربة البنوك الإسلامية وزيادة انتشارها؟ أما نرى زيادة مواقع الإنترنت الإسلامية وكثرة انتشار الشريط الإسلامي حتى غدا واحدًا من الدعاة مثل د. طارق سويدان يسجّل له مبيعات لبعض أشرطته أكثر من المطرب محمد عبده؟

 

أوَليس هذه وغيرها بعض مظاهر النصر؟!

 

إننا كدعاة إلى الله يجب أن نتذكر أن المطلوب منا العمل وليس النتيجة، حيث ذكر الله - تعالى - في أكثر من موضع، كقوله - تعالى -: {وَمَا عَلَيكَ إِلاَّ البَلاغ}، وقوله: {وَمَا عَلَيكَ أَلاَّ يَزَّكَّى}.

 

ويجب على الدعاة ألا يَنسوا وعد الله - تعالى - بالنصر، وأن يستقر في عقيدة المسلم حتمية نصر الحق على الباطل، وعليه أن يتذكر دائمًا آيات النصر وانتصار الحق في قوله - تعالى -: {وَلَقَد سَبَقَت كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا المُرسَلِين} (الصافات:171)، وقوله - تعالى -: {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا...} (غافر: 51).

 

وبشَّرنا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - بفتح رومية، وهيمنة الإسلام على جميع الشرائع، وها نحن نراه أكثر الأديان انتشارًا بالرغم من كل المكائد، أوليس هذا من مظاهر الانتشار؟ وبشَّرنا بالانتصار على اليهود حتى ينطق الحجر والشجر ليعين المسلم على قتل اليهود.

 

إن البشائر هي الغالبة، وإن النَّصر مع الصَّبر، وإن هلاك الطغاة واحدًا تلو الآخر وبقاء الحركة الإسلامية، بل زيادتها وزيادة أفرادها وزيادة انتشار أفكارها طيلة هذه السنين من أكبر مظاهر النصر والأمل، فارفعوا أيها الدعاة إلى الله رؤوسكم عاليًا، وتذكَّروا آيات النصر، وبشارات الرسول - صلى الله عليه وسلم -.

 

المطلوب منكم العمل، والنتائج على ربِّ العالمين، واعملوا بوصية ربكم - تعالى -: {وَلا تَهِنُوا وَلا تَحزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعلَونَ إِن كُنتُم مُؤمِنِين}، فالنصر حتمًا حليفنا بإذن الله، {أَلَيسَ الصٌّبحُ بِقَرِيب}، وفي مطلع بدايات الحركة الإسلامية الحديثة صاح الإمام البَنَّا في أتباعه قائلاً:\"لا تيئسوا، فليس اليأس من أخلاق المسلمين، وحقائق اليوم أحلام الأمس، وأحلام اليوم حقائق الغد، وما زال في الوقت متسع\".

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply