الهدهد الغيور على التوحيد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

قال - تعالى -: (وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين * لأعذبنه عذابا شديدا أو لأذبحنه أو ليأتيني بسلطان مبين * فمكث غير بعيد فقال أحطت بما لم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شيء ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون * ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ما تخفون وما تعلنون الله لا اله الا هو رب العرش العظيم).

 

تحركت الغيرة على العقيدة في قلب طير من الطيور ويأبى أن يرى أحدا يسجد لغير الله لأنه علم أن الشرك شؤم ووبال، وهي حقيقة يجب أن يعرفها الجميع .

 

كيف يسجدون لغير الله؟ وكيف تخضع رؤوسهم وتنحني رقابهم أمام المخلوقين؟؟

 

كان المفروض أن يرتفع الرأس وتنتصب القامة أمام المخلوقات لأن المخلوقين سواسية أمام الله في العبودية وان كانوا يتفاوتون في المقامات... الجبهة لا تذل إلا لله .

 

الظهر لا ينحني ألا لواهب الحياة وهي كرامة أعطاها الله للإنسان الكريم، فالعبودية بالنسبة للإنسان مقام عال أمام جناب الله لن يختاره إلا العارفون، فرسول الله - صلى الله عليه وسلم - خيره الله بين أن يكون ملكا رسولا أو عبدا رسولا فاختار جناب العبودية على مقام الملك لأنه - صلى الله عليه وسلم - عرف الحقيقة وكيف لا يعرفها وهو معلم الحكمة؟؟

 

حقيقة أن الهدهد كان مؤمنا بمعنى أنه لا يعرف إلا الله وحده (وان من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم).

 

وفي الحقيقة أيضا أن هذا الهدهد عالم ومدرك لخفايا بعض الأمور التي لا يعلمها إلا أهل العلم. ما مر الهدهد على القوم المشركين مرور اللاهين ولا تأول موقفهم ولا قال إنهم جاهلون، ولكنه انتفض وانتهض وجاء لنبي الله سليمان بالخبر اليقين، قد يقول قائل: أن الهدهد هذا أعد إعدادا خاصا وأنه كان من جنود سليمان المكلفين بالحراسة وأنه في منزلة العقلاء العارفين وقد يكون هذا الأمر حقا، لكن المهم في الأمر تلك الغضبة والانتفاضة من طير، بينما نجد بعض الناس وهم من أبناء الإسلام يمرون على مشاهد قريبة من هذا فيبررون مواقف بعض المخطئين الضالين لطريق التوحيد .

 

الله الله... لو مر الهدهد هذا على بعض ديار المسلمين اليوم ورأى ذلك الإقبال وذلك الاندفاع إلى القباب والقبور والأضرحة ولو سمع تلك الصيحات من بعض المسلمين تتوجه لغير الله.

 

حقيقة مؤسفة مرة، فمتى ينتبه لها المسلمون!!!

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply