من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم!


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وصلى الله وسلم على حبيبه ومصطفاه وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

حقيقة الخدمة لدعوة الحبيب - صلى الله وسلم عليه وعلى آله- ينبغي أن تُبنى عندنا على إحساس صادق، وتوجه خارق، ولسان حال ناطق بالإحساس بهذا الهم النبوي. الذي يعيش مدة حياته ليس له فكر في هم الحبيب - صلى الله عليه وآله وسلم- ليس له فكر في إبلاغ دعوة الحبيب، ما فقه معنى اتباعه للحبيب المصطفى (قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني) هذه من الثوابت (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) كان الكلام في السنة الماضية والتي قبلها عن أن الناس الآن تُهيأ لأمر مقبل عليها وأن الاختيار في أن يقف الإنسان بين بين لا إلى أهل الخير القائمين على نصرة الخير ولا إلى أهل الشر القائمين على ترويج الشر، هذا الوقت الذي يخلط الإنسان حاله ساعة هكذا ذات يمين وساعة هكذا ذات شمال قد ولىّ وبدأت مظاهر حديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم (ينقسم الناس إلى معسكرين معسكر إيمان لا نفاق فيه ومعسكر نفاق لا إيمان فيه).

 

هذه السحابة بدأت تنجلي، والأحداث التي تحيط بالأمة في مثل هذه الأيام في شرقها وفي الغرب، ليس حدث واحد ولا الثاني ولا الثالث ولا الرابع وما هو مقبل أكثر وأكثر، إلا أن هذا الذي يحصل من تقلبات أحوال الناس كلها، خطابات تتوجه للواحد منا قبل الجماعة، قبل المجموعات، قبل الدول، قبل الشعوب، للواحد منا له خطاب يتوجه من حضرة الرب رب الأرباب فيما يدور حوله في هذا العالم، ما يحصل اليوم من رفع أقوام وخفض أقوام، من إعزاز أقوام وإذلال أقوام، من تحطيم كثير من الثوابت التي كانت في العقول، هذه الجهة ما احد يقدر يمسها بالسوء، وهذه الدولة ما احد يقدر يتكلم عليها، وهؤلاء ما احد يقدر يخرق قواعدهم، وهؤلاء وهؤلاء. هذه الظلمات التي رسخت في قلوب كثير من الأمة مصدرها الوهن الذي تحدث عنه الحبيب المصطفى في الحديث الصحيح الذي أكثركم يسمعه (يوشك أن تداعى عليكم الأمم كما تداعى الأكلة على قصعتها قالوا امن قلّة نحن يومئذ يا رسول الله قال لا أنكم يومئذ كثير ولكنكم غثاء كغثاء السيل) في إحدى الروايات (يُلقى في قلوبكم الوهن قالوا وما الوهن يا رسول الله قال حب الدنيا وكراهية الموت) المقصود من الحديث ليس أن ننشغل بتخطيط زيد او عمرو، ولا بدولة كبيرة أو صغيرة، المقصود من هذا الحديث أن نفقه ما السبب من تسلط الكفار علينا، ما السبب في تمكين الله لهم أن يأخذوا منا وان ينالوا منا ما يريدون.

 

حب الدنيا وكراهة الموت:

الحديث أوضح أن السبب في ذلك أمر قلبي في بواطننا حب الدنيا وكراهية الموت. والأيام المقبلة على الناس تتوجه نحو هذا الخطاب. فالمرء الذي يهمل تطهير قلبه عن محبة الدنيا، الذي يهمل انتزاع كراهية الموت من قلبه هو الذي ستعرض عليه هذه الفتن فتفتنه والعياذ بالله، أما الذي يعتني بمثل كلام الحبيب المصطفى في تهيئة القلب للتخلص من ظلمة محبة الدنيا، من ظلمة كراهية الموت التي سطت على كثير من القلوب، هو الذي ستزيده هذه الفتن يقينا بالله - عز وجل - وقربا من الله - سبحانه و تعالى -.

 

كان كاتب هذه السطور في الولايات المتحدة في أيام حصول الانفجارات المدوية، ومررنا بجانب احد الأماكن قبل ربع ساعة من ضربها ورفاقي في السيارة كانوا يتكلمون يقولون هذا المكان ما يستطيع احد أن يقترب منه ولو اقتربت ذبابه ستخرج الدفاعات من تحت الأرض عليها وبعد ربع ساعة فقط انضرب هذا المكان وسقط، ليخبرنا الله - عز وجل - أن الوهن هذا الذي في قلوبنا، يجب أن نفقه خلاله أن أموراً مقبلة على الأمة، هذه الأمور تطلب قلوب تصدق مع الله - عز وجل -.

 

كانت الثمرة بعد أن تحدث بعض ممن لم يفقهوا حكمة الله في الوجود، وقالوا أن هذا الذي حدث سيضعف انتشار الإسلام في تلك الجهات، كانت الثمرة أخبارا تأتي عن أن نُسخ ترجمة معاني القرآن في تلك البلاد نفذت من الأسواق، رجعنا إلى بريطانيا وجدنا مسلما بريطانيا يقول الأسبوع الماضي في مدينة كامبردج واحد اعتنق الإسلام بعد صلاة الجمعة، ما السبب في إسلامك؟ قال لما رأيت كلام الناس عليكم في الإعلام، المسلمون المسلمون إرهاب إرهاب وغير ذلك الكلام، قلت ما تكون هذه الضجة من غير شيء أكيد هؤلاء وراءهم أمر، ذهبت اقرأ ترجمة معاني القرآن بلغتنا الإنجليزية، ثم قرأت سيرة محمد - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- فوجدت أن لا دين أفضل من هذا الدين في هذا الوجود،فإذاً هذه الأحداث التي تأتي على الناس تؤثر ولكن تأثيرها بحسب أحوال القلوب التي تقابلها، كثير من ضعفاء الإيمان نساؤهم ابعدن الحجاب على رؤوسهن في تلك البلاد خوفا من التعرض إلى الأذى، بيت من البيوت المباركة الطيبة أرسلوا أولادهم إلى هنا يطلبون العلم، كانت امرأةٍ, من هذا البيت اتصلت قالت خطر في قلبي أسدل الحجاب على وجهي، في تلك البلاد ماحد يغطي وجهه إلا النادر، طيبةٍ, من النساء اللاتي تغطي رأسها، قالت الآن وقر في قلبي أن مقابلة لما حصل لنا في هذه البلاد من أذى من تعدي ومن ردة فعل كما يسمونها من أهل تلك البلاد ضد المسلمين، شعرت أن هذا الذي حصل خطاب لنا من الله أني إذا ما فقهت معنى المعاملة معي سأسلط عليكم أعداءكم. وجدتها إمرأة من عامة النساء لكن في قلبها فقه، في قلبها تنبيه، قالت هذا الذي حصل الآن من اعتداءات علينا نحن المسلمين في تلك البلاد وأذى من أهل الغرب هذا خطاب لنا من الله أننا قصرنا في الاستقامة قالت بحثت أي جانب تقصير عندي، عاد وجهي يظهر أمام الرجال فغطيت وجهي، الناس يقولون لا سيقتلونك، لأن من غطت رأسها قد سحبت الغطاء من رأسها فقالت لا، الخوف الذي يحصل هذا ينبغي أن نصرفه إلى الله لا إلى الخلق، فإذا صرفنا الخوف إلى الله - سبحانه وتعالى - مكننا الله وحفظنا.

 

لابد من فقه لثوابت منهجنا:

هذه معاني يجب أن نفقهها وان نقابل ما يُقدِم علينا من الأيام. لا بد من فقه لثوابت منهجنا، هذا المنهج الراسخ الذي له أكثر من ألف سنة في هذا العالم يعمل والذي غير مساحات من خريطة العالم. دول بأكملها تحولت إلى مسلمه بغير رفع سلاح حسي بغير مسدس أو بندقية ولا منازعه لأهل السلطة في سلطتهم، مرات نسمع الحبيب عمر نسمع المشايخ هنا يقولون أن الحسين بن الشيخ أبي بكر بن سالم نفعنا الله - تعالى - به، تاب على يده سلطان هنا في حضرموت وقال له أريد أن أسلمك السلطنة قد زهدت في الدنيا، خذها أنت أو أعطها احد من أصحابك، قال سلطنة لي أو لأحد من أصحابي!!!!! رح رح لو كانت السلطة تصلح للحمير ما رضيتها لحماري الذي اركب عليه.

 

ذلك لأن عندهم سلطنة أعظم واكبر انشغلوا بها، سلطنة خدمة جبار السموات والأرض جل جلاله، هذا المعنى معروض علينا وعليكم وقد تعب من يبلّغ، وتعب من يخاطب، وتعب من يصيح، فينا الصائح تلو الصائح يقول لنا الحياة التي كنا نعيشها على أساس إنا نعيش للدنيا لنأكل لنشرب لنلبس لنطعم الأولاد لنربيهم كما يربي الكفار أولادهم من اجل الأكل والشرب والمدرسة والشهادة والعمل، العصر هذا ولىّ يا أخوان والأيام المقبلة هذه ستريكم عجائب، الذي لا يفقه هذا الكلام سيرى وسيندم، لكن الذي سيفقه هذا الكلام سيحمد العاقبة، غبار كان على عقول الناس، قال مستقبل!!! قال شهادة!!!! قال مظهر!!!! قال دنيا!!! هذا الوهن الذي نزل على الناس ينبغي أن نلفظه من قلوبنا، أن نخرجه من قلوبنا، أن نعرف أننا أصحاب مهمة في هذه الحياة (كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته)، نسخر نضحك من الذين يتكلمون على الحكام، قبل ما تتكلم على الحكام أخطاؤا أم أساؤا، أنت حاكم في بيتك.

 

\"كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته\":

(كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته) الذي لا يعرف ولده صلى في جماعة أو ما صلى في جماعة خان الحكم الذي في بيته،الذي ما يعرف زوجته تجالس من وعلى أي حالة تدخل وتخرج إلى سوق أو إلى مكان لهو هذا خان معنى الحكم في بيته، الذي لا يفقه معنى غَيرة الله على انتهاك محارم في بيته خان في بيته، الذي ينشأ أولاده وبناته مالهم صلة بالقدوة - صلى الله عليه وآله وسلم- بناته يعرفن أسماء المغنيات والراقصات أكثر من أخبار سيدتنا فاطمة الزهراء أو سيدتنا خديجة الكبرى أو سيدتنا عائشة الرضى، أولاده ما يعرفون شيء عن العشرة المبشرين بالجنة أكثر مما يعرفونه من لاعب كرة أو راقص في تلفاز، هذه المعاني إذا ما نفضناها ونفضنا غبارها من قلوبنا، فإن السنون حبلى بأمور ستظهرها لكم الأيام، حتى الذي يبتعد لن يُترَك.

 

الذين يتلقون القذائف الآن في أفغانستان الأطفال والنساء مالهم سياسة ولا لهم دخل بلعب، هم في بيوتهم كل واحد منهم أغلق باب بيته جاءت إلى بيته، ما السبب؟ أن المهمة التي تتصل بالعالم كله، بفلسطين ببيت المقدس الكلام الذي نسمعه في الأخبار في وسائل الإعلام التي لم تفقه مقاصد الإعلام التي نُحَدّث عنها الآن أسباب هذه المصائب أنا وأنت في بيوتنا، قضينا بين المغرب والعشاء في معصية في لغو في غفلة في بيوتنا.

 

سبب ضرب المسلمين في الشرق والغرب:

سبب ضرب المسلمين في الشرق والغرب، ما يحصل لنا من تغافل عن إيصال أنوار الدعوة، له سنة سنتين ثلاثة أربعة مخل في الصلاة ما فكر حتى ينصح جاره، حتى يتوجه إليه بخطاب، ما حمل هما ما بكى ليلة، ما عرف دمعته تسيل حرقه على حال الجار ما توجه إلى الله، هذا الإحساس مهمة ينبغي أن نفقها في خروجنا من مثل هذا المكان الشريف، أن نعرف ثوابتنا في منهجنا، أن نعرف كيف نقابل ما يرد علينا الآن من شؤون الفتن، وأن هذه الفتن إذا قصدت بلداننا أو قصدت أماكن المسلمين أو ظهر فيها زمجرة من كبير أو صغير فإنما هي خطابات من الله، يقول لكم افقهوا وإلا عندي أعداء سوف أسلطهم عليكم، الله - عز وجل - يقول افقهوا مهمتكم ومعزتكم عندي أمل إذا أغفلتم مهمتكم وركنتم إلى الأرض فإني أسلطهم عليكم.

 

والأيام مقبلة بهذا الكلام وسترونه بأعينكم.

 

اليوم من يكذب يكذب ومن يضحك يضحك ومن ينتقد ينتقد ومن يستهزئ يستهزئ له ما يريد، ولكن غدا بيننا وبينه، الذي سيفقه معنى الخدمة لشريعة المصطفى الذي سيرجع من الشِّعب وله ذوق لمعنى أن يحمل هم الحبيب، له ذوق لكي يخرج من ليلةٍ, يفكر فيها في قوت أو في مال أوفي أولاد أوفي عيال أو في ارض أو في سوق، ليلة بدلها يفكر في حال أمة الحبيب، يفكر في إيصال نور الحبيب المصطفى إلى بيته وإلى من حوله من أهل لا إله إلا الله.

 

قال - صلى الله عليه وسلم-: (من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم) نفى الحبيب - عليه الصلاة والسلام- كينونة الإنسان من حقيقة الاتصال بالأمة إذا لم يعرف هذا الهم في قلبه، فينبغي أن نفقه هذا المعنى في ليالينا المقبلة هذه، وأن نتغانم نفحة الله - عز وجل - وجل فيها لنا وللأمة أجمع.

 

ألحوا على الله وضجوا إليه:

ألّحوا على الله وضُجٌّوا إلى الله والجأوا عليه وأذهبوا وتوجهوا إليه في هذه المجامع بأن يرفع عن الأمة ما نزل بها، بأن يحسن استخدامنا وإياكم على ما هو مقبل على الناس، وأن يجعلنا من فريق السعداء لا من الفريق الآخر فإن الذين لهم نوايا مع الله ووجهة وإلحاح وتذلل وطلب للانكسار وطلب لأخلاق الحبيب المصطفى المختار هم الذين يهيأوون لما هو مقبل على الناس، وما هو مقبل على الناس ما ننشغل فيه ولا يهمنا فيه المظاهر التي يتكلمون عنها، لكن الذي يقلقنا فيما هو مقبل على الناس أحوالنا نحن مع ما يقبل.

 

وأخيرا قال - صلى الله عليه وسلم- وعلى آله حديث ربما الأكثر يسمعه، لكن يحتاج إلى تنبه منا قال - صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: (زويت لي مشارق الأرض ومغاربها وان ديني سيصل إلى ما زوي لي منها والذي نفس محمد بيده\"خذ القسم من الحبيب المصطفى\"والذي نفس محمد بيده لن يبقى على ظهر الأرض بيت شعر أووبر أو حجر أو مدر إلا ودخله ديني بعز عزيز أو بذل ذليل) المسألة منتهية نحن ما عندنا قلق على حال الدين في العالم، لكن الذي عندنا القلق فيه بأن اليقين يقين، يقين أن الدين سيدخل كل بيت والوقت قد أزف، القلق عندنا هل سيكون دخول الدين إلى كل بيت بعزنا أو بذلنا، الذي ما يفقه مهمته في خدمة الدين سيدخل الدين أيضا كل بيت لكن سيكون من أصحاب (بذل كل ذليل)، والذي سيفقه مهمته في خدمة هذا الدين في يومه وليلته وعامه وشهره وصلته ووجهته وهمه وفكره ووقته وماله سيكون من الذين سيدخل الدين أيضاً في كل بيت لكن بعزهم، بعز عزيز.

 

الدعاء:

جعلنا الله وإياكم ممن يعزهم بنشر هذا الدين ويهيئنا وإياكم إلى الصدق معه ويكرمنا وإياكم بحقيقة الإقبال عليه، ويثبتنا على القيام بحق العهد والوفاء بالبيعة لله - عز وجل - والصدق في القول والفعل والحركة والسكون، يتوب علينا توبة نصوحا، ويطهرنا بها جسما وقلبا وروحا، يفرج عن الأمة ويرفع ما نزل بها.

كان بعض أهل الصعيد من العوام من الناس الذين لا يشار إليهم بعلم أو بغيره، جاءنا ونحن في الصعيد قال كلمة أبكتنا قال أدعوا للأمة أن يجعلها الله أهل لنصرته، ما قال ادعوا للأمة بالنصر، ادعوا للأمة أن يجعلها الله أهلا لنصرته، جعلنا الله وإياكم والأمة أهلا لنصرته، وهيأنا لحقائق هذه النصرة في قلوبنا، في أرواحنا وفي حركاتنا وفي سكناتنا، وبارك لنا ولكم في هذه الليالي والأيام، ووفر حظنا منها، وبارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان، وأعاننا على الصيام والقيام، وقنعنا بالقليل من الطعام والمنام، ونصب لنا في الخيرات رايات وأعلام، وجعلنا من خواص الأنام، وبارك لنا في علمائنا ومشايخنا كبارهم وعوامهم وخواصهم، وبارك الله في الأمة فيما هو مقبل عليها، وجعلنا من انفعها لها وأبركها عليها، وجعلنا ممن يثبتهم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة، ويجعل آخر كلامنا من الدنيا لا اله إلا الله محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم- بحقائقها متحققين حسا ومعنى ظاهرا وباطنا والحمد لله رب العالمين.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply