أمة الإسلام أمة دعوة و إرشاد


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الدعوة لغةً: هي الطلب بإلحاح وحثٍّ, إلى الاستجابة أخذاً أو تركاً من اعتقاد أو قول أو فعل.

الإرشاد لغةً: الهداية وإرشاد الضال، هدايته إلى الطريق.

إن أول شيء يجب أن يوضع في عقل المسلم اليوم، هو أنه لم يخلق ليأكل ويشرب ويتناكح، كسائر المخلوقات.

ولم يخلق من أجل إعمار الأرض أكثر مما أمر بإعمارها، إنما ميزه الله - سبحانه وتعالى - عن سائر المخلوقات بالعقل والقدرة على التحليل والتركيب وذلك لمهمة وحيدة أناطها به وحده عن سائر المخلوقات، وهي مهمة التعريف بهذا الدين، فإن كان الدين تشريفاً لنا، فلابد أن يكون واجبنا نحوه هو التعريف به.((فليبلغ الشهد الغائب)).

 

والفوضى الفكرية، التي يعيشها العقل المسلم، والفوضى العاطفية التي تعيشها النفس الإسلامية جعلت المسلم لا يدري ولا يعقل أهم مهامه في هذه الحياة الدنيا، فالمسلم ما إن يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، حتى يصبح في عنقه مهمة التعريف بما عرف من هذا الدين.

وهذا ما فعله الصحابة - رضوان الله عليهم -، فكان أحدهم ما إن يعتنق الإسلام حتى يدعو للإسلام ولاعتناقه، كما فعل سيدنا أبو بكر - رضي الله عنه -.

وعندما حصر المسلمون مهمة الدعوة إلى هذا الدين للأئمة والخطباء تحول المجتمع الإسلامي إلى مجتمع كنسي، وأصبح هناك قوم يدعون إلى الإسلام وقوم لا يعرفون عنه شيئاً.. وأصبح بعض هؤلاء يمارسون الوصاية الدينية على الإسلام والمسلمين.

((لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم)).

إن الإسلام اليوم ينتشر بين صفوف الشرقيين والغربيين بعل القوة الذاتية للإسلام والتي أودعها الله سبحانه و- تعالى - فيه.. لكنه يحتاج إلى قوة بشرية وجهود من المسلمين..

وعندما توافقت القوتان (الذاتية و البشرية) فتح المسلمون العالم كله (العالم القديم في أقل من قرن..

والفتح لم يكن بالسيف كما شوه البعض، وإنما كان المسلمون لا يدخلون إلى قرية إلا بعد انتظار ثلاثة أيام، يعرضون على أصحابها إحدى ثلاث (الإسلام – الجزية – الحرب).

إنما كان الفتح بالدعوة والكلمة الطيبة الصالحة وهي أساس الجهاد ((وَجَاهِدهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراً)) الفرقان 52 .

ويجب على الداعية أن يعلم أن معركته الحقيقة هي الدعوة.. والمعركة لا بد من لها من سلاح، فلا بد من أن يتخذ من القرآن سلاحاً ولا بد له من هدف وراية.. فرايته يجب أن تكون الجمع بين كافة المسلمين لذلك كان لا بد من هذه القاعدة الهامة \" معركتنا الدعوة، وسلاحنا القرآن، ونرفع راية الجمع بين كافة المسلمين \".

ويجب على المسلم أن يكون داعياً إلى الله بلسانه، فإن لم يستطع فبتصرفاته الإسلامية، وهذا ما يسمونه الدعوة بالقدوة وهو من أقوى أنواع الدعوة إلى الله.

وما فتحت إندونيسيا، وجنوب شرق آسيا إلا بهذا الأسلوب العظيم، وما انتقل الإسلام إلى أوروبا وأمريكا إلا بالدعوة باللسان وبالقدوة، وطبعاً الدعوة الخالصة !.

وربما ييأس كثير من الدعاة، أو تسرب اليأس إليهم بسبب قلة النتائج وعدم توجه الناس نحو الإسلام. وهو أخطر ما يصيب الداعية إلى الله - عز وجل - فلابد أن يعلم المسلم الداعية أنه يدعو لأمرين:

1. أداء الواجب، وهو واجب التعريف بهذا الدين ((وَإِذ قَالَت أُمَّةٌ مِّنهُم لِمَ تَعِظُونَ قَوماً اللَّهُ مُهلِكُهُم أَو مُعَذِّبُهُم عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعذِرَةً إِلَى رَبِّكُم وَلَعَلَّهُم يَتَّقُونَ)) الأعراف164 .

قولهم معذرة إلى ربكم:إنما نعظهم لنعذر عند الله، بأداء ما فرض علينا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

2. الثواب العظيم الذي أعده الله للآمرين بالمعروف و الناهين عن المنكر أما بالنسبة للنتائج فهي إلى الله سبحانه و- تعالى -، ولقد دعا الأنبياء عليهم السلام كثيراً، وربما كانت الاستجابة لا تتناسب مع كثرة دعائهم وعملهم.. وهو درس عظيم للدعاة..

3. حب الدعوة: ((والله ما أنا بقادر على ترك ما بعثت به من أن يشعل أحدكم من هذه الشمس شعلة نار)).

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply