هكذا علمنا السلف ( 53 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

دواء الغيبة:

 قال الفضيل بن عياض: «من أراد أن يسلم من الغيبة فليسد عن نفسه باب الظنون، فمن سلم من الظن: سلم من التجسس، ومن سلم من التجسس: سلم من الغيبة»(1).

 

رسالة إلى الخائضين في الأعراض:

عن مفضل بن يونس قال: ذكر عند الربيع بن خيثم رجل، فقال: ما أنا عن نفسي براض فأتفرغ من ذمها إلى ذم الناس، إن الناس خاضوا في ذنوب العباد وأمنوا على ذنوبهم»(2).

 

وصفة للمتورط في لحوم البشر:

عن عبد الله قال: وجدت في كتاب بشر بن الحارث بخط يده قال: ذكر عند الربيع بن خيثم - رحمه الله - رجل فقال: «ذكر الله - عز وجل - خير من ذكر الرجال»(3).

 

قال الربيع بن خثيم: «الناس رجلان مؤمن وجاهل، فأما المؤمن فلا نؤذيه، وأما الجاهل فلا نجاهله»(4).

 

هذا منهج العدل:

 قال ابن القيم تعليقاً على قول الهروي: «الرجاء أضعف منازل المريدين»: «شيخ الإسلام حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه، وكل من عدا المعصوم - صلى الله عليه وسلم - فمأخوذ من قوله ومتروك، ونحن نحمل كلامه على أحسن محامله ثم نبين ما فيه».

 

ثم حمل كلامه على أحسن وجه ممكن، ثم قال: «وهذا وجه كلامه وحمله على أحسن المحامل.

 

فيقال: هذا ونحوه من الشطحات التي ترجى مغفرتها بكثرة الحسنات، ويستغرقها كمال الصدق وصحة المعاملة، وقوة الإخلاص، وتجريد التوحيد، ولم تضمن العصمة لبشر بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

 

وهذه الشطحات أوجبت فتنة على طائفتين من الناس: إحداهما: حجبت بها عن محاسن هذه الطائفة، ولطف نفوسهم، وصدق معاملتهم، فأهدروها لأجل هذه الشطحات، وأنكروها غاية الإنكار، وأساؤا الظن بهم مطلقاً وهذا عدوان وإسراف.

 

فلو كان كل من أخطأ أو غلط ترك جملة، وأهدرت محاسنه، لفسدت العلوم والصناعات، والحكم، وتعطلت معالمها.

 

والطائفة الثانية: حجبوا بما رأوه من محاسن القوم، وصفاء قلوبهم، وصحة عزائمهم، وحسن معاملاتهم عن رؤية عيوب شطحاتهم ونقصانها، فسحبوا عليها ذيل المحاسن، وأجروا عليها حكم القبول والانتصار لها، واستظهروا بها في سلوكهم.

 

وهؤلاء أيضا معتدون مفرطون.

 

والطائفة الثالثة: وهم أهل العدل والإنصاف، الذين أعطوا كل ذي حق حقه، وأنزلوا كل ذي منزلة منزلته، فلم يحكموا لصحيح بحكم السقيم المعلول، ولا للمعلول السقيم بحكم الصحيح، بل قبلوا ما يقبل، وردوا ما يرد»(5)

 

 ويقول أيضا: «والبصير الصادق يضرب في كل غنيمة بسهم، ويعاشر كل طائفة على أحسن ما معها، ولا يتحيز إلى طائفة.

 

وينأى عن الأخرى بالكلية ألا يكون معها شيء من الحق، فهذه طريقة الصادقين»(6)

 

علامة الاستدراج:

وقال السري السقطي: «من علامة الاستدراج للعبد: عماه عن عيبه، واطلاعه على عيوب الناس».

 

منشأ المرض من كثرة العيوب:

«فأجرأ من رأيت بظهر غيب          على عيب الرجال: ذوو العيوب» (7)

قال أحد السلف: «قد استدللت على كثرة عيوبك بما تكثر من عيب الناس، لأن الطالب للعيوب إنما يطلبها بقدر ما فيه منها»(8)

 

الغفلة عن النفس تقود إلى تتبع الآخرين:

قال عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: «ما أحسب أحداً تفرغ لعيب الناس إلا من غفلة غفلها عن نفسه»(9)

 

-----------------------------------------------------------

(1) العوائق لمحمد الراشد / 42 - 43 ).

(2) كتاب الزهد للإمام أحمد / 468.

(3) كتاب الزهد للإمام أحمد / 459.

(4) كتاب الزهد للإمام أحمد / 460.

(5) مدارج السالكين 2 / 39

(6) مدارج السالكين 2/370

(7) العوائق لمحمد الراشد 149.

(8) عيون الأخبار لأبن قبيبة 2 / 14. ( العوائق لمحمد الراشد / 149 ).

(9) العوائق لمحمد الراشد / 149.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply