هكذا علمنا السلف ( 46 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

الحزم والجد في الالتزام بالسنة:

عن الأعرج قال: سمعت أبا سعيد الخدري - رضي الله عنه - يقول لرجل: «أتسمعني أحدّث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لا تبيعوا، الدينار بالدينار والدرهم بالدرهم إلا مثلاً بمثل، ولا تبيعوا منها عاجلاً بآجل» ثم أنت تفتي بما تفتي، والله لا يؤويني وإياك ما عشت إلا المسجد»(1).

 

الغيرة على السنة والاستجابة التامة والتعظيم لأمر الله ورسوله - صلى الله عليه وسلم -:

عن سعيد بن جبير عن عبد الله بن مغفل - رضي الله عنه - قال: «نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الخذف، وقال: «إنها لا تصطاد صيداً، ولا تنكأ عدواً، ولكنها تفقأ العين، وتكسر السن»، فقال رجل لعبد الله بن مغفل:وما بأس هذا؟ فقال: إني أحدثك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتقول هذا، والله لا أكلمك أبداً»(2).

 

إياك أن تسقط في مهلكة بردك السنة:

قال: وسمعت أبا عبد الله يقول: «من رد حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو على شفا هلكة»(3).

 

دقة المتابعة للرسول - صلى الله عليه وسلم -:

عن حميد بن الأسود قال: قال رجل لمالك بن أنس: «أحرم من مسجد النبي - صلى الله عليه وسلم - أو من ذي الحليفة؟ فقال له: بل من ذي الحليفة، فقال الرجل: فإني أحرمت أنا من مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فقال مالك:{فَليَحذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَن أَمرِهِ أَن تُصِيبَهُم فِتنَةٌ أَو يُصِيبَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ}»(4).

 

لا رأي لأحد مع السنة:

عن سودة بن زياد وعمر بن مهاجر عن عمر بن عبد العزيز أنه كتب إلى الناس: «لا رأي لأحد مع سُنة سنها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -»(5).

عن مكحول قال: «السنة سنتان: سنة الأخذ بها فريضة وتركها كفر، وسنة الأخذ بها فضيلة وتركها إلى غير حرج»(6).

عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «المتمسك بسنتي في الهرج له أجر مائة شهيد»(7).

 

لزوم الجماعة وخطر الوحدة:

عن عبد الرحمن بن عبد الله قال: قدم عمر الجابية، فقام فينا خطيباً فحمد الله وأثنى عليه بما هو أهله، ثم قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كمقامي فيكم فقال: «أكرموا أصحابي، فإنهم خياركم، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يظهر الكذب حتى يحلف الرجل وإن لم يستحلف، ويشهد وإن لم يستشهد، ألا من أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة، فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، ألا لا يخلون رجل بامرأة، فإن معهما الشيطان، ومن ساءته خطيئته فهو مؤمن»(8).

الطريق ما كان على السنة:

عن ابن سيرين قال: «الرجل ما كان مع الأثر فهو على الطريق»(9).

--------------------------------------------------------------------------------

(1) إسناده جيد. الإبانة 1/258.

(2) إسناده صحيح ورجاله ثقات. الإبانة 1/259.

(3) رجاله ثقات إلا عصمة فلم يتبين لي حاله. الإبانة 1/260.

(4) وأخرج ابن عبد البر في جامع بيان العلم بإسناده عن عبد الرحمن بن يزيد قصته في الحج قريبة من هذه في المعنى 1 / 189. (الإبانة 1/261-262).

(5) رواه الآجري في الشريعة من طريق عبد الله بن محمد بن عبد الحميد الواسطي به 1/53. (الإبانة 262-263).

(6) رواه الطبراني في الأوسط من حديث أبي هريرة مرفوعاً، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: تفرد به عبد الله بن الرومي، لم أر له من ترجمة 1/172º والآجري بإسناد المؤلف 1/53. وإسناد المؤلف فيه أحمد بن عبد الجبار الصوفي لم أعرف حاله، وبقية رجال الإسناد ثقات. (الإبانة 1/263).

(7) أخرج مسلم من حديث معقل بن يسار (العبادة في الهرج كهجرة إليّ)، كتاب الفتن رقم 130º والترمذي رقم 2201º وعبد بن حميد في مسنده (ق61/1)º والآجري في الشريعة ص45. (الإبانة 1/310).

(8) الإبانة 1/285.

(9) رواه الدارمي من طريق أزهر عن ابن عون 1/54º والآجري في الشريعة من طريق معاذ بن معاذ، ثنا ابن عون به ص 18º ورواه اللالكائي رقم 109 من طريق أزهر عن ابن عونº والهروي في ذم الكلام (ق 42/2)º وعزاه السيوطي للبيهقي في مفتاح الجنة، ص 34. (الإبانة 356).

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply