هكذا علمنا السلف ( 41 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

ما أصعب معرفة الإنسان بنفسه:

قال سهل بن عبد الله التستري: «معرفة النفس أخفى من معرفة العدو، ومعرفة العدو أجلى من معرفة الدنيا»(1).

 

طريق إصلاح النفس يمر بمعرفة فسادها:

قال وهيب بن الورد: «قال بعض الحكماء: لقد علمت أن من صلاح نفسي علمي بفسادها، وكفى للمؤمن من الشر أن يعرف فساداً لا يصلحه»(2).

 

قال الحسن البصري: «لا يزال العبد بخير ما علم الذي يفسد عليه عمله، فمنهم من يزَين له ما هو فيه، ومنهم من تغلبه الشهوة»(3).

 

وصفة تنبئك عن بعض عيوبك:

قال الثوري: «إياك وما يفسد عليك عملك، فإنما يفسد عليك عملك الرياء».

 

وقال سهل بن عبد الله التستري: «لا تفتش عن مساوي الناس ورداءة أخلاقهم، ولكن فتش وابحث في أخلاق الإسلام، ما حالك فيه؟ حتى تسلم ويعظم قدره في نفسك وعندك»(4).

 

يعرف الداء أهل الصفاء:

قال الفضيل بن عياض: «لا يعرف الرياء إلا مخلص».

 

كن فاعلاً وأقل الأحوال لا تكن عقبة:

بعض المنتسبين للدعوة وعمل الخير يشكلون عقبة في طريق الدعوة وهم لا يشعرون، فإنهم يكثرون الجدال والنقاش في أي مسألة أو مشروع خيري يطرح لهم ويصوبون إليه سهام النقد، ثم إذا طلبت البديل قد لا يتجاوب معك أو يطرح بديلاً مثالياً يستحيل تطبيقه، وقد يذكر بديلاً توافقه عليه لكن سرعان ما يتخلى عنه، ولا تتعب في مناقشته فعنده ألف مبرر لذلك، فلا هم شاركوا إخوانهم بعملهم الصالح، ولا هم ابتعدوا عنهم فأيسوا منهم واستراحوا من جدلهم.

 

تيقـــــــــــظ فإنك في غفلة           يميد بك السكر فيمن يميد

 

تنافس في جمع مال حطام          وكل يزول، وكــــــــــــل يبيد

 

كأنك لم تر كيـــــــــف الفنا           وكيف يموت الغلام الجليـــد

 

وتنقص في كـــــل تنفيسة           وأنك في ظنك قد تـستـزيد

 

-----------------------------------------------

(1) الحلية 10/201.

(2) الحلية 8/151.

(3) كتاب الزهد لابن المبارك / 528.

(4) الحلية 10/193.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply