هكذا علمنا السلف ( 28 )


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أمران يتطاردان:

لقد رأينا من أنفسنا ومن غيرنا أن من اشتغل بأمر ترك ضده، سواء كان في الظاهر أو الباطن، وأظهر ما يكون ذلك في اللسان، فإنك ترى من نفسك ومن غيرك إذا انشغل اللسان بالخلق وبما لا يعني، تجده ناضباً عن ذكر الله واستغفاره، والعكس صحيح.

 

قال ابن القيم في الفوائد (ص:43): ((فائدة: لابد في قبول المحل لما يوضع فيه أن يفرغ من ضده. قبول المحل لما يوضع فيه مشروط بتفريغه من ضده، وهذا كما أنه في الذوات والأعيان فكذلك هو في الاعتقادات والإرادات، فإذا كان القلب ممتلئاً بالباطل اعتقاداً ومحبة لم يبق فيه لاعتقاد الحق ومحبته موضع، كما أن اللسان إذا اشتغل بالتكلم بما لا ينفع لم يتمكن صاحبه من النطق بما ينفعه إلا إذا فرغ لسانه من النطق بالباطل، وكذلك الجوارح إذا اشتغلت بغير الطاعة لم يمكن شغلها بالطاعة إلا إذا فرغها من ضدها، فكذلك القلب المشغول بمحبة غير الله وإرادته والشوق إليه والأنس به، لا يمكن شغله بمحبة الله وإرادته وحبه والشوق إلى لقائه إلا بتفريغه من تعلقه بغيره .

 

[1869] حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سيار حدثنا جعفر قال: سمعت مالكاً يقول: ((بقدر ما تحزن للدنيا كذلك يخرج هم الآخرة من قلبك، وبقدر ما تحزن للآخرة كذلك يخرج هم الدنيا من قلبك))  كتاب الزهد للإمام أحمد / 446 - 447

 

الغريب من عاش بغير منهج الله ـ تعالى ـ:

          قال لي صاحب : أراك غريباً            بين  الأنــــــــــــــــام دون خليــل

          قلت : كلا ، بل الأنام غريب            أنا في عالمي ، وهذى سبيلي

 

هكذا الثقة بالله والأنس به، والاعتزاز به سبحانه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply