هكذا علمنا السلف ( 18 – 19 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 المبادرة لا التسويف:

قال يحيى بن معاذ: (( لا يزال العبد مقروناً بالتواني، ما دام مقيماً على وعد الأماني )).

 

لا تنال الدعوة بالكسل والهمم الدنيئة:

 قال أحد السلف لرويم الزاهد: أوصني، فقال: (( هو بذل الروح، و إلا فلا تشتغل بالترهات)).

 

وقال ابن الجوزي: (( أول قدم في الطريق بذل الروح... هذه الجادة فأين السالك؟)).

 

وقال لسان الدين ابن الخطيب: (( طريق القوم مبنية على الموت)).

 

إن نفسا ترتضي الإسلام دينـــا      ثم ترضى بعـده أن تسـتكينــــا

أو ترى الإسلام في أرض مهينا      ثم تهوى العيش نفس لن تكونا

         

نصر الدين ليس بالمجان:

يتصور أحدهم أنه بإمكانه أن ينصر دينه بدون أن يصاب حتى بشوكة، لا بل ولا بكلمة نابئة، يمكن أن يتحمل الصعاب في سبيل المادة والمنصب والجاه، أما دينه وعقيدته فيستكثر عليه كل بذل وعطاء، وقد يرى أن أي حدث يصير له أن هذا من أخطاء المنهج، و إلا فكيف من يعمل الصالحات ويأمر بالخيرات يؤذى، وغفل المحب أن أشد الناس بلاء الأنبياء، وأن المرء يبتلى على قدر صلاحه وصلابة دينه.( أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُم لا يُفتَنُونَ) (العنكبوت:2)

 

قال ابن القيم في كتابه الفوائد (ص:52): (( لما قضى في القدم بسابقة سلمان عرض به دليل التوفيق عن طريق آبائه في التمجس، فأقبل يناظر أباه في دين الشرك، فلما علاه بالحجة لم يكن له جواب إلا القيد.

وهذا جواب يتداوله أهل الباطل من يـوم حرفوه، وبه أجـاب فرعون موسـى: { لَئِنِ اتَّخَذتَ إِلَهاً غَيرِي }، وبه أجاب الجهمية الإمام أحمد لما عرضوه على السياط، وبه أجاب أهل البدع شيخ الإسلام حين استودعوه السجن ( وها نحن على الأثر ) فنزل به ضيف { وَلَنَبلُوَنَّكُم } فنال بإكرامه مرتبة (( سلمان منا أهـل البيت ))

 

أعطوا ضريبتهم للدين من دمهم            والناس تزعم نصر الدين مجانا

عاشوا على الحب أفواها وأفئدة          باتوا على البؤس والنعماء إخوانا

الله يعرفهم أنصار دعــــــــــــــوته          والناس تعرفهم للخير أعــــــوانا

 

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply