هكذا علمنا السلف ( 10 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 الاهتمام بأمر الناس 

 اقتصر همه على هداية الخلق ونصحهم:

 وقد كانت نفس رسول الله - صلى الله عليه وسلم- تتفطر هماً بالدعوة قال تعالى: { فَلا تَذهَب نَفسُكَ عَلَيهِم حَسَرَاتٌ }، وقال: { فَلَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَفسَكَ عَلَى آثَارِهِم إِن لَم يُؤمِنُوا بِهَذَا الحَدِيثِ أَسَفاً}.

 

كان عبد القادر الجيلاني يقول: (( سبحان من ألقى في قلبي نصح الخلق وجعله أكبر همي ))، ثم يقول: (( إذا رأيت وجه مريد صادق قد أفلح على يدي: شبعت وارتويت، واكتسيت، وفرحت، كيف خرج مثله من تحت يدي؟)).

 

من كان صلاح الناس همه امتلأ قلبه خشية وحباً للخير:

عن بكر بن ماعز قال: (( أعطي الربيع فرساً أو اشترى فرساً بثلاثين ألفاً، فغزا عليها قال: ثم أرسل غلامه يحتش وقام يصلي وربط فرسه، فجاء الغلام فقال: يا ربيع أين فرسك؟ قال: سرقت يا يسار، قال: وأنت تنظر إليها؟ قال: نعم يا يسار أني كنت أناجي ربي - عز وجل- فلم يشغلني عن مناجات ربي شيء، اللهم إنه سرقني ولم أكن لأسرقه، اللهم إن كان غنياً فاهده، وإن كان فقيراً فأغنه، ثلاث مرات)).

 

تطبيقات: البعض قد تؤخذ حذاؤه في المسجد فيدعوا على من أخذها، وقد يسب القبيلة أو البلد كله الذي ينتسب من أخذ نعليه.

 

لم يقعد بهم بُعدُ الطريق عن مواصلة الخير:

قال الوزير بن هبيرة: (( تـأملت ذكر أقصى المدينة، فإذا الرجلان جاءا من بعد في الأمر بالمعروف، ولم يتقاعدا لبعد الطريق)).

 

باب الهجرة والجهاد باب واسع:

قال تعالى: { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُم فَأُولَئِكَ مِنكُم }

 

قالت طائفة من السلف: (( هذا يدخل فيه من آمن وهاجر وجاهد إلى يوم القيامة، وهكذا قوله تعالى:{وَالَّذِينَ هَاجَرُوا مِن بَعدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِن بَعدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} يدخل في معناها: كل من فتنه الشيطان عن دينه أو أوقعه في معصية، ثم هجر السيئات وجاهد نفسه وغيرها من العدو، وجاهد المنافقين بالأمر بالمعروف النهي عن المنكر، وغير ذلك،وصبر على ما أصابه من قول أو فعل،والله - سبحانه وتعالى- أعلم ))

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply