هكذا علمنا السلف ( 6 )


بسم الله الرحمن الرحيم

 

الرفق في الأمر كله

يخطئ الكثير في المبادرة إلى التعنيف والتهجم على الداعية بسبب تقصير حصل منه، أو خطأ وقع فيه ، بل بعضهم ليس في قاموسه باب للمسامحة والغض عن الزلات، لاشك أن المحاسبة مطلوبة ولكن بالحكمة فلا يتخذ وتيرة واحدة مع الجميع، إذ البعض قد يكتفي بالتلميح، وبعضهم لابد له من التصريح، وآخر يعرف بالإشارة ولا يحتاج إلى عبارة .

 

       تكفي اللبيب إشارة مرموزة              وسواه يدعى بالنداء العالي .

 

والعنف والشدة في المحاسبة لا تنبغي وبخاصة في أوقات الفتن، ومن أمثل الطرق في ذلك اتخاذ أسلوب الوعظ والتذكير بالأمانة والسؤال عنها، وفي الصحيح : (( ما كان الرفق في شيء إلا زانه))

 

تربية العز لا تربية الذل والخنوع :

درج السلف الصالح على تنبيه التلاميذ بعد مشيهم خلف الشيخ، وأحيانا يلجؤون إلى تعنيفهم إنهم فعلوا ذلك، تدريبا وتربية لهم على العزة وبعدا عن الخنوع و الذلة والضعة ، فما على نجم ذليل في علم أو عمل.

 

والنصوص في هذا الباب متظافرة وأكثر من أن تحصى منها عن ابن مسعود وابن عباس ، وسفيان الثوري وغيرهم كثير  : عن هشام قال : (( كان محمد بن سيرين إذا مشى لم يلتفت خلفه ، قال هشام : فغدوت في عيد ليخرج فأتبعه فأنظر ما يصنع في طريقه وفي مصلاه ، قال : فكأنه فطن فاحتبس عن الوقت الذي كان يخرج فيه ، قال : واحتسبت ليخرج ، فلما أبطأت عليه خرج قال : فلما مضى تبعته ، قال:  فالتفت فرآني فقال : لو كنت لصاً لكنت رجل سوء ، إني لو علمت أن هذا يصلح لي ولك ما باليت))

     

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply