دراسة حول دور المسجد في القرن الأول الهجري


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

 \"دور المسجد في القرن الأول الهجري\" دراسة قدمتها منيرة بنت عبد الملك بن دهيش، ونالت عنها درجة الماجستير في التاريخ الإسلامي من قسم التاريخ بكلية التربية الأقسام الأدبية بجدة.

وكانت أهم النتائج التي خرجت بها الدراسة: أن المسجد لم يكن مكاناً لأداء الصلاة فقطº وإنما هو في الوقت نفسه مكان للدرس، والتفقه في الدين، وشرح مبادئ الإسلام الحنيف، وأن المعلم الأول فيه هو رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، كما تميز المسجد في عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعهد الخلفاء الراشدين بأن أصبح مركز الدولة، وداراً للقضاء، ومنطلقاً لوفود الدعوة للإسلام، وفي جنباته سطرت أول الرسائل التي بعثها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى الملوك والرؤساء والأمراء يدعوهم فيها للدخول في الإسلام، واجتمعت في ساحاته الجيوش التي سارت بكل عزيمة وإيمان لفتح البلدان، ونشر الإسلام، ومن على منبره خطب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وصحابته ليبينوا للناس أمور دينهم ودنياهم، والحلال والحرام في منهج إسلامي، وبوحي إلهي.

وقد رافقت مسيرة المسجد كل الغزوات والتحركات والفتوحات، حيث انتشرت المساجد في البلاد المفتوحة، وكانت مكانته في قلب كل مدينة وحي، ومرافقاً لكل تجمع.

مما أبرزت الدراسة أن العصر الأموي اتسم بصفات من أهمها انتقال مركز الخلافة من المدينة إلى دمشق مما كان له أثر في انتشار المساجد في جميع البلدان التي وصلت إليها الفتوحات الإسلامية خلال القرن الأول الهجري، لكن رغم انتقال مركز الخلافة من المدينة إلى دمشق فإن الحرمين الشريفين حافظا على مكانتهما الدينية والثقافية طوال هذه الفترة، وظهر فيهما علماء أجلاء كان لهم دورهم في استمرار المسيرة الثقافية وتطورها بين أبناء الأمة الإسلامية.

واختتمت الدراسة بالإشارة إلى سماحة الإسلام في بناء المسجد في عصر النبي - صلى الله عليه وسلم - وعصر الخلفاء الراشدين - رضوان الله عليهم -، ثم ظهور طرز معمارية جديدة في العصر الأموي تمثلت في بناء القباب، والمآذن العالية، والمقصورة، والمحراب المجوف، واستخدام مواد بناء صلبة مثل أعمدة رخامية، وبعض الأخشاب التي كانت متوفرة في بلاد الشام، بجانب ما أحيط بذلك من زخرفة للقباب، وتيجان الأعمدة وقواعدها، مع المحافظة على الطابع الإسلامي.  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply