من شميم الفخر


 

بسم الله الرحمن الرحيم

أيـن يـا قـلـبُ وقد أمضيتَ شأوا ***  مـن لـيـالـيك، وظلٌّ العمرِ يُطوَى

 

وتـحـامـلـتَ عـلـى جـرحٍ, لـه *** شـدوُ نـفـسٍ,: كـلٌّـه همٌّ و شكوى

 

وانـقـضـت سـتـون أو كادت على *** زفـراتٍ, أعـقـبـت مُـرًّا وحـلـوا

 

وتـلـجـلـجـتُ، ولـكـن لم أعش *** مـثـل مَـن عـاشـوا مع الأيامِ لهوا

 

وتـلـفَّـتُ، وفـي الـيُـمـنى أرى *** مـن يـقـيـنِ الـقلبِ بالرحمنِ دلوا

 

يـرتـوي مـنـه فـؤادي إن طـغى *** وهـجُ الـغـربـةِ عـدوانـا و غلوا

 

مـا تـنـاءى لَـثَـقُ الـيُـمـنِ الذي *** غـشـي الروحَ ولا في الصدرِ أخوى ( 1)

 

حـيـثُ أهـفـو فـالـمضيئاتُ على *** جـانـبَـي راحـلتي...تسرعُ عدوا

 

 ***   ***   ***

 

مـا تـثـاقـلـتُ فـديـنـي وَزَرِي *** مـنـه إن طالَ السٌّرى أُسقَى و أُروَى

 

وأحـسٌّ الأمـنَ يـسـري فـي دمي *** مـن جـنى أمسي، ويمحو البِرٌّ شجوا

 

والأزاهــيـرُ الـتـي فـاحَ بـهـا *** ذاتَ يـومٍ, حـقـلُـنـا المعطاءُ عفوا

 

لـم تـزل تـغـمـرُ روحـي عـبقا *** مـا سـواه الـروحُ طولَ العمرِ تهوى

 

كـم أتـت مـن راحـتـيـهـا حللٌ *** تـمـنـحُ الـمـجدَ لهم حضرا و بدوا

 

مـن غـراسِ الـشـرعةِ البيضاءِ قد *** أغـنـتِ الـنـاسَ من النعماءِ صفوا

 

كـيـف عـافـوا طهرَ أشذاءِ الهدى ؟!  *** وارتضوا رجسَ الهوى من دون جدوى؟

 

وتــعـاووا فـي ضـيـاعٍ, دامـسٍ, *** وامـتـطـوا ما زيَّفوا وهمًا و بلوى

 

فـي مـصـابٍ, فـاغـرٍ, فـاهُ عـلى *** بـابِ شـؤمٍ, بـالـتـبـاريحِ تلوَّى !

 

 ***   ***   ***

 

هــوذا نـبـضُ فـؤادي لـم يـزل *** بـالـمـثـاني... ملأ الصَّدرَ و دوَّى

 

وطـمـوحٌ لـم يـزل يـسـقـيه من *** فـيـضِ إيـمـانـيَ إشراقا و نجوى

 

قـطـراتٍ, عـذبـةَ الـرَّشـفِ على *** خـطـوِ مـشـتـاقٍ, جلا الآفاقَ زهوا

 

مـن رضـا الـرحـمـن تحثو راحُه *** جـلَّ ربِّـي... خـلقَ الخلقَ و سوَّى

 

فـامـضِ يـا قـلـبي ولا تركن إلى *** عـبـثٍ, يُـزوَى إلـى الخالين سلوى

 

إنَّ مَـن يـنـسـلٌّ مِـن حـانـوتِـه *** لـم يـجـد فـي غيرِه خبزًا و حلوى

 

قـد مـضـى الـعـمرُ حثيثًا لم يقف *** عـنـدَ زيـفٍ,، أو إلـى الزينةِ ألوى

 

صـاغَ لـلأُمَّـةِ شـعـرًا صـافـيـا *** وتـخـطَّـى مـلـعبَ العانين بأوا ( 2 )

 

فـي الـدواويـن الـتـي سـطَّـرها *** شـوقُـه الأسـمـى إلى العلياءِ قُنوا ( 3 )

 

لـم يـزل تـحـدو وتـحـدو حـوله *** هـمـسـاتُ الـفـجرِ بالقرآنِ نشوى

 

وأبـى الـنَّـسـجَ عـلـى مـنوالهم *** وارتـقـى بـالآيِ تـوحيدا و صحوا

 

إنَّ مَـن ضـيَّـعَ فـي الـتـيهِ النٌّهى *** لـم يـكـن في السعيِ نحوَ الخيرِ كُفوا

 

والـهُـويَّـاتُ الـتـي اخـتلَّت على *** مـنـهـجِ الـرِّدةِ لـم تـستهدِ ربوا ( 4 )

 

وأسـالـيـبُ الأفـاعـي اضـطربت *** عـبـثـا تـلـك الأسـالـيبُ و نزوا

 

تــعـسَ الإلـحـادُ سـمًّـا قـاتـلا *** لأولـي الإلـحـادِ لم يبرح و نجوا  )5 )

 

ديـنُـنـا الأعـلـى مـنـيـعٌ ثابتٌ *** فـي مـغـانـيه وحقلُ الكفرِ أحوى ( 6 )

 

مَــن رأى أُمَّــتَـه مـنـكـوبـةً *** فـي هـجـيرِ الخطبِ بالأوجاعِ تُشوى

 

هـجـرَ الـسَّـعـيَ إلـى بـطلانِهم *** واكـتـفـى بـالـحقِّ نبراسا ومأوى

 

عـافَ رجـسَ الـبـغـيِ لايلوي إلى *** هــرجِ الأوبـاشِ أو أزجـاه شـدوا

 

أذنَ اللهُ بــأن نــطـويَـه *** وعـلـيـه الـسَّـخطُ الموعودُ أهوى

 

فـقـدُ مـا نـمـلـكُ مِـن عـزَّتِـنا *** لـم يـكـن مـنَّـا وحـقِّ اللهِ سـهوا

 

 ***   ***   ***

 

مـوطـنُ الـخـبـرِ الذي يأبى الونى *** لـم يـزل لـلـعـزمِ و الأمجادِ يهوى

 

ولـه فـي كـلِّ صـوبٍ, جـحـفـلٌ *** يـقـطـعُ الـوحـشة رغمَ القيدِ حبوا

 

ويـرى فـيـه الـربـيـعَ الـمجتَنَى *** يـمـنـحُ الـمقوين في الأرزاءِ صفوا

 

مـغـدقًـا... يـسكبُ من دلوِ المنى *** لأولـي الـصَّـبـرِ فـأغناهم و أوفى

 

ربِّ تِــقـنـا أن نـرى جـنَّـتَـه *** يـومَ تـزجـي مـن شميمِ الفخرِ شذوا

 

لـم تُـصـوِّح ويـحـهـم أربُـعُـنا ***  تـلـك والله لأهـلِ الـزورِ دعـوى

 

ــــــــــــــــ

الهوامش:

1 لَثَق اليُمن: نَداه و طيبه

2 بأوا: فخرا و رفعة

3 قُنوا: عُلُوًّا وارتفاعا

4 ربوا: عالية

5 نجوا: قطعا و بترا

6 أحوى:أسود، محترق

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply