ماذا نريد من التعليم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

نريد من التعليم:

· أن يسهم في إيجاد مكانة للمسلمين تعكس مكانتهم بوصفهم خير أمة أخرجت للناس، يُهاب جانبهم، وتُحترم كلمتهم، ويشعر أبناء الإسلام قبل غيرهم بالتوازن بين إسلامهم وحياتهم، فلا يكون الإسلام في السماء والمسلمون في الحضيض.

 

· أن يردم الهوة الواسعة بين المسلمين وعصرهم، لا سيما في العلوم الاجتماعية، والآداب، والتقنية، واستعمالاتها في المجالات كلها، فكيف نكون \"الأعلين\" ونحن ضعفاء في قوتنا فقراء في ثقافتنا بلداننا مشرق النبوات ومستودع المواد الخام، وشعوبنا أكثرهم ضحايا الجهل والفقر والمرض.

 

· أن يؤكد على الحوار، وأن يشجع على النقاش، وأن يحفظ للمرء حقه في الكلام وإبداء الرأي ضمن المسؤولية الأدبية والمصلحة العامة، وألا يحرم من أي حق أدبي أو مادي بسبب اختلاف الرأي فضلاً عن إبدائه.

 

· أن يعمل على تنشيط العقل وبعثه من مرقدهº ليثري النقل بالنقاش، وذلك لجعل هذا النقل – كما هو في الأصل – يعمل لصالح المسلمين، بل إن تحرير سلطة العقل من عقلية السلطة بكل صورها: سياسية، أو اجتماعية، أو اقتصادية... إلخ، وذلك باعتماد مصلحة الوطن خاصة والأمة عامة فوق كل مصلحة ومرجع كل إصلاح هو الذي يخرج العقل من جموده ويستخرج منه كامل طاقاته.

 

· أن يؤكد للناس أنه لا عيب أن يكون بعض المسلمين فقيراً، ولكنه عار وتعطيل لدوره أن يكون جاهلاً أمّياً.

 

· أن يؤكد للناس أهمية التحرر من كل ما يحول بين المسلمين وعبوديتهم لله، فلا تستعبدهم الوظيفة أو الزوجة أو الجهل أو اجتراء ثقافة هامشية، حيث يثرثرون ولا يقولون شيئاً.

 

· أن يرتبط بالمشاكل الحقيقية للوطن والأمة، وذلك عندما تحدد أجهزة التخطيط الرسمية وأجهزة الإعلام المشاكل البنيوية والمفصلية ثم تطلب من الجامعات أن تضع أوليات في منهاجها وخريجيها ليسهموا في تقديم الحلول المرحلية لهذه المشكلات.

 

· نريد التعليم الذي يزرع في قلوب الطلاب والشباب فضيلة النقد المهذب والعميق لكل أساليب الحياة عامة أو خاصةº لأن النقد هو الذي يؤمِّن _بإذن الله_ لكل فكر ومفكر ديمومة التطور، ويحميهما من التآكل والاهتراء القيمي والمعرفي.

 

· نريد من التعليم أن يجعل الثقافة والعلم خيراً ضرورياً وليس كمالياً لكل أفراد الوطن والأمة، قال ابن المبارك _ رحمه الله_: \"عجبت لمن لم يطلب العلم كيف تدعوه نفسه إلى مكرمة\" فهذا قول عميق يرى ارتباط القيم بالعلم، وكيف سنوطِّن المنهجية العلمية والبحوث التقنية في أمة تعاني من أمية تلامس أعماق الأعماق فيها؟

 

· نريد العلم الذي يجعل من العلم الشرعي والتقني مرجعيتنا في الحياة والنقاش والكتاب والقراءة والحكمº لأن حياة الفرد والوطن والأمة إذا اعتمدت الجهل والوهم مرجعاً لها جنت التخلف والتخبط، وعانت من التهميش والهشاشة في كل شؤونها (حقوق الإنسان، الإبداع).

 

· نريد من تعليم المرأة التوكيد على خصوصيتها وعلى عضويتها في الوطن والأمة، وعلى تأهيلها أدبياً ومادياً لتنهض بأعباء مسؤوليتها ذات الأبعاد المختلفة من زوجية وأمومة، تكون في جسمها في جزء من البيت، وتكون في روحها في البيت كله، تراعي ظروف الزوج المادية والوظيفية، تتكامل معه لبناء صرح أسرة متكافلة متضامنة، إن أنجبت بنتاً هيّأتها علمياً وعملياً ووجدانياً لتكون زوجة صالحة في بيتها ومصلحة في حيها وعملها ووطنها وأمتها، وإن أنجبت فتى حببت إليه معالي الأمور ومكملات الرجولة ليكون عامل بناء في الدائرة التي يوجد فيها، تحبب إليه المسلمين أنى كانوا وعلى أي حال وجدوا، وتلقنه حب الخير للبشرية كلها، وتبين له خدمته للوطن، ودعمه للأمة من مكملات إسلامه ومقومات إيمان ما دامت تلك الخدمة وما كان ذلك الدعم يعتمد الإسلام مرجعاً ومصدراً ومورداً.

 

إن تعليم المرأة قطع أشواطاً لا بأس بها فـ _جزى الله خيرا ً_ كل من أسهم في ذلك من مسؤول، أو مواطن، أو خبير، أو عالم، ولكن من الإنصاف أن نقول: إن جهداً كبيراً يجب أن يبذل _ إن شاء الله_ إذا كنا نريد للمرأة حضوراً بحجم التحديات التي تعيشها أسرة، ووطناً، وأمة.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply