نحن مطاردون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لقـــد أنكر تـــني بعـد بغــــداد تـــدمــر *** ولَلـنيـــــل في بعض الأحايين أنكـر

 

غرست عصا الترحال في حلـــب التي *** لها من صنوف الحب عطر ومنظر

 

أقمت سنينــاً في فلسطيـــن داعـيـــــــاً *** وفي جيبي اليمنى كتـــــاب وخنجر

 

رمت بي بأرض الرافديــن ركائبـــــــي *** فأبصرت ما يدعـو الجلود تقشعـــر

 

أمـــدّ يدي للكـــلّ أهديــــه نفحـــــــــةً *** إلهيــــة الأطيـــــــــار لا تتعكّـــــــر

 

وأرفــــع من قعر الرذالات معشـــــــراً *** يقولون ما لا يفعـــلـــــون وأكثــــر

 

فـــلا أنا مـــــــردود بما جئت طالبــــــاً *** ولا أنا من أيـــدي المنيـــــة أصـدر

 

لقــد سخـــرت مني الغــــواة كــدأبهــا *** ولي في نبــيّ الأنبيــــــا ما يـبـــرر

 

وعـظــت ولكـــنّ العـقـــــارب جمّـــــة *** نصحــــت ولكنّ اِلأقـــــارب كشروا

 

فيا بابل العظمـى، ويا أهــل نينـــــوى *** ويا هبـــــة النيـــل التي تـتبختـــــر

 

أصيب بنو أمّـي بدهيـــــاء لـم تــــــذر *** حيــــــاءً ولا أديـــــــان إلا تدمّـــــر

 

تصيّــدت الأشبــــــــــاح في ليلنا الـذي *** خبا ضوءه أو كــاد بالكــــــاد يظهر

 

وأرخــــت علينا الشصّ حين تأكــــدت *** وأغـــرت بنا الحيتــان حين تعذروا

 

وكــــرّت علينا بالجحـــافـــل دولــــــة *** ترى نفسهـــا اللهº تديـن وتغـــفر

 

فرضّعــت الأغمـــار ألبــــــان ظـلمهــا *** وركّعــــت الأنمــار دوساً ويشكــــر

 

فكم من زعيــــــم قــــد ألان قيـــــــاده *** فـأحنكـــه الثعبــــــان نابـــاً يحمّـــر

 

يعــــض به الأبنـــــاء تحت جنـــاحــــه *** ويغــرس فيهم مخـلبــــاً يتـقـطّـــــر

 

ويهجم نصف الليـــل كالليــــــث ضارياَ *** يفتـش في الأجــــداث ما كان يحـذر

 

فيفـتـتـــــح الأقـفــــــــال في كل ليلـــةٍ, *** ويخـتـطـــف الأبطـــال والأم تنظــر

 

وينتهـــك الأطفــــــــــال تحت عيونهم *** ويفتعــــل الأهـــــوال وهو يزمجــر

 

فخاضوا وحول الرجس في كل وجهــةٍ, *** وصاموا عن المعروف ثم تبعــثروا

 

ولسـت على هــــذا الشقـــــيّ بنـــــادم *** وما حســــــرتي إلا على ما سيظهر

 

ولو كان قومي أهل بــــأس ونخـــــوةٍ, *** لما تركـوا الأقصى المبارك يؤســــر

 

ولكنهــم قد آثـــــروا الـــــذلّ مركبــــاًً *** يحركــــه زيت اليهـــــود فـيـبحــــر

 

رمــانـــا زمـــان قد تقــــدّم وصفــــــه *** فمن عصبـــت عينــــــاه كيف يغيّــر

 

إذا ما رأتـــه العيـــــن أنكــــر ما رأت *** لســـــان وقلــــب للحقيقـــــة يبصر

 

ظننت بــــأن الحـــــب يكفـــــــي لوحده *** ولكـــنّ من جـــــاع الحقيقة يـكــفــر

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply