الالتزام في العمل الإسلامي ضعفه وأسس علاجه ومراحله


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 1- ضعف الالتزام:

 مع مسيرة العمل الإسلامي في العصر الحديث، تبيّن بصورة واضحة أن البذل كان كبيراً، والصبر كان كبيراً، والمحاولات كثيرة، إلا أن العمل الإسلامي لم يدرك النجاح أو النصر فيما اعترضه من مشكلات وتحدّيات في مختلف المواقع. لقد توالت الهزائم والفواجع والنكبات بصورة تفرض الوقفة الإيمانية ومراجعة المسيرة، والبحث عن الأخطاء ومواطن الخلل.

 الشعارات لم تخفِ الحقائق المؤلمة، والكِبر لا يزيل المآسي، والإِصرار على الخطأ سيزيد البلاء والمحن. فلابدَّ من التوبة والمراجعة والعلاج.

 لابد من بذل الجهد الصادق بنيّة خالصة لله، نيّة نرجو بها الله والدار الآخرة، عسى أن يَهدي الله القلوب إلى مراجعة سليمة ومعالجة صادقة.

 لذلك نقدم هذا النهج بعد دراسة موسَّعة لنواحي كثيرة في الواقع: فكراً وأحداثاً، فقهاً وممارسةً، أدباً وتطبيقاً، مع ردّ جميع الأمور إلى منهاج الله.

 إننا نهدف من هذا النهج لإِبراز أهم المشكلات في واقعنا اليوم، ووضع الحلول لها من خلال منهاج الله، ليكون هذا النهج موضع دراسة وتمحيص أمين، ليخرج الرأي بعد ذلك صادقاً أميناً، ويساهم في نمو الجهود والبذل، وليظل التقويم، والنصيحة، والرأي الملتزم بشروطه الإيمانية، خطاً ممتداً وقاعدة أساسية.

 من أهم الأخطاء التي نـودّ إِبرازها في هذه الكلمة ضعف الالتزام بمنهاج الله وضعف فهم الواقع من خلاله هذا لمن يتلو كتاب الله، ولكنَّ الملايين من المسلمين لا يتلون الكتاب ولا يدرسون السنّة. فقد تجد المسلم الذي يتلو كتاب الله ويحفظ منه ما أعانه الله عليه، ويدرس السنة، ثم ترى بعد ذلك من لا يلتَزمون ما يقرؤون ولا يطبّقون ما يعون. لو رجع أي مسلم اليوم ودرس واقع المسلمين لوجد أن كثيراً من القواعد الأساسية المقررة في الإسلام منسِيَّة أو لا تُلَتَزَم. ولكنّ الذي يُخفي ذلك عواملُ نفسيةٌ من رغبة في التنصٌّل، أو عدم رغبة بالاعتراف بالخطأ، أو خلل في الإيمان.

 إن القضيّة الأساسية التي نثيرها الآن هي: الالتزام، التزام الكتاب والسنّة والتزام النهج القائم على الكتاب والسنة والملبي لحاجة الواقع.

 مهما كان النهج دقيقاً وصحيحاً فإنه لا يُثمِـرُ ولا يفيد إلا إذا وُجِدت النيّة الصادقة والعزيمة الأكيدة، والرغبة الملحّة والحوافز الإيمانية، لتدفع هذه كلها صاحبها إِلى صدق الالتزام وأمانته.

 ولا يصدق الالتزام إِلا إِذا توافر الوعي والدراسة والتدبٌّر، ثم القناعة واليقين. عندئذ يمكن أن تنطلق الجهود لبناء \" الجيل المؤمن \". وبغير ذلك تذهب الجهود وتضيع، وتمضي السنون، وأحوال المسلمين تتناوبها الهزائم والفواجع تحت دويّ الشعارات والمزايدات.

 أيٌّها المسلم! يجب أن تقف مع نفسك وقفة صادقةً لا تخدع فيها نفسك ولا الآخرين، ولا تظنّ أن الله غافل عما في الصدور. إنه سميع بصير عليم حكيم، يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.

 يجب عليك أَيها المسلم أَن تَقف مع نفسك وقفة طويلة لتقرّر هل ستلتزم، هل أَنت قادر على الالتزام والوفاء بالأَمانة والعهد؟!

 يجب أَن يحتَرِمَ المسلمُ نفسه ودينه ودعوته! يجب أن يدرك أن هذا الدين حقُّ من عند الله، لا يصلح معه إلا صدق الالتزام والوفاء بالأمانة والعهد. ولا يصحٌّ في دين الله الإكراه، ولا يصحّ في الدعوة الإِكراه، والتّفلّت أو التهاون والتماس الأَعذار كلَّ حين، الأعذار الواهية بغية التفلّت وتسويغه. إن الدين جِدُّ لا هزل فيه:

(إنهُ لقولٌ فصلٌ. وما هو بالهزل. ) [الطارق: 13، 14]

 

 ومن خلال التجربة سنين عديدة وضح أن الالتزام بالمعنى الإيمانيّ الربّانيّ يغيب في كثير من الأَحيان، أو كثير من الواقع. أو يكون الالتزام في جزء وتترك أجزاء أخرى كثيرة من هذا الدين، أو يأخذ الالتزام صورة من العصبيّة الجاهلية.

 كثيرون يؤدون الصلاة ويصومون، وقد يحجّون، وقد يؤدون الزكاة، ولو سألتهم عن الشهادتين لأجابوا، اعتقدوا أن الأركان الخمسة كافية للمسلم ولا حاجة لأيّ نشاط آخر.

 ولقد بيّنّا في دراساتنا السابقة أن الأركان الخمسة سُميّت أركاناً لأنها هي الأساس، ولأّنَّ هنالك تكاليف ربانيةً تقوم عليها، ولذلك شبّه الرسول - صلى الله عليه وسلم - تلك التكاليف الربانيَّة التي تؤلف الإسلام كله بالبناء الذي له أساس يقوم عليه، فلا يصحّ البناء دون أساس. فالشعائر ليست هي وحدها التكاليف الربانيّة، ولكنها هي الأساس والأركان.

 وعهد الله والعهد مع الله يتطلب الوفاء بالتكاليف كلِّها كُلُّ قَدر وسعه الصادق الذي سَيُحاسِبه الله عليه. وحتى تَتَّضِحَ لك الصورةُ أَيٌّها المسلم فانظر كيف يكون حال المسلمين وحال الناس في الأرض لو أنّ المسلمين جميعهم اكتفوا بأداء الشعائر، وتركوا ميدان الدعوة، والتربية والبناء، والتدريب والإعداد، وما يتبع ذلك من تكاليف نصّ عليها الكتاب والسنّة. من سيملأ الميدان عندئذٍ,؟ ! سيملؤه المشركون، فَيُفتَن الناس عن دينهم تحت ضغط دعاوي المشركين والفاسقين والظالمين، فيكون إثم المتخلّفين عن الدَّعوة وما يتبعها من المنتسبين إلى الإسلام إثماً كبيراً، فينزل العقاب من الله بما كسبت أيدي الناس.

 بين يديك أيها المسلم نهجٌ يجمع لك التكاليف الربّانيّة كلها على أساس من منهاج الله، وعلى أساس خُطة تحمل النظريّة وتفصيلاتها، والنهج وتفصيلاته، والنماذج والمناهج التطبيقية، والنظام الإداريّ.

 النهج واضح جليّ. أساسه الالتزام بمُصاحبة منهاج الله مصاحبة عمر وحياة. ومنهاج الله هو: القرآن والسنّة واللغة العربيّة. وهذه المصاحبة القائمة على صدق الإيمان والتوحيد هي الحماية الرئيسة للنهج كله، وهي الحماية لكل مسلم بهداية من الله وتثبيت. فيها يستطيع المسلم أن لا يُخدَع بضلالة ولا فتنة، وما دام هو يَردّ الأمرَ كله إلى منهاج الله عن إيمان وعلم وتدريب وخبرة.

 إِن الأهواء إذا ثارت وتملّكت الإنسان، تتيه به في كلّ واد، فَيُغَشّي على بصيرته وتعمى، ويضطرب فؤاده ويضلّ، فلا يعود يرى الحقَّ حقّاً ولا الباطل باطلاً. إن الأهواء تعصف بالتفكير ونهجه، وتثير الأماني والأحلام، وتلهب الشهوات، حتى لا يبقى مجال لإقناع، ولا فسحة لنُصح، فَتُسَدٌّ الآذان وتعمى الأبصار وتُغلَقُ القلوب.

 الإِلحاح بالاستغفار والدعاء، والتوبة والإِنابة، والخشوع في أداء الشعائر وتلاوة كتاب الله، عسى أن يدفع ذلك كله إلى الصراط المستقيم بهداية من الله، لينطلق المسلم على صراط مستقيم، فيلتزم النهج بأمانة.

 نقول هذا وندعو إليه بكُلِّ ثقة واطمئنان. وأساس ذلك ما يفرضه النهج من أول الأمر وأهمه وأخطره، أَلا وهو قضيّة الإيمان والتوحيد، القضيّة التي تظل مصاحبة لجميع الخطوات والمراحل، نظريّاً وعمليّاً. وكذلك مصاحبة منهاج الله مصاحبة منهجيّة، مصاحبة عمر وحياة، وردّ الأمور كلها إليه. فأثناء المسيرة يستطيع المسلم أن يكتشف الخلل والتقصير مادام مصاحباً لمنهاج الله، يزداد علمه به كل يوم، وينال رحمة ربه كل يوم. إنه سياج محكم يسّره الله لعباده المؤمنين حتى لا يُخدَعوا بباطلٍ,، ولا يخدَعوا بزُخرفٍ, كاذبٍ, ولا زينةٍ, عابرةٍ,، ولا يفتنهم منافق ولا كاذب ولا دجال، وإنه ميزان صادق أمين:

• إِيمان بالله وتوحيد له عن علم ويقين.

• مصاحبة منهاج الله مصاحبة منهجيّة، مصاحبة عمر وحياة.

• ثمّ النهج كله بنظريته ومناهجه ونماذجه ونظامه الإداري.

 

2-أسـس الالـتزام:

القضيّة الأولى: هي قضيّة الإيمان والتوحيد: تبليغها من خلال منهاج الله وبيانها، ومعالجة نواحي الخلل في الواقع من حيث التصوّر والبذل لها، حتى تستقرّ في القلب يقيناً وحتى يكون الولاء الأول لله، والعهد الأول مع الله، والحب الأكبر لله ورسوله، ثمّ تعهّد الناس عليها بالرعاية المنهجيّة والنصح والتذكير، حسب النهج والخطة العامة المقرّرة.

 القضيّة الثانية: المرتبطة بالقضيّة الأولى هي تدبّر منهاج الله ـ قرآناً وسنّة ولغة عربية ـ صحبة عمر وحيـاة، صحبة منهجيّة: تلاوةً وتدبراً، حفظاً وتعهّداً، وممارسةً في واقع الحياة.

 قضيّة الإيمان والتوحيد إذا صدقت في قلب المسلم تدفعه دفعاً إلى تدبّر منهاج الله ودراسته، وتدبّر منهاج الله تدبّراً منهجياً صحبة عمر وحياة يُغذِّي الإيمان وينميه وينقّيه من الشوائب.

 من أجل ذلك يقوم عهد الله ليذكِّر بالعهد مع الله، عهداً يحاسَب عليه الإِنسان يوم القيامة. فيدفعه ذلك كلّه إلى وعي الواقع من خلال منهاج الله، وعياً يُعينه على صدق الممارسة، ممارسة منهاج الله في الواقع وردّ الأمور كلها، صغيرها وكبيرها إِليه.

 القضية الثالثة: هي هذه السلسلة من الكتب والدراسات لتقديم النهج للفرد المسلم والأُسرة المسلمة، والأُمة والناس كافة، لتعين المسلم على الوفاء بعهده مع الله، والوفاء بالأمانة التي خُلِق الإنسان للوفاء بها، وبمسؤولياته التي سيحاسَب عليها بين يدي الله، وللنجاة من فتنة الدنيا ومن عذاب الآخرة، ذلك لمن صدقت نيّته وصدقت عزيمته، ومضى على الصراط المستقيم إِلى أهداف ربّانيَّة محدّدة.

وموجز ذلك أن هذا النهج:

1ـ يُذكِّر بما أمر الله به - سبحانه وتعالى -.

2ـ يُرِتَّـب ذلك على صورة نهج متماسك يقوم على نظرية عامة، نابع من منهـاج الله، وملبٍّ, لحاجـة الواقـع، وله مناهج عمليّة ونماذج تطبيقية، وأهداف ربّانيّة محدَّدة، ونظام إداري مفصّل.

3ـ يُـدرَّب المسلم على الالتزام والممارسة والتطبيق، وعلى عدة قضايا إيمانيّة أساسية مثل: التفكيـر، معالجـة المشكلات، الرأي وحدوده وشروطـه، اللغـة العربيّـة الفصحى، محاسبـة النفس، التقويم، النصيحـة، وغير ذلك مما سبق ذكره، ومما هو مفصّل في كتـب الدعوة.

 القضية الرابعة: هي النظام الإداري الذي يحدّد المسؤوليات والواجبات والصلاحيات، ويوفر الإشراف والتوجيه والمتابعة، ويوفر التنسيق بين مختلف المستويات. ويكون النظام الإداري، بذلك محور النهج وجامعه، والتزامه واجب كوجوب التزام النهج.

وكلّ ذلك يتطلب من المسلم: صدق النيّة الخالصة لله، والعزيمة الأكيدة، والبذل الأمين بالتزام أمين. والله يهدي من يشاء ولا حول ولا قوة إلا بالله العليّ العظيم.

لا فائدة تُرجى من أي نهج مهما كان مفصّلاً ودقيقاً إذا كانت النية غير صافية ولا خالصة لله، وإذا كانت العزائم مسترخية والأهواء هائجة ثائرة، وحبّ الدنيا والسمعة فيها ومصالحها وشهواتها هي الغالبة. لذلك فإن أُسس الالتزام نوجزها بنقاط:

• صفاء الإيمان والتوحيد يدفع لتدبّر منهاج الله.

• تدبّر منهاج الله تدبٌّراً منهجيّاً يُغَذِّي الإيمان وُينَقّيه.

• وعي الواقع على الأساسين السابقين ومن خلالهما.

• تذكٌّر العهد مع الله من خلال ذلك كله والتزامه والوفاء بتكاليفه.

• تـذكٌّر عهد الله المرتبط بذلك كله والنابع منه والتزامه والوفاء به.

• دراسة كتب الدعوة المنهجية التي وُضِعت لهذا النهج.

 على هذه الأُسس يقوم الالتزام بالنهج النابع من صفاء الإيمان والتوحيد، ومن منهاج الله ووعي الواقع من خلاله، ومن العهد مع الله. بغير هذه الأسس لا يقوم التزام بالنهج ولا يستقر.

 فلابد للدعوة الإسلامية أن تحقّق هذه الأسس في قلوب من تدعوهم، حتى يتيسَّر بعد ذلك عرض النهج والتدريب عليه، وحتى يستطيع المسلم أن يردّ النهج إِلى منهاج الله ليطمئنّ قلبه أنه على حق، وأنه على خير.

 

3- مراحل الالتزام ووسائله:

ـ الخطوات والمراحـل:

 من أجل ذلك لا بد من خطوات يمضي بها المسلم بنيّة خالصة لله، وعزيمة صادقة.

 الخطوة الرئيسة والانطلاق: مع المصاحبة المنهجيَّة لمنهاج الله صحبة عمر وحياة، يُدرَس هذا النهج من كتبه ومراجعه دراسةً منهجيّةً جادة، ويعيد ليتأكد ويتدبّر، وليصبح قادراً على اتخاذ قرار بنفسه، قرارٍ, سيحاسَب عليه أيضاً بين يدي الله، قرار بقبول النهج لمن شرح الله صدره إلى ذلك، بنِيّة صادقة لله، بوعي ويقظة، دون إكراه، ولا سعي وراء دنيا ولا فتنة ولا أذى. وتكون هذه الدراسة الزاد الأول الذي ينمو مع الداعية. وخلاصة ذلك أربع مراحل يجب تحقيقها والتزامها:

• دراسة النهج كُلِّه دراسةً مصاحبةً لتدبر منهاج الله، دراسة جادة مع تدبٌّر وفهم، ودراسة النظام الإداري.

• الإيمان بالنهج.

• التزام النهج كُلّه ونظامه الإداري وممارسته وتطبيقه دون اللجوء إلى أعذار كاذبة واهية، مع التعهّد والتدريب حسب النهج المقرر.

• الانطلاق والدعوة إليه.

إذن هي:

• دراسة وتدبّر وفهم.

• إيمانٌ.

• التزام.

• دعوة وتبليغ.

• التعهّد والتدريب.

 

ـ وسائل الدراسة المنهجيّة الجادة:

 من أجل الدراسة الجادة والالتزام والبلاغ والدعوة ومحاسبة النفس يجب التزام ما يلي:

* المنهاج الفرديٌّ وبيان الإشراف.

* منهج لقاء المؤمنين، مع تقويم أ، وتقويم ب.

* الخطة اليومية لكل مسلم.

* الخطة الأسبوعية لكل مسلم.

* الخطة السنوية لكل فصل.

* تقويم الداعية مرّة على الأقل كلّ سنة.

* تقويم منهج لقاء المؤمنين مرة على الأقل كل سنة.

* التدرّب على تطبيق ميزان المؤمن مرَّةً كلّ سنة على الأقل.

* التزام النظام الإداري بكل جزئياته وتفصيلاته.

ـ وسائل الإشراف والمتابعة والتوجيه:

 من أجـل الإشراف والتوجيه والتعاون على البرّ والتقوى، يجب رفع ما يلي، كلُّ في موعده المقرر:

* التقرير الدوري الشهري.

* بيانات الإشراف.

* تقويم الداعية مرة قبل نهاية السنة.

* تقويم منهج لقاء المؤمنين مرة قبل نهاية السنة.

* ميزان المؤمن كلما طلب أو كان ضرورّياً حسب النظام، والتدرّب عليه، مَرَّة على الأقل كل سنة.

* الاتصال الدوري والشورى والتعاون.

ـ للمراجعة والتذكير:

 من أجل المراجعة والتذكير يجب دراسة الكتب التالية دراسة جادة بالإضافة إلى الكتب المقررة لكل مرحلة:

* حتى نتدبّر منهاج الله.

* حتى نغيّر ما بأنفسنا.

* هذا هو الصراط المستقيم فاتبعوه.

* النيّة إشراقة في النفس وجمال.

* حرية الرأي في الميدان.

* كيف ضُيِّعت الأَمانة.

* وكتب أخرى يختارها المسلم.

 

ـ محاسبة النفس:

 من أجل محاسبة النفس ومعالجة الأَخطاء يجب اتباع ما يلي:

* الالتزام.

* تطبيق نموذج النهج والخطة لمعالجة الأخطاء والخلل والتقصير

* التقويم الدوري بجميع نماذجه.

* اتباع الوقفة الإِيمانيّة حسب ما هو مبيّن في كتاب: \" حتى نغيّر ما بأنفسنا \".

* تظل محاسبة النفس ومجاهدتها عملاً ممتداً لا يتوقَّف في حياة المسلم حتى يلقى الله.

ـ الأخطاء ومعالجتها:

 لا بدّ من معرفة الخطأ في الممارسة والبذل، على أساس من ميزان ثابت نابعٍ, من منهاج الله ونهج الدَّعوة الذي يقوم عليه.

 يجب دراسة الخطأ وتحديد أفضل الوسائل لمعالجته، كما هو مبيّن في منهاج الله، وفي النهج القائم عليه المفصّل في كتب هذه المدرسة ودراستها.

 جميع وسائل معالجة الخطأ وأساليبها تبتدئ باللجوء إلى الله، والتوبة والاستغفار، والدعاء لمن أخطأ في ظهر الغيب. ثم تأتي خطوات ومراحل مفصّلة في كتب الدعوة.

 يجب الحرص على عدم تجمع الأخطاء والعيوب والخلل، فإن ذلك مهلك للناس. إذا تجمعت تصبح أكواماً تحجب الرؤية، وقد يعتادها الناس حتى يحسبوها صواباً ومن الدين.

كما يجب اتباع النهج والتزامه ففيه معالجة حقيقية للأخطاء خارج النهج.

كما يجب اتباع النظام الإداري بمختلف قواعده. فهو يوفر النصيحة والإِشراف والتوجيه والتنسيق والتعاون. وكل ذلك ضروري للمعالجة.

 ومحاسبة النفس بصورة مستمرة ومجاهدتها باب رئيس من أبواب معالجة الأخطاء. والنصيحة والتذكير، والتعاون على تزكية النفس وتطهيرها، والعقوبة عند الضرورة.

 وفي الكتب التالية من كتب الدعوة نجد خطوطاً هامة لمعالجة الأخطاء، علماً أن النهج كله والتزامه أهم وسائل معالجة الأخطاء:

ـ \" التربية في الإسلام ـ النظرية والمنهج \":

الباب الرابع: الفصل الثاني ـ البند السابع: ص: 254

الفصل الثاني: البند الخامس: الفقرات: أ، ب، ج، د، هـ.

\" فقه الإدارة الإيمانية \":

الفصل الثالث جميعه.

ـ \" النهج الإيماني للتفكير \":

الباب السادس: الفصل الرابع ـ ص: 331 ـ 341.

ـ إعطاء الرأي وبيانه وضوابطه الإيمانيّة وآدابه:

 يجب التدريب على ممارسة حق إبداء الرأي بضوابطه المفصّلة في منهاج الله، والمبيّنة في كتب الدعوة. ونشير إشارة سريعة إلى أهم ذلك:

* إخلاص النيّة لله والتبرؤ من الهوى والمصالح والعصبيات الجاهلية.

* العلم الصادق بالموضوع الذي يُبدى من أجله الرأي، \" ولا تقفُ ما ليس لك به علم \".

* من حسن إِسلام المرء تركه ما لا يعنيه، فعليه أن يعرف ما يعنيه وما لا يعنيه.

* توافر الحجّة والبيّنة من الكتاب والسنة والواقع الذي يُردّ إليها.

* اختيار المكان المناسب والوقت المناسب والأسلوب المناسب حتى لا يتحوّل الرأي إلى إشاعة وفتنة.

* اتباع أدب بيان الرأي من وضوح ودقّة والتزام ما سبق أعلاه، وأدب مخاطبة الكبير والمسؤول.

* اتباع ميزان المؤمن عند بيان الرأي بأشخاص وتقويمهم على أساسه.

* اتباع النظام الإداري.

* عدم اتباع الظنّ المنهيّ عنه، فلا بدّ من التبيّن كما أمر الله.

* اتباع خطوات النظام الإداري في بيان الرأي وتقديمه: مكان عرضه حسب موضوعه، كتابته، تقديمه بالأسلوب المناسب إلى الجهة المتخصصة.

* أي رأي في النهج لا يجوز أن يعرضه صاحبه بين الناس ولا يشيعه حتى يبلغ الجهة المختصة ليصدر من عندها القرار على دراسة وشورى.

* لا يبحث في أيّ مجلس إلا بنود ذلك المجلس، حتى لا تتحوّل قضايا المسلمين إلى إشاعات ونجوى، أو غيبة ونميمة، أو فتنة وفساد، أو أخطاء تتوالى لا يكاد يُجسٌّ بها أحد.

* عدم تأويل الآيات والأحاديث تأويلاً فاسداً، أو استخدامها في غير موضعها.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply