غرس التفكير الجمعي في المجتمع المسلم


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

• هل تغيير مسئول يعني تغيير كل شي..... ولماذا؟

*رياح المذهبية والطائفية تعصف بالأحلام. !!!

* هل يقول المسلمون نحن بدلاً من \" أنا \".. ؟

أولا: أساس المبادرة:

يرى الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي في رؤيته حول التفكير الجمعي في المجتمع المسلم، بأن هناك جانبين رئيسين في الإنسان، يمكن الاعتماد عليهما في تقوية وتفعيل التفكير الجمعي لدى الإنسان المسلم.

أولهما: \" أن الإنسان بطبيعة خلقته فيه جانبان، فردي وجماعي، فحين يغلب الجانب الفردي تظهر أنانيته، وحين يغلب الجانب الجمعي تنسحق شخصيته وتذوي ذاته. ويوضح بأن المشاهد لأحوال المسلمين يرى أن أصحاب الطموحات الأنانية هم الأكثرية الساحقة، ونحن بحاجة إلى تحريك الجانب الفطري الموجود أصلاً في الإنسان وهو الجماعية فيه \".

ثانيهما: \" أن دين الإسلام فيه ثروة ضخمة من المعاني والقيم والقضايا، التي تعزز التفكير الجمعي وتقويه، مركزاً على لغة الخطاب المتوافقة مع نوعية التفكير المعاصر لإيصال هذه المعاني إلى أذهان وقلوب الناس \".

الشيخ سلمان العودة يعطي أولوية خاصة لأن يكون هناك نوع من التربية على التفكير الجمعي أو العمل على ذلك. ويعتقد أن هناك مسئولية خاصة على الجامعات والمؤسسات التربوية، والتعليمية في تربية الناس على روح الفريق في التفكير، وفي العمل. ويرى أن المشكلات الأساسية التي نعيشها في مجتمعنا المسلم، والمتمثلة في تضخم غير صحي \"للأنا\"، والتي لا يعاني الغرب منها، تعود في الجزء الأضخم منها إلى انعدام التفكير الجمعي أو غلبة المصلحة الذاتية على المصلحة الجماعية بشكل صارخ. ولذا لا بد من العمل على كافة الأصعدة، بحيث لا يكون العمل عملاً فرديا، ولا الوجود وجوداً شخصانيا. إن تغيير رئيس الدولة أو الحكومة بأسرها في أحد الدول الغربيَّة لا يكاد يؤثر مطلقا على سياسة البلد وأوضاعه الداخلية والخارجية، في حين أن تغير وزير داخلية أو موظف كبير في الدولة فضلا عن الرئيس له بالغ الأثر في العالم الإسلامي. إن من المشاهد الفرق مثلاً بين بلد كالعراق، لمجرد ما سقطت الحكومات، لم يمكن تشغيل المرافق الضرورية والأساسية لوقت طويل بما فيها المياه، والكهرباء، وأشياء كثيرة جدا، لماذا؟ لأنه كان هناك نوع من المركزية المفرطة، فالحكومة كانت تقبض بأزِمّة كل شيء، والبقية مجرد أفراد يدورون في هذا المجال. بينما في المجتمعات الغربيَّة، يكون الوجود للمجتمع بحيث لا يحصل هذا القدر من التأثر في أسوأ الأزمات. إن العالم الإسلامي بحاجة ماسة - سواء على صعيد الحكومات، أو على صعيد الشعوب (المبادرات الشعبية)- إلى تفعيل روح الفريق، وروح المؤسسة، وإشاعة التفكير العام والعمل الجماعي.

 

ثانيا: المَحاور الرئيسة للمبادرة:

*المستوى الفكري وتأسيس منظومة التفكير الجمعي

*العمل التربوي لتنمية إدراك المسؤولية بالعمل الجماعي

*المنحى الاجتماعي وتفعيل الإحساس بالآخر

*المستوى الدعوي والإصلاحي لممارسة التفكير والعمل الجمعي

 

ضمن المحور الأول ومن وجهة نظر الدكتور عبد الله الغذامي فإنه يمكن تحقيق هذه المبادرة من خلال التالي:

1. تأسيس وطني لمنظومات داخلية تعمل على ممارسة حقيقية لقيم العمل الجماعي بفاعلية.

2. الابتعاد عن فكر ومثيرات العصبية واللغة العشائرية، والحس الاتكالي المحسوب على الآخرين.

3. الابتعاد في التفكير عن \"الاعتذارية والخجل من الأمور التي تتعلق بمصير الناس ونضالهم عن حقوقهم وأوطانهم\".

4. الدخول إلى نوع من التعددية الذهنية والفكرية التي تقوم بشكل متوازن على نقد الذات ونقد الآخر والوعي العميق لذلك.

المحور الثاني للمبادرة والمتعلق بالجهد التربوي فيمكن أن يتم في ضوء الآليات التالية:

1. الشيخ الدكتور سعيد بن ناصر الغامدي يؤكد على الاستراتيجيات المرتبطة بالجهد التربوي المباشر، ويقترح ما يلي:

• تربية الأبناء على ممارسات جماعية تتضمن مفاهيم أولية بسيطة.

• تدريب الآباء والأمهات على كيفية غرس ورعاية هذه المفاهيم والاستفادة منها.

• إيجاد مفاهيم التفكير الجمعي (الأولي والبسيط) في مناهج الدراسة الابتدائية والمتوسطة.

• التركيز على النشاطات (اللاصفية) التي تستهدف غرس هذا النوع من التفكير.

• بث مفاهيم الشورى والحوار في المؤسسات العلمية والتعليمية.

• إشاعة روح التفاهم والحوار بدلاً من التشاجر والصراع، و إشاعة مفاهيم الحب وممارسة ذلك عمليّاً من خلال العلماء والمثقفين أولاً.

• إيجاد ودعم جمعيات أو روابط أو اتحادات تمارس عمليّاً (مفاهيم التفكير الجمعي)، مثل: \" جمعية حماية البيئة \"، و \"جمعية رعاية المسنين \"، و \"جمعية الحياة الفطرية\"... الخ.

• حث وتشجيع المؤسسات الاجتماعية على ممارسة التفكير الجمعي وبيان عيوب الاستبداد والأنانية المركزية.

2. الدكتور عبد الكريم بكار يرى أن المجتمعات المسلمة تشكو من وجود نسب عالية من الأمية بين أفرادها على الرغم من وجود الكثير ممن يقرؤون ويكتبون، ومن هنا تتولد صعوبة تعميم الأفكار والمفاهيم الراقية والمعقدة بينهم لذلك فهو يرى أنه يمكن أن تزول تلك الصعوبات بإتباع الاستراتيجيات التالية:

• اتفاق الدعاة والمفكرين وعلماء الشريعة والمثقفين على الترويج بشتى الوسائل والطرق الممكنة، لمفهومين أو ثلاثة من المفاهيم الأساسية للتفكير الجمعي، والتي تساعد على شد الوثاق بين صفوف المجتمعات المسلمة، على \" أن يتم ذلك كل عام \".

• مناقشة وتثبيت بعض الركائز الفكرية، والمفاهيم في عقول الناس كـ: (مفهوم الالتزام، ومفهوم الحوار، وأدب الخلاف، وطبيعة الصراع مع الآخرين، ومتطلبات العولمة... الخ).

3. الشيخ محمد العبدة يرى أن الشعوب الإسلاميَّة فيها خير كثير، ولديها منطلقات أصيلة من التفكير والعمل الجمعي، ولكن بسبب ظروف الفقر والقهر والأحداث والظروف التي مروا بها مغطي بقشرة رقيقة، أو مدفون بركام خفيف. ويؤكد على استعادة الشعوب لتفكيرها الجماعي يمكن أن يسير وفق المبادرة التالية:

• مراجعة تلك الحقيقة معهم من خلال وسائل الاتصال المباشرة، وذلك قد يكون بالمنبر، الجريدة، المجلة، الشريط، الإذاعة، القناة الفضائية... الخ.

• تبني مشاكل الناس وهمومهم من قبل المصلحين في المدارس، المشافي (قضايا الصحة والمرض)، الجمعيات الخيرية... الخ.

• خدمة الناس ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم، والاهتمام بأمورهم المعيشية الخاصة.

• الاهتمام بهم وبما يطرحون من آراء، والاقتراب من أفكارهم ورؤاهم الإصلاحية والتطويرية، والاهتمام بثقافتهم وعدم اعتبارهم أميين.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply