اتفاق العمل الإسلامي .. ضرورة استراتيجية


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

العمل الإسلامي بين الاتفاق والافتراق، هو عنوان لمؤتمر إسلامي يتداعى له مجموعة من كبار الدعاة والمفكرين من أجل وضع النقاط على الحروف في مستقبل العمل الإسلامي في ظل التحديات المعاصرة التي تواجه الإسلام والمسلمين، وفي ظل التصدع الذي أصاب بنيان التيار الإسلامي في كل مكان وتعدد واجهاته وجماعاته وفئاته.

ويحمد لقسم الثقافة الإسلامية بجامعة الخرطوم مبادرته للقيام بهذه الخطوة ودعوة مجموعة من كبار الدعاة من خارج السودان لإثراء فعاليات المؤتمر وتبنيه لهذا المؤتمر الذي ينتظر أن يؤمه فضيلة الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق مشرف موقع الشبكة السلفية، والأستاذ الدكتور عبد الكريم بكار، والشيخ عبد الرحمن المحمود، والشيخ أحمد الصويان، وغيرهم، وهؤلاء غير مشاركتهم في أعمال المؤتمر لا شك أنهم سيحيون عدداً من الندوات والمحاضرات ستساهم في بذل العلم النافع في فضاء الخرطوم.

ويحمد للجنة العلمية للمؤتمر التي يرأسها د. عبد الحي يوسف أنها وجهت الدعوة لكافة المجموعات الإسلامية بالسودان سيما رموزها الأكاديمية والفكرية إيمانا منها بضرورة إشراك كل من يحمل هم الدعوة والبلاغ، بقطع النظر عن جماعته أو حزبهº حتى لا يكون هناك إقصاء لأحد في مؤتمر يراد له أن يؤسس لاتفاق العمل الإسلامي.

ويلاحظ من مقترح أوراق المؤتمر تركيزها في وحدة العمل الإسلامي على تجارب جمعيات العلماء في عدد من الدول ولكن هناك تجارب لمجموعات إسلامية تجمعت على هدف واحد كما حدث في السودان في الجبهة الإسلامية للدستور التي جمعت الإخوان المسلمين وأنصار السنة والمتصوفة وكل الإسلاميين من أجل إقرار الدستور الإسلامي وهناك تجربة جبهة الميثاق الإسلامي وحديثا هناك تجربة التيار الإسلامي في جامعة الخرطوم.

كما أن هناك بعض الشخصيات التي يجتمع عليها الإسلاميون بمختلف اتجاهاتهم الفكرية وهي بذلك تساهم في وحدة العمل الإسلامي بملاحظاتها وفتاواها من أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ ابن عثيمين، والشيخ ناصر الدين الألباني - رحمهم الله -، وهذه تجارب شخصية بحاجة إلى دراسة متأنية لاستخراج مزاياها وفوائدها.

كما أن المؤتمر بحاجة لإقرار برنامج عملي تطبيقي واقعي يجعل من وحدة العمل الإسلامي نموذجاً ماثلاً للعيان، يلمسه الجميع ويحسون بوجوده، حتى لا يكون المؤتمر مجرد (طق حنك) وتوصيات توضع الأضابير والإدراج.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply