خطر الإعراض عن دين الله


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

عُني أئمة علماء الإسلام - رحمهم الله - ببيان أصول الدين وتثبيتها، وعُنوا أيضاً ببيان ما يهدم هذه الأصول، وما يخرج به المسلم من دين الإسلام.

 

وفي منهج الوسطية الذي تميز به علماء أهل السنة والجماعة: بينوا رحمهم الله أن تكفير المسلم وإخراجه من دين الإسلام أمر عظيم ومركب خطير، إلا أنهم أيضاً حذروا من تعاطي شيء من الأمور التي تسبب للمسلم الردة عن الإسلام.

 

ولهذا بين العلماء الأشياء التي تسبب الردة عن الإسلام قولية كانت أو فعلية أو عقدية، حتى يتجنبها المسلم ويحافظ على دينه، ولهذا فإن كثيراً من علماء المذاهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة الذين ألفوا في الفقه عقدوا باباً سموه (باب حكم المرتد) إضافة إلى المؤلفات المستقلة في هذا الباب.

 

وفي بيان شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب لنواقض الإسلام قال - رحمه الله -:

 

\"الناقض العاشر: الإعراض عن دين الله – تعالى- لا يتعلمه ولا يعمل به\".

 

والإعراض عن تعلم الدين والعمل به يتفاوت، فقد يكون معصية وفسقاً أو دون ذلك، وقد يبلغ بالشخص الردة عن الدين.

 

لكن الإعراض عن الدين الذي يسبب للمسلم ردته عن الإسلام هو الإعراض عن تعلم الأصول، وهي التي يدخل بها الإنسان في الإسلام، فمن أعرض عن تعلمها كان حقيقاً بأن يكون كما قال الله – تعالى -: {ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها} (الكهف:57) وقوله – سبحانه -: {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكاً ونحشره يوم القيامة أعمى} (طه:124).

 

وهكذا الإعراض عن العمل، فمنه أعمال لا يرتد بسببها، ومنه أعمال تسبب له الردة، ولأجل ذلك قال التابعي الجليل، المتفق على إمامته، عبدالله بن شقيق العقيلي - رحمه الله - قال: \"كان أصحاب محمد - صلى الله عليه وسلم - لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر، غير الصلاة\" رواه الترمذي.

 

وفي ضوء ما تقدم:

تتأكد العناية بكل ما لا يسع المسلم جهله حتى يعبد الله تعالى على بينة.

كما تتأكد العناية بعلوم الشريعة والحرص على تعليمها، وأن يكون في الأمة طائفة بقدر الكفاية يكون لها مزيد العناية بدراسة الشريعة وتعلمها، تحقيقاً لأمر الله – تعالى -: {فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم} الآية (التوبة: 122).

ومما لا يخفى على أهل البصيرة أن الأمة كلما تباعد عهدها بالنبوة ازدادت ضرورتها إلى العلم الشرعي وإلى أهل العلم حتى تجتنب مواضع الزلل.

 

ولا ريب أن هذا يضاعف من مسئولية أهل العلم في النهوض بهذا الواجب العظيم في تبصير الأمة وهدايتها، وهذا يضاعف من مسئولية أهل العلم في النهوض بهذا الواجب العظيم في تبصير الأمة وهدايتها، وهذا يدعو إلى أن تتضاعف العناية بالعلوم الشرعية وتهيئة المدارس والكليات الشرعية لتحقيق هذه الغاية.

 

ومن نظر في أحوال العالم الإسلامي يجد انصرافاً جلياً عن هذا السبيل، إلا من بعض البلاد، فعانت جراء ذلك عدداً من المشكلات في جوانب شتى من حياتها.

 

غير أن لبلاد الحرمين من الخصوصية في هذا الباب ما جعل ولاة الأمر فيها يعنون منذ تأسيسها بالعلوم الشرعية عنايةً بالغة، إذ أن هذا هو اللائق بمكانتها ورسالتها السامية في العالم كله.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد،،،

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply