شهادات المتفوقين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

التفوق الدراسي ليس حلماً صعب المنال، أو أمراً يستحيل تحقيقهº وإنما هو أسهل وأيسر مما نتصور، طالما نملك الإرادة الكافية لتحقيقه. وروشتة النجاح والتفوق نستخلصها من ألسنة المتفوقين، الذين قدموا لنا خلاصة تجاربهم الدراسية، والتي أكدوا من خلالها أن طريق الحصول على أعلى الدرجات ليس مفروشاً بالورود، وإنما هو نتاج لتعب وسهر الليالي، فقد وضعوا هدفهم نصب أعينهم، وبذلوا قصارى جهدهم لتحقيقه، وعندما تم إعلان النتيجة دمعت عيناهم بدموع الفرحة، فلم يضيع الله تعبهم ولا سهرهمº بل كلل خطاهم، وقتها تبدلت لحظات التعب بأحلى فرحة وإحساس في حياتنا، وهي لحظة النجاح..

(الإسلام اليوم) التقى بنماذج من المتفوقين من سنوات مضت، واستمع إلي تجاربهم ونصائحهم لزملائهم المقبلين على خوض تلك التجربة.

 

الجدول المنظم

كان حلم حياتي منذ طفولتي أن أصبح طبيباً يعالج الناس، ويداوي عللهم، كنت أجد سعادة كبري عندما يناديني الأهل باسمي مسبوقا بلقب الدكتور، ومرت الأيام وتحول الحلم إلى حقيقة واقعة لأرتدي (البالطو) الأبيض -حلم حياتي القديم-..، بتلك الكلمات بدأ ماجد صلاح الأول على الثانوية العامة عام 2001 كلامه، مضيفاً أن الإيمان بالله، والثقة بالنفس هما الطريق إلى النجاح والتفوق، والحمد لله بذلت كل ما في وسعي لتحقيق ذلك، ومنذ اليوم الأول للدراسة وضعت لنفسي جدولاً محدداً ومنظماً يتضمن أولويات الدراسة، ولم أكن أتوقع في لحظة من اللحظات أن أحصل على المركز الأول على مستوي الجمهورية، ولكن الحمد لله الذي كلل مجهودي، وثقتي بالله كانت لا حدود لها.

وينصح ماجد إخوانه المقبلين على الثانوية العامة بطاعة الله والتوكل عليه، والمذاكرة بجد منذ بداية العام، مع ضرورة المراجعة الجادة، والإكثار من حل الاختباراتº حتى يتحقق التفوق المنشود.

 

الرضا بقضاء الله

إيمان سعفان الطالبة الأولى على الجمهورية في الثانوية الأزهرية تؤكد بأنها أخذت بالأسباب، وتركت النتيجة على الله - عز وجل -، وكما يقولون: \"ليكن عملك هاهنا ونظرك إلى السماء\"، كنت دائما أدعو الله أن يقدر لي الخير حيث كان، ثم يرضيني به، وكنت أدعو بدعاء عمر بن عبد العزيز \" اللهم أرضني بقضائك، وبارك لي في قدرك، حتى لا أحب تعجيل شيء أخرته ولا تأخير شيء عجلته \"

والحمد لله، فالفضل يرجع لله - عز وجل - أولاً، ثم لوالدي اللذين علماني منذ الصغر الاعتماد على النفس، وعوداني ألا أؤجل عمل اليوم إلى الغد، والحمد لله \"هذا من فضل ربي ليبلوني أأشكر أم أكفر ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن الله غني كريم\"

 

التركيز والاهتمام

ويشير عاطف مصطفي -أحد المتفوقين في الثانوية العامة- إلي أن توفيق الله - عز وجل - هو السر وراء تفوقه في دراسته، بالإضافة إلى مساعدة الأسرة ومساندتها له، فلم تبخل عليه بالمساعدة وتوفير الجو الهادئ المناسب للاستذكار.

ويضيف عاطف: الحمد لله الذي كلل مجهودي وتعبي لالتحق بالكلية التي كنت أتمناها، وهي كلية الهندسة، وأتمنى أن أستمر في مواصلة التفوق خلال دراستي الجامعية، وأكمل الدراسات العليا بالجامعة.

ويؤكد عاطف أن التفوق ليس صعباً، وإنما يحتاج إلى عزيمة وجهد وتحديد الهدف من أجل تحقيقه، مشيراً إلى أن لحظة النجاح هي أجمل لحظات العمر التي لا ينساها المرء أبداً.

 

الوقت سر التفوق

وعن أهمية الوقت وتأثيره في التحصيل الدراسيº تؤكد عائشة مصطفي- طالبة بالإعدادي- أنها منذ طفولتها وهي تعلم أهمية تنظيم الوقت، وترتيب الأولويات، وأهميه ذلك في تحقيق التميز والتفوق، وترى أنهما المفتاح السحري لأي طالبة تريد أن تتفوق، مضيفة أن الصبر على المذاكرة، وكذلك رعاية الأسرة، وتوفير الهدوءº من أهم العوامل التي توفر الراحة النفسية والتركيز للطالبة، و أيضاً للمساعدة على التفوق.

 

الواجبات الاجتماعية والإسلامية

أما مني بدر طالبة بالفرقة الثالثة بكلية البنات جامعة الأزهرº فتؤكد أن أسلوب المذاكرة يختلف من شخص لآخر، وأنا في الحقيقة لم أكن أقضي وقتي كله في المذاكرة والدراسة، ولكنني كنت أخصص وقتاً لصلة الرحم، ووقتا لتتبع أخبار المسلمين وهكذا، فنظموا أوقاتكم بين المذاكرة والراحة وأداء الواجبات والتكاليف الشرعية والاجتماعية، واستعينوا بالله وتوكلوا عليه \"ومن يتوكل على الله فهو حسبه\"، ولكل مجتهد نصيب، \"وما لنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المتوكلون \"

 

الإيمان بالله.. أساس النجاح

وعن أسباب التفوقº يؤكد عادل لبيب -خبير تربوي- أن الإيمان بالله والتوكل عليه هو أوائل الشروط الواجبة على كل طالب يتطلع إلى التفوق، مؤكداً على أهمية التركيز أثناء الدراسة، والتنظيم والمذاكرة أولاً بأول، وتوفير الجو الأسري يساعد ويشجع الطالب علي الاستذكار، حيث إن الرعاية والمتابعة من جميع أفراد الأسرة تشجع الطالب علي تحقيق هدفه في الحصول علي درجات مرتفعة في دراسته.

 

توفير المناخ الأسري

وتركز والدة إحدى الطالبات على نقطة هامة، وهي أن الجو الأسري الذي ينبع من الدين والأخلاق ومراعاة الله في السر والعلن ضرورة هامة من أجل رضا الله علينا ومباركته لنا في ذريتنا، لأن الأسرة تقدم ما لديها لتفوق أبنائها، وتحاول دائما الابتعاد بهن عن مواطن المشاحنات، أو التوتر الذي يصيب البنات بمزيد من التعقيد، الذي يفقدهم التركيز على التحصيل الجيد، ولذلك فعلى كل أسرة مسلمة تقوى الله، والعمل على تنشئة أولادهن تنشئة إسلامية سليمة، قوامها مخافة الله، والعمل على إرضائه، وتقديم النصح والإرشاد لأبنائهم من أجل سعادة الدارين.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply