دراسة حول الغياب إلى جميع الأحباب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

المقدمة

الحمد لله والصلاة والسلام على النبي الأمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين …… وبعد.

عندما نكون بصدد إجراء مقارنة بين نتائج فصل دراسي معين على امتداد عامين دراسيين وذلك لمعرفة تأثير بعد معين (كالإجازة مثلاً) في إيجابية أو سلبية المستوى والتحصيل..فأننا لضمان الوصول إلى قدر معين من الصدق والموضوعية يجب أن نأخذ عدة متغيرات وعوامل حدثت وأثرت في سياق وثمرة الفصل الدراسي موضع الدراسة.

 

وهذه المتغيرات منها ما هو متعلق بالطالب (السن والصف ومدى الفهم والاستيعاب والغياب) وما يتعلق بالمعلم (أداءه وقدراته وتعامله مع المنهج.. ) ومنها ما هو مرتبط بالمدرسة كوحدة تنفيذ لقرارات صادرة من(إدارة المدرسة وإدارة التعليم المحلية ووزارة المعارف).

ولكي نكون واقعيين يجب أن لا يغيب عنا أن كل ما سبق له تأثير فاعل على امتداد الفصل……

وأنني هنا أود أن أشكر جهود العاملين في إدارة التعليم بالعاصمة المقدسة ومن خلفهم وزارة المعارف على حرصهم الدؤوب لتلمس جوانب السلب ومحاولة إصلاحها وجوانب الإيجاب ومحاولة إثراءها لرفع مستوى أداء الطالب بما يعود بالفائدة على الوطن ونماءه.

 

أسباب إجراء المقارنة:

1- تعديل مواعيد الدراسة وبالأخص ما يتعلق بالفصل الدراسي الأول للعام 1421هـ.

2- عدم الرضا من بعض فئات المجتمع داخل النطاق التعليمي أو خارجه. مع اعتبار أن ما أبدوه من آراء لا تقل في أهميتها من أسباب تغيير المواعيد المشار إليها.

3- تأثر بعض أولياء الأمور سلباً وإيجاباً وما يتبعه من تنظيم داخل المنازل لبدء الاستعداد للمذاكرة.

4- الخلل في تنظيم المواعيد وعدم ثباتها مما يؤدي إلى الارتباك وإصدار التعميم الفورية وعدم الالتزام من قبل المدارس وما يعقب ذلك من مشكلات إدارية.

5- تهميش دور المدارس في قرار الإجازة وعدم استبيان آراءها طالما هي الوحدة الرئيسية في وزارة المعارف.

6- الخلل الملموس في استغلال وقت الدراسة سوء من المدارس أو أولياء الأمور

7- تدني نسبة الطلاب المحبين لمدارسهم الحريصين على التزود بالعلم النافع مع وجود الألعاب ووسائل الترفيه والقنوات الفضائية والمباريات بالمقارنة مع إمكانات المدارس ومستويات المعلمين.

8- الخوف من تدني مستوى النتائج في اختبار الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 1421/1422هـ.

 

أولاً: المواد

سنأخذ من المواد عينة واحدة من كل تخصص ونوضح المقارنة من خلال الرسم البياني محدد فيه الصف الدراسي وموضحاً فيها على شكل أعمدة في المخطط.

1- مادة التفسير (الصف الأول المتوسط)

2- مادة القواعد (الصف الثاني المتوسط)

3- مادة الجغرافيا (الصف الثالث المتوسط)

4-مادة الرياضيات (الصف الأول المتوسط)

5-مادة اللغة الانجليزية (الصف الثاني المتوسط)

6- مادة العلوم (الصف الثالث المتوسط)

 

ثانياً: نتائج المقارنة

1- من خلال النظر إلى تقدير الامتياز الحاصل من خلال الفصلين المعنيين يتراوح بين التساوي في أغلب المواد مع الفارق والتباين تارة لصالح العام 1421هـ وتارةً لصالح العام 1420هـ ومن هنا وبأخذ المتوسط نجد عدم الاختلال في نتائج الامتياز بالنسبة للمحصلة النهائية.

2- في تقدير جيد جداً نجد أن الفصل 1421هـ أفضل في أغلب المواد من العام الفائت مع بعض التفاوت في بعض المواد وبشكل بسيط.

3- أما في تقدير جيد وهو التقدير الشامل للعينة فإن التقلب في ميزان النسب واضح في كل المواد بغض النظر عن كونها علمية أو نظرية أو دينية وهذا يدعونا إلى القول أن النتيجة هنا متعادلة.

4- وبالمعيار مقبول نجد أن الفصل 1420هـ أفضل من هذا الفصل 1421هـ بكل المعايير وهذا يضع لنا ههنا علامة استفهام عن السبب الحقيقي لهذا الفارق.

5- وبالتقدير ضعيف نجد أن مستوى العام الحالي 1421هـ أفضل من العام الفائت 1420هـ وهذا يدعونا إلى القول أن عدد الطالب الموجودين في خانة الضعف قد قل عن العام الماضي أي أن المستوى قد تحسن في هذه الفئة.

6- وننبه هنا إلى الأخذ في الاعتبار تغير الطلاب وإمكاناتهم وقدراتهم من صف إلى صف آخر مع الفارق في الخبرة أو العطاء بالنسبة لمعلم المادة من عام إلى عام وكذا مستوى الأهل ومدى حرصهم على الاستفادة والمتابعة والتجاوب مع المدرسة.

 

ثالثاً: عوامل ذات صلة

1- وزارة المعارف وهي الجهة المسؤولة عن تنظيم العملية التعليمية والتربوية والمرجع الأساسي في حال وجود خلل أو في حال وجود نقاط قوة.. ومن خلال هذه العينة نجد أن ثبات التنظيم من الجهات العليا فيه عامل من عوامل الأداء المنتظم الذي يحقق الأهداف التربوية والتعليمية بشكل أكثر إيجابية وذلك لأن القرارات العليا تؤثر في النواحي المهنية والنفسية والاجتماعية لكل فرد ذا صلة وكلنا يعلم أن جميع شرائح المجتمع المدني والعسكري والخاص والعام لها علاقة قد تكون مباشرة بهذه الوزارة الهامة.

2- إدارة التعليم بالعاصمة المقدسة ونحن كوحدة مدرسية نحتاج إلى سباق مع الزمن في إصدار التعاميم ومتابعة المدارس ميدانياً وذلك قبل وقت كافي من نهاية كل فصل حتى نساعد إدارات المدارس ومعلميها في المحافظة على زخم العطاء إلى أخر يوم من أيام الدراسة وما فيه من ضمان لحضور الطلاب لتلقي دروسهم بالشكل المعتاد.

3- مديري المدارس وهم يحملون أمانة العلم والنفس والزمن يجب عليهم بذل الكثير من الجهود لزرع معنى الالتزام المهني في المعلمين وأن وقت الدوام أو الأداء داخل الفصل يجب أن يكون أمراً خالي من النقص أو الكسل وعليهم متابعة ذلك أولاً بأول.

4- المعلم هذا من بيده الربط والحل عليه أن يجعل مخافة الله وتقواه في نصب عينيه وأن يجاهد في سبيل أداء الأمانة وأن لايتراخى في تمام العلم والزمن لحظة واحدة وأن يكون محركاً لمواهب وقدرات الطلاب محبباً إياهم في الحضور والانتظام داخل المدرسة وأن يأخذ تعليمات مديره ورؤساءه على محمل الجد وأن يكون مثالاً يحتذى في كل ما يتعلق بالعلم وآدابه وأمانته.

5- ولي الأمر وهو الراعي المسؤول عن رعيته يجب أن يمد يد العون إلى من يريد في نهاية المطاف عونه هو في بناء أبناءه وبناته وأن يكون واصلاً لمدارسهم مطلعاً على مشاكلهم ومتفهماً لمتطلبات العملية التعليمية. وحريصاً على انتظام أبناءه حتى تتحقق الأهداف المنشودة.

 

رابعاً: آراء ومقترحات

1- تنظيم الفصل الدراسي دون انقطاع بغض النظر عن فصول السنة وذلك بجعل الفصل الدراسي ثلاثة أشهر متكاملة وأسبوعين دراسيين لأداء الاختبارات وفاصل بينهما مقداره أسبوعين. تبدأ من 20شهر ذو الحجة من كل عام وتنتهي 30شعبان من كل عام مع إعطاء أشهر رمضان وشوال و 19يوم من ذي الحجة كإجازة نهاية العام الدراسي.

2- وضع خمس درجات للمواظبة توزع على الفصلين في كل مرحلة دراسية من كل مادة بحيث يكون الطالب حريص على حضور جميع الحصص على مدار الأسبوع الدراسي. أو على الأقل وضع نسبة 30% من مجمل الفصل كحد أقصى للغياب ومن تعداه يحرم من دخول الاختبار في ذلك الفصل. ألا في حالة وجود عذر مقبول.

3- تحديد أسابيع بعينها تشدد فيها قبول الإجازات بمختلف أنواعها. كما صدر من الوزارة مؤخراً بخصوص الثلاثة الأيام.

4- متابعة مديري المدارس لمعلميهم والطلاب وخصوصاً في نهاية كل فصل مع التشديد على الغياب واكتمال التحضير وأداء الدروس بشكل تام.

5- التنسيق بين وزارة المعارف ووزارة الأعلام من خلال نشر الوعي بضرورة انتظام الطلاب وأهميته ونتائجه وتوضيح سلبيات الغياب من خلال البرامج المشتركة والإعلانات والندوات على مختلف المستويات وبكل الوسائل المقروءة والمسموعة.

6- وضع خطة مسبقة ومن بداية العام الدراسي لتحريك المشرفين المتابعين للمدارس خلال الأيام المعنية دون الحاجة لإصدار المزيد من التعاميم الآنية.

وفي الختام أود أن أوضح أن هذه الدراسة ما هي ألا عينة بسيطة جداً تتمثل بمدرسة واحدة فقط في منطقة محددة ونحن بحاجة إلى المزيد من البحوث والدراسات الشاملة التي تقيس نبض الفرد ذو العلاقة بالتنظيم أو التغيير لنضع أيدينا على نقاط الضعف ومكامن القوة.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply