كيف تنمى مهارات ابنك...


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

 

مقدمة:

إخوتي الكرام تربية الأبناء مسئولية عظيمة وحساسة للغاية وخاصة في زماننا هذا لكثرة المتغيرات والأحداث وانفتاح العالم وتغير المفاهيم..

وتبقى حال الطفل ماثلة أمام المربي حين تربيته، كما تتجلى حال المريض أمام الطبيب حين معالجته، يراعي حالته ومقدرته ومزاجه فيكون أثر التربية أتم وأعظم ثمرة وهذا هو الأساس في معاملة الكبار مع الصغار..

ويختلف أسلوب التعامل مع الطفل من شخص لآخر ومن طفل لطفل... ومن وقت لآخر.

وعلى الرغم من كون هذا الموضوع متشعب وواسع المدى إلا أنه يمكن تناوله على النحو التالي بطريقة مبسطة ووفق نقاط محددة من خلال الإجابة عن سؤالين: ـ

1-              من هو ابني؟

2-              ما تلك المهارات الواجب تنميتها لديه؟

 

السؤال الأول: من هو ابني؟

من هو ابني؟ ويمكن لكل أم أن تجيب عنه بسهولة على سبيل المثال ما سنه؟ ما قدراته؟ ما ميوله؟ ما رغباته؟ ووفق كل مرحلة عمرية من المفترض أن هناك مهارات يجب أن يجيدها الابن في كل مرحلة حسب طبيعتها، وعلى هذا ينبغي على الأم أن تتفهم طبيعة كل مرحلة وطبيعة المهارات التي يكمن لابنها أن يمتلكها فى تلك المرحلة، وعليه يجب أن تكون توقعات الأم تجاه طفلها متسمة بالواقعية والمرونة، فلا تطالب ابنها بمهارات أعلى من قدراته الفعلية، وعلى النقيض لا يجب عليها أن تهمل طفلها.

ونهمس في أذن كل أم بأن عليها أن تدرك أن الهدوء والحب وإجادة اللعب بمثابة المفتاح الذي نفتح به الباب لكي يتعلم الابن المهارات اللازمة، كما يجب على الأم أن تتقبل الفروق الفردية الموجودة بين الأطفال، وأن تكون على يقين بأن الله -سبحانه وتعالى- قسم الجمال والأرزاق والقدرات.... الخ بين الخلق. كما يجب على الأم أن تسمح لابنها بالخطأ وعليها أن تصححه بهدوء ودون انفعال.

 

السؤال الثاني: ـ ما تلك المهارات الواجب تنميتها لديه؟

فالمهارات عديدة ومتنوعة ويمكن أن يكتسبها الإنسان أو يتعلمها، ولكننا سوف نركز على مجموعة من المهارات التي نستشعر قيمتها وأهميتها ومنها: الثقة في الذات ـ الاعتماد على النفس –الاستقلالية- اتخاذ القرار. ولعلنا ندرك أن المهارات السالفة الذكر بمثابة سلسلة متشابكة من المهارات.

 

والسؤال الآن كيف تبدأ الأم مع طفلها في تعلم المهارات السابقة؟

على الأم أن تترك العنان بالتدريج للابن في تولى إدارة شؤونه بنفسه، انها تسلمه عصا القيادة وتتابع خطواته عن قرب وهى إلي جانبه لتتأكد أنه بخير، وعليه يجب عليها أن تتخلى وبالتدريج عن حقها في أن تختار كل شيء يتعلق بنواحي حياة الطفل، وان تتيح له فرصة ممارسة حقه في أن يختار ويتحمل مسؤولية هذه الخيارات.

 

نصائح للأم:

-       ونصيحة أخرى نهمس بها في أذن كل أم "عليها أن تعلم ابنها أن يحكى لها كل شيء يدور في حياته كأن يحكى لها ماذا حدث له منذ أن ذهب إلي الحضانة في الصباح إلي أن عاد إلي البيت، ولعل المغزى من هذا يتمثل في كونه يصبح أكثر قربا من والدته.

-       على الأم أن تعلم ابنها السباحة فتلقى به في اليم ولكن تكون قريبة منه حتى لا يغرق، فعندما يبلغ الابن سن 6سنوات يكون قادرا على تحمل مسؤولية معظم احتياجاته الشخصية (رعاية ذاتية) وفى سن 7 سنوات ممكن له أن يساعد والدته في غسل ملابسه وترتيب غرفة نومه ونظافتها. وفى سن 8 سنوات يمكن له أن يختار ملابسه بنفسه ويعطى مصروف جيب يكون حرا في أن يتصرف فيه كيفما شاء. ومن سن 9-12 يحدث له طفرة كبيرة في الاستقلالية وعلى الأم أن تتقبلها وتكون مسرورة بها، ويصبح للابن رأى في شؤون الأسرة ويجب أن يشترك في اتخاذ القرارات.

-       على الأم أن تدرك أن الحماية الذائدة للطفل تضر بشخصيته أكثر مما تفيده.

-       على الأم أن تشجع ابنها في مرحلة لاحقة على اتخاذ القرار وكلما زاد قدر المسؤولية التي تلقى بها الأم على كاهل طفلها كلما كان الابن أكثر قدرة على تحمل المسؤولية.

 

التعلم والاستذكار:

إن الحديث عن موضوع التعلم والاستذكار يعتبر من الأمور المفيدة للأسرة بشكل عام، وعلى هذا سوف نلقى الضوء على مجموعة من الأمور تساهم وبشكل مباشر فى تعلم الابن مهارة الاستذكار وهى على سبيل المثال:

-       تنظيم الوقت.

-       القراءة.

-       التركيز.

-       التذكر.

-       زيادة الدافعية.

-       تقليل الخوف من الامتحان.

 

كيف نعلم الابن تنظيم الوقت؟

هناك مجموعة من الخطوات يمكن اتباعها حتى نحقق هذا الهدف منها:

-       يجب أن يتعرف الأبناء على الأمور التي قد تسبب تضييع الوقت ومنها (التلفاز ـ التليفون ـ زيارة الأصدقاء.. الخ).

-       يجب أن نحدد الأولويات المرتبطة بالمقررات الدراسية، وعدد ساعات المذاكرة، والأولويات الشخصية.

-       يجب على الأبناء أن يكتبوا قائمة يحددوا من خلالها أفضل أوقات المذاكرة.

-       يجب على الأبناء أن يعدوا جدول للمذاكرة لمدة أسبوع (جدول واقعي).

-       يجب على الأبناء أن يحللوا الجدول السابق وفي ضوءه يضعوا جدول آخر (مثالي) لمدة أسبوع.

-       على الأبناء أن يقارنوا بين الجدول المثالي والجدول الواقعي ويسجلوا الاختلاف بين الجدولان.

-       يجب على الأبناء ألا يضعوا أهدافاً بعيدة المدى حتى يسهل عليهم تحقيقها.

 

كيف تعلم الابن القراءة:

للتأكيد على هذه المهارة على الأبناء القيام بالآتي:

1-              تحديد النقاط الأساسية في المادة المقروءة.

2-              عدم وضع خطوط على كل أجزاء الكتاب. ولكن ينبغي وضع خط تحت الفكرة الهامة، حيث يساهم ذلك في توفير وقتك عندما تقوم بالمراجعة.

3-              عليك أن تضع علامات خاصة مثل (؟ ـ! ـ: ـ \" *) حتى تساعدك على تحديد الأفكار الرئيسية.

4-              استخدم المساحات البيضاء لتدوين الملاحظات وبشكل واضح.

 

التركيز:

دائماً ما تكون البداية صعبة عند الاستذكار وعليك أن تتبع الآتي حتى تكون أكثر قدرة على التركيز:

-       اجلس وابدأ في تذكر ما في ذهنك عن الدرس.

-       اختبر معلوماتك في ضوء ما تتذكره.

-       اكتب مجموعة من الأسئلة التي تغطي الدرس الذي تحاول التركيز فيه.

-       ابدأ الدرس وحل الواجبات.

-       امسك القلم باستمرار وقسم الدرس إلى مراحل.

-       خذ فترة قصيرة من الراحة (علماً بأن تركيز الفرد 40 دقيقة).

 

تذكر:

ستذكر موضوعات متكاملة ولهذا عليك أن تقرأ الموضوع ككل ثم تستمع إلى ما تستطيع فهمه وحفظه دون النظر إلى النص.

-       عليك أن تلجأ عند التذكر إلى تقسيم الدرس إلى مجموعات متجانسة قدر المستطاع.

-       عليك أن تربط بين المادة الجديدة التي تتعلمها وبين المعلومات التي تختزنها من قبل.

-       عليك أن تنتبه للمعنى.

 

كيف تحسن دافعية الابن:

-       عليك أن تتعرف على اهتمامات ابنك وتحاول أن تدفعه إلى التخصص في المجال الذي يحبه وأن يعرف هو ما يحب وما يكره.

-       على الابن أن يحدد ما سوف يكون عليه بعد خمس سنوات من الآن وهذا يجعله قوي العزيمة.

-       فكر في نتائج الفشل الدراسي حيث أن الخوف من الفشل يدفع الإنسان إلى العمل والتغلب على المشاق والصعوبات.

-       اجعل الأهداف مرحلية (بعيدة ـ متوسطة ـ قريبة) وساعد ابنك على أن يكتب قائمة بالأهداف يمكن له تحقيقها في فترات وجيزة.

-       عود ابنك على أن يكافأ نفسه على أهداف يحققها كل يوم (المكافأة على قدر صعوبة العمل الذي قام به).

 

احذر:

-       التعب من المذاكرة يمكن التغلب عليه بواسطة (تغيير مكان المذاكرة ـ الاسترخاء واختيار وقت مناسب بعد العودة من المدرسة ـ ساعات الصباح الباكر ـ بعد العشاء.

-       صعوبة المادة يمكنك التغلب عليها من خلال تقسيمها إلى أجزاء لمحاولة فهمها وكذلك يمكنك الاستعانة بصديق وطلب العون منه حتى يساعدك في التغلب على تلك الصعوبة.

-       لا تخفي أخطائك.

-       تغلب على الخجل والقلق (الاسترخاء ـ الأفكار الإيجابية ـ تكوين صداقات ـ ممارسة الرياضة ـ مراجعة الأهداف والمكافأة الذاتية).

 

تقليل الخوف من الامتحان (1):

لتقليل الخوف من الامتحان عليك اتباع الآتي:

-       نم جيدا.

-       تناول وجباتك العادية.

-       مارس الرياضة لتخفيف التوتر.

-       خذ حماماً دافئاً أو بارداً كما تهوى.

-       اذهب للامتحان بهدوء بدون عجلة من أمرك.

-       ادخل مقر الامتحان قبل موعده بوقت يسمح لك أن تستريح وخذ نفس عميق أخرجه ببط أو اشرب مشروب مفضل لديك.

-       ثق في نفسك وأنك أديت ما يجب عليك.

 

تقليل الخوف من الامتحان (2):

-       اقرأ الأسئلة ووزع الزمن عليها وعلى المراجعة.

-       ابدأ بتسطير أو كتابة البيانات.

-       اختار مكان بعيداً عن الأصدقاء حتى لا تراهم وهو يكتبون فتتوتر.

-       أبدأ بالسهل ـ لا تخف عندما يبدأ الآخرون في الكتابة وأنت لا تكتب فأنت لا تحصل على الدرجات لأنك تكتب أكثر بل لأنك تكتب الأصوب.

-       لا تقلق ولا تتعجل إذا رأيت أصحاب أصدقائك أو زملائك ينهون الإجابة ويخرجون قبلك.

-       لا تفزع من فوات الوقت ولكن تماسك وحاول أن تستغل الوقت الباقي.

-       راجع الامتحانات القديمة.

 

واجبات الأسرة في فترة الاختبار:

-       توفير الجو الهادئ والمريح في المنزل.

-       متابعة الطالب أو الطالبة في استذكار الدروس خلال فترة الاختبارات.

-       الاهتمام بالتغذية الجيدة والنوم الهادئ لأنهما من عوامل الصحة الجيدة والقدرة على الاستذكار، وعدم الإكثار من تناول الشاي والقهوة.

-       الحضور للمدرسة مبكراً قبل موعد الاختبار بوقت كاف والعودة إلى المنزل في الوقت المحدد للانصراف.

-       التأكد من إحضار جميع الأدوات المدرسية اللازمة وتكون بصحبة الطالب أو الطالبة دائماً.

-       عدم تكليف الطالب أو الطالبة بأي عمل في المنزل خلال فترة الاختبار.

-       الامتناع عن الدعوات الاجتماعية استقبالاً أو حضوراً في هذه الفترة. (قبل الاختبارات) لتوفير الجو الهادي الخاص بهذه الفترة.

 

واجبات الطالب نحو نفسه:

إن الفترة التي يوجد بها الطالب على مقاعد الدراسة هي فترة ذهبية، ففيها تتحدد شخصيته ونمط حياته، والكل منا يحلم بـأن تكون له شخصية متزنة تساعده على مواجهة ظروف الحياة والوفاء بمتطلباتها.

وليحدث ذلك يلزم مراعاة بعض النقاط والواجبات وهي:

-       مراعاة الله في السر والعلن.

-       طاعة الوالدين، وعمل ما يسعدهما.

-       الإيمان بأن تعلم العلم، والتدرب على المهارات هو الوسيلة لتحقيق الغايات.

-       العمل على بناء الشخصية من خلال التفكير العلمي المنظم والفاحص الناقد لما يقدم من معلومات، و مناقشة المعلمين بها والأقران، وعدم الاكتفاء بالموقف السلبي والأخذ بالمسلمات على علاتها فقط أو قبولها.

-       ممارسة مهارات التعلم الذاتي والتعود عليه، وذلك بأن يبحث الطالب عن المعلومة بنفسه من خلال جميع الوسائل المتاحة (الكتاب، الأفلام، الإنترنت ألخ...).

-       المبادرة بطرح الأفكار و مناقشتها مع الآخرين وعمل البحوث العلمية المناسبة.

 

أهم سمات المناخ الأسرى التي تساعد على تنمية القدرات والابتكار لدى الأبناء:

لا أحد يغفل ما تلعبه الأسرة من دور في حياة الأبناء، وكلما أتاح الأباء للأبناء فرصة النشاط الحر الذي يرغبون فيه كلما ازدادت قدرات الأبناء الابتكارية ونمت.

ومن أهم سمات هذا المناخ الأسرى:

1-              أسلوب تربوي معتدل للأبناء يشجع على الاستقلالية في التفكير واتباع أسلوب التفاهم بالحوار والمناقشة وليس بإلقاء الأوامر وأسلوب السمع والطاعة، وأفضل ما تقدمه الأسرة هو إشعار الابن بالأمن والاطمئنان وترك الحرية له للاختيار، فإن حرية الابن تعتبر نقطة البداية في تنمية الابتكار.

2-              تخلص المناخ الأسرى من الأساليب غير السوية في تربية الابن ومنها:

ـ القسوة، تهديد، توبيخ، سخرية، عقاب بدني، مطالبته بمطالب سلوكية أعلى من قدراته وبالتالي يعجز عن تحقيقها مما يؤدى إلى ضعف الثقة لدية وميله إلى الانطواء أو التمرد عليها والخوف منها.

ـ التدليل والحماية الزائدة يجعل الابن أكثر اتكالية كما يجعله أنانيا مفرط الحساسية ضعيف الثقة فى نفسه ـ الإهمال والنبذ وعدم العناية بالابن نفسيا وجسميا، غالبا ما يؤدى إلى شعور الابن بالحرمان وعدم الأمان وعدم التقبل مما يجعله يلجأ إلى استخدام أساليب للفت الانتباه منها "ادعاء المرض، الامتناع عن الأكل، الامتناع عن الكلام، التبول اللاإرادي".

ـ تذبذب سلوك الأباء تجاه الأبناء وعدم ثبات هذا السلوك واستقراره يشعر الابن بالقلق ويفقده القدرة على توقع ردود الفعل نحو سلوكه.

3-              تقديم مثيرات متنوعة وكثيرة تتح فرصة الابتكار ومنها تقديم عدد مناسب من اللعب، وممارسة الألعاب المسلية مع الوالدين، ومشاهدة قصص الأطفال.

4-              تنمية حب الاستطلاع عند الأبناء، حيث توجد علاقة طردية بين حب الاستطلاع وقدرة الأبناء على الابتكار، والأباء الذين يساهمون في تعزيز حب الاستطلاع لدى أبناءهم يساهمون بشكل مباشر في تنمية قدراتهم الابتكارية.

5-              تحلى الأباء بالصفات والقدرات الابتكارية يدفع الأبناء إلى تقليد الأباء في ذلك لكونهم بمثابة قدوة حسنة للأبناء.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply