امتحانات بلا قلق ... للمرشدين والآباء


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

يصاحب فترة الامتحانات التحصيلة المدرسية بعض أعراض القلق وليس ذلك لدى الطلاب فحسب.. وإنما لدى أسرهم أيضا.. ويعرف القلق لغة بأنه الحركة والاضطراب..

وقلق الامتحانات حالة نفسية تتصف بالخوف والتوقع أي إنه حالة انفعالية تعتري بعض الطلاب قبل وأثناء الامتحانات مصحوبة.. بتوتر وتحفز وحدة انفعال وانشغالات عقلية سالبة تتداخل مع التركيز المطلوب أثناء الامتحان مما يؤثر سلبا على المهام العقلية في موقف الامتحان.. ويعود سببها إلى أن الطالب يدرك موقف التقييم (الامتحان) على أنه موقف تهديد للشخصية..

أما القلق الذي يعتري غالبية الطلاب قبل وأثناء الامتحانات فهو أمر طبيعي.. وسلوك عرضي ومألوف مادام في درجاته المقبولة ويعد دافعا إيجابياً وهو مطلوب لتحقيق الدافعية نخو الإنجاز المثمر.

أما إذا أخذ إعراضا غير طبيعية كعدم النوم المتصل وفقدان الشهية للطعام موعدم التركيز الذهني.. وتسلط بعض الأفكار الوسواسية وبعض الاضطرابات الانفعالية والجسمية فهذه هي حالة قلق الامتحان التي نحن بصدد الحديث عنها والتأكيد على سبل الوقاية منها وعلاجها. مع توظيف وتوجية القلق الدافع الإيجابي.

 

أولاً: إعراض الحالة

*التوتر والأرق وفقدان الشهية.. وتسلط بعض الأفكار الوسواسية الملحة قبيل وأثناء ليالي الامتحان..

*الشعور بالضيق النفسي الشديد قبل وأثناء تأدية الامتحان..

*تسارع خفقان القلق قبل وأثناء الامتحان مع جفاف الحلق.. وسرعة التنفس.. وتصبب العرق وارتعاش اليدين وعدم التركيز.. وبرودة الأطراف.. والغثيان.. الخ)

*كثرة التفكير في الامتحان.. والانشغال قبل وأثناء الامتحان في النتائج المرتقبة (الانشغال العقلي في الامتحان.. ونتائجه المتوقعة)

وهذه الأعراض والسلوكيات الفسيولوجية والانفعالية والعقلية تربك الطالب وتعييقة عن المهام الضرورية للأداء الجيد في الامتحان لكونها مرتبطة بوسيلة التقييم.. وقد تكون معززة من قبل الأسرة والمدرسة باعتبار أن نتيجة الامتحان ستؤدي إلى مواقف مصيرية في مستقبل الطالب.

 

ثانيا: العوامل المساعدة على ظهور أعراض الحالة.

- الشخصية القلقة: هذه الشخصية عرضة لقلق الامتحان أكثر من غيرها لأنها تحمل سمة القلق.. فمن المرجح أن يزيد قلق الامتحان لديها.. كموقف أكثر من غيرها..

- عدم استعداد الطالب للامتحان (بعدم الاستذكار الجيد وبعدم التهيؤ النفسي.. وبعد تهيئة الظروف والبيئة المنزلية.. الخ)

-الأفكار والتصورات الخاطئة عن الامتحان وما يترتب عليها من نتائج.

-طريقة الامتحانات وإجراءاتها ونظمها.. وربطها بأسليب تبعث على الرهبة والخوف..

- تعزيز الخوف من الامتحانات من قبل الأسرة وفق أساليب التنشئة التقليدية التي تستخدم العقاب مما يؤدي إلى خوف الطالب من النتائج السيئة.

- أهمية التفوق الدراسي للطلاب.. وخاصة لذوي الحساسية منهم.. بالإضافة إلى ضغط الأسرة الزائد على الطالب لتحقيقه ذلك..

 

- مايبثه بعض المعلمين من خوف في أنفس الطلاب من الامتحانات.. واستخدامها كوسيلة للعقاب في بعض الأحيان..

- مواقف التقييم ذاتها إذن الإنسان إذا شعر أنه موضع تقييم واختبار فإن مستوى القلق سيرتفع لديه..

-التعلم الاجتماعي من الآخرين.. حيث إن الطالب قد يكتسب سلوك قلق الامتحان.. تقليدا ومحاكاة لنموذج القلقين من الطلاب خاصة المؤثرين منهم.

 

ثالثا: العلاج والوقاية من قلق الامتحان.

وفي سبيل العلاج والوقاية من قلق الامتحان يمكن للمرشدين استخدام الأساليب الإرشادية الآتية:

- توجيه وتعويد الطلاب إلى ترديد الأدعية والأذكار المناسبة.. وتلاوة القرآن الكريم.. وأداء الصلاة في أوقاتها لما في ذلك من طمأنينة للنفس في كل الأوقات..

- تدعيم ثقة الطلاب بأنفسهم.. والوقوف منذ وقت مبكر على ميولهم وقدراتهم وتوجيه طموحاتهم ليتوافق مع قدراتهم في اختيار التخصصات الدراسية المناسبة لكل منهم..

- توجيه وإرشاد الطلاب إلى طرق الاستذكار الجيد مستمرا دون تأجيل.. مع التأكيد على أسر الطلاب بسماعدتهم على تطبيق ذلك منزليا..

ونظرا لأن للاستذكار الجيد درواً في تخفيف توتر وقلق الطلاب فيمكن توضيح طريقة (تتاسر) في الاستذكار والتي تعني (تصفح.. تساءل.. اقرأ.. سمع.. راجع.. )

-اتخاذ الإجراءات الإرشادية المناسبة للمشكلات المرتبطة بحالة قلق الامتحان ويتدنى مستوى التحصيل الدراسي منذ وقت مبكر من العام الدراسي..

- يمكن للمرشد أن يدرب ويشجع الطالب على التحصين التصوري ضد القلق بأن يعيش المواقف المثيرة للقلق تدريجيا في خياله..

- توظيف النموذج (القدوة الحسنة) وذلك بعرض أفلام أو مواقف حية يشاهد الطالب من خلالها كيف يتصرف الطلاب الآخرون في موقف الامتحان بشكل طبيعي..

- تدريب جميع الطلاب على كيفية أداء الامتحانات وتشجيع المعلمين على تأكيد ذلك وتوجيه الملاحظين منهم إلى اتخاذ أساليب الملاحظة المناسبة داخل قاعات الامتحانات وعدم إثارة الخوف بين الطلاب.

وأن الامتحان ما هو إلا وسيلة لقياس المستوى التحصيلي وليس غاية في ذلك..

- تدريب الطلاب على تركيز انتباههم على موقف الامتحان.. - تدريب جميع طلاب المدرسة على الطريقة السليمة للتنفس لتطبيقها بشكل أكبر قبيل الامتحان حيث إنها تساعد على تخفيف التوتر..

-تدريب الطلاب (الذين يعانون حالات قلق الامتحان بشكل خاص وظهرت عليهم أعراض الحالة) على الاسترخاء العميق منذ وقت مبكر من دراسة الحالة..

- توجيه الطلاب إلى التقليل من المشروبات المنبهة كالقهوة والشاي خلال فترة الامتحانات والتوجيه بأهمية النوم المبكر والكافي.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply