من الحياة إلى أبنائنا الطلاب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

نصائح تربوية للتفوق

احرص على تحديد الهدف:

بعد تحقيق المتعلم دوافعه للتعلم كما أوضحت في المقال السابق يجب أن يحدد هدفه، وإذا كان مستوى الطموح يرتبط بطبيعة الحال، فإن مجال التفوق يلزم كل متعلم بأن يحدد هدفاً طموحاً، ويتطلع إلى آفاق عالية، لأن مضمار السباق هو العلم.

 

احرص على تهيئة نفسك للاستذكار:

التهيئة النفسية تؤدي إلى التركيز وسرعة الاستيعاب وجودته، بيد أن السؤال الآن هو: كيف تهيئ نفسك للاستذكار؟ إنك تستطيع ذلك بمراعاة ما يلي:

اختر الوقت المناسب للمذاكرة، بحيث لا تكون متعباً ولا مغموماً.

حاول حل مشكلاتك قبل البدء في الاستذكار، فمثلاً إذا كان بينك وبين شخص آخر في الأسرة أو خارجها خلاف، بادر بالمصالحة، أو الجأ إلى من هو أكبر منك وأكثر خبرة ليساعدك على تجاوز هذه المشكلة، فإن لم تجد فأحضر ورقة، وحاول أن تبوح لهذه الورقة بمشكلتك وما يؤلمك، ففي ذلك تنفيس وترويح عن نفسك، وربما تتحقق لك راحة نفسية بعد بث همومك لهذه الورقة، ويمكنك بعد ذلك تمزيقها.

 

هيئ المكان الذي تستذكر فيه:

ويمكنك ذلك بالتغلب على الضوضاء والصخب، فإذا كانت الضوضاء بسبب المشاجرات بين الأطفال داخل الأسرة فحاول أن تتدخل بحكمة، أو اطلب من كبير الأسرة أن يتدخل لتحقيق الهدوء، فإن لم يتوافر الهدوء فحاول أن تكيف نفسك مع هذا الجو، فقد تعتاد الاستذكار في أي جوٍّ, بعد ذلك. ومن تهيئة المكان أيضاً اتباع أسس الإضاءة الصحيحة، فتكون من ناحية اليسار لوضع المتعلم، ويجب أن تكون الإضاءة كافية حتى تتضح لك الرؤية، وضماناً لسلامة عينيك، وتجنباً للنوم، أو الخمول، والتراخي، وتفادياً للإجهاد وتوتر الأعصاب الناتج من إرهاق العينين.

لا يصح أيضاً أن تطفئ ضوء الغرفة مكتفياً بضوء الكشاف أو \"الأباجورة\"، لأن ذلك يضرك إذا نظرت فجأة في إحدى النواحي المظلمة بالغرفة. كما أن الإضاءة الشديدة نهاراً تضر أيضاً بالمتعلم، لذا يفضل إنزال الستائر قليلاً للحد من شدة الضوء الآتي من أشعة الشمس القوية.

ومن الإجراءات المهمة في تهيئة مكان الاستذكار تنظيم المكان وما يحيط به، كترتيب الكتب، وإبعاد الكتب التي لا تدرسها الآن حتى لا تشتتك أو تؤثر سلباً على استذكارك، وأن تجهز أدواتك قبل بداية الاستذكار.

 

احرص على التهيئة الجسمية:

فعلى الآباء والمربين أن يتأكدوا من سلامة أبنائهم صحياً، وأن يراعوا العادات الغذائية السليمة، وعلى المتعلمين أيضاً مراعاة ذلك، والحرص على إعطاء الجسم كفايته من الراحة والنوم (6 8 ساعات نوم يومياً)، واحرص كذلك يا بني على ألا تذاكر وأنت جائع، وتجنب ملء بطنك بالطعام، ومن هدي نبينا في ذلك: \"ما ملأ ابن آدم وعاء شراً من بطنه\". كما يجب التنويع في الطعام، وتناول الغذاء الكامل قدر الإمكان.

ومن الأمور الجسمية المؤثرة إيجاباً في حسن الاستذكار ممارسة التمرينات الرياضية، والإقلال من شرب القهوة والشاي، والإكثار من الكركديه والينسون واللبن والحليب والعصائر الطبيعية، وتجنب الأدوية التي تساعد على السهر وتقلل من النوم، فإن لذلك تأثيرات سلبية على الصحة والانتباه والتركيز.

نظم وقتك: واحرص على أن تذاكر وفق خطة زمنية، ترتبط بجدول اختباراتك، وحاول بهمة عالية، وعزيمة قوية أن تلتزم بتنفيذ هذه الخطة، فإن حدث طارئ عوَّق تنفيذها في وقت ما، فحاول أن تعوض ما فاتك في وقت لاحق.

واحرص على تكثيف جهدك في المراجعة عقب راحتك بعد كل اختبار، بحيث تخفف الجهد كلما اقتربت من ساعة الاختبار، حرصاً على أن تأتي الاختبار مستريحاً مطمئناً هادئاً.

اجلس جلسة انتباه لا جلسة استرخاء أو اعوجاج، وذلك بجعل رأسك في وضع عمودي على الظهر مع الميل قليلاً للأمام، بحيث تكون المسافة بين عينيك وبين الكتاب 30 سم في حالة البصر السليم الطبيعي.

تجنب مذاكرة مادة واحدة في اليوم، لدفع الملل، إلا إذا كنت تستعد للاختبار فيها غداً.

تجنب استذكار مادتين متشابهتين على التوالي، فإن ذلك قد يسبب النسيان.

اهتم بعملية الاسترجاع بين الحين والآخر، واستخدم الورقة والدفتر، وخطط لهذه المراجعة، مع علاج نقاط الضعف، واكتشاف أخطائك من خلال النماذج المحلولة.

 تجنب الحفظ دون فهم، وحدد أسباب النسيان محاولاً تجنبها.

 اقرأ الدرس متتبعاً خطوات القراءة الفعالة، وهي:

1 استطلع: وتعني الاطلاع على العناصر الأساسية.

2 اسأل: وتعني إغلاق الكتاب ووضع الأسئلة المتوقعة.

3 اقرأ: وتعني القراءة الموجهة للإجابة عن الأسئلة.

4 استذكر: وتعني إغلاق الكتاب ومحاولة الإجابة عن الأسئلة من الذاكرة.

5 راجع: وتعني فتح الكتاب لتقويم ذاتك، لترى إلى أي مدى إجابتك صحيحة وكافية.

 خذ فترة راحة (10- 15) دقيقة بين فراغك من مذاكرة مقرر والبدء في مقرر آخر، وحاول في هذه الراحة تجديد نشاطك أو الترويح عن نفسك بشيء مباح.

 ابدأ مذاكرتك بتلاوة ما تيسر من القرآن الكريم، ثم الدعاء المأثور: \"اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحَزنَ إذا شئت سهلاً\" ولا تنسَ هذا الدعاء قبيل بدء الإجابة في الاختبار.

 حاول أن تنام ليلة الاختبار نوماً هادئاً مريحاً تسبقه أذكار النوم.

 عليك بتقوى الله، فإنها أساس الراحة النفسية والتفوق وتحصيل العلم.قال - تعالى -:واتقوا الله ويعلمكم الله (البقرة: 282)، ومن يتق الله يجعل له مخرجا (2) (الطلاق).

  

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply