التعليم ... والمدارس المختلطة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

السؤال:

هل يجوز فتح مدارس للتعليم والدعوة، مع أن نظام البلد يلزم بأن يكون التعليم مختلطاً بين الذكور والإناث؟

 

الجواب:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

رداً على سؤال السائل بخصوص التعليم المختلط نقول وبالله التوفيق:

إن السائل لم يذكر البلد المسئول عنه، ولم يذكر مرحلة التعليم ولم يذكر أيضاً حال الاختلاط، كما لم يذكر البدائل غير الرسمية المتاحة، وتصور الواقعة مهم في الحكم عليها.

ولكن بالجملة فإننا أمام أمرين مهمين متعارضين:

الأول: طلب العلم بأنواعه لا سيما العلم الشرعي ومعرفة القراءة والكتابة، والعلم فرض عينº لأنه الوسيلة لمعرفة أحكام الله – تعالى-º وقراءة كتابه الكريمº وتدبر معانيهº والنجاة في الآخرةº ومعرفة السنة المطهرة، كما أنه مهم في الدنياº لعمارتها وللتكسب والمعاش.

الثاني: العفة والفضيلة والحياء التي قد يخدشها هذا الاختلاط، وما ينجم عنه من إضاعة للأخلاق وربما أدى إلى الفاحشة والرذيلة.

فإذا لم يتوفر لأبناء المسلم تعليم مناسب، فإنه لا يترك تعليمهم بل يتقي الله ما استطاع في أبنائه، ويرتكب أخف الضررين ليتحصل أعلى المنفعتين.

فإذا لم يتوفر سوى مدارس مختلطة ولم يتيسر له الانتقال إلى بلد آخر فإنه لا يحجب العلم عن أبنائه، بل يدخلهم المدارس مع بذل الجهد في تحصينهم بالأخلاق والفضائل والتقوى المانعة من كل سوء، كما عليه أن يتواصل مع المدرسة للاطمئنان عليهم، والسعي لتقليل الشر ما أمكن.

كما أن عليه أن يبذل الجهد في البحث عن مدارس منفصلة قدر الإمكان، وإذا كان هناك عدد من المسلمين في تلك البلاد فإنهم مطالبون بإيجاد مدارس مناسبة لهم والسعي للجهات الحكومية بذلك، وقد قال - تعالى -: \"فاتقوا الله ما استطعتم\" فإذا بذلوا ما بوسعهم من الأسباب التي تسمح لهم بفتح مدارس مناسبة أو على الأقل يكون الاختلاط فيها بنسب أقل، فإننا نرجو ألا يكون عليهم حرج، وقد قال - سبحانه وتعالى -: \"لا يكلف الله نفساً إلا وسعها\" وقال - سبحانه -: \"وما جعل عليكم في الدين من حرج\" والاختلاط محرم كغيره إذا وجدت معه الفتنة، وهذا ما يغلب عليه لا سيما عند المراهقين والمراهقات، وهذا حال أغلب المدارس المختلطة بينما العلم مطلوب لذاته، والله أعلى وأعلم.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply