خطابة الإفلاس


 

بسم الله الرحمن الرحيم

من المحراب قد صعد الخطيب   * * *  وئيد الخطو مظهره مهيب

وفوق المنبر العالي تجلى   * * *  لأنظار الحضور فما يغيب

تقدم ثم سلم في وقـــار   * * *  وران الصمت وانقطع الوجيب

وكبر داعيا للحق صوت   * * *  يؤذن أن هلموا واستجيبوا

وقام الشيخ واستولى هدوء   * * *  على الأسماع وابتدأ الخطيب

فأثنى بعد حمد ثم صلى   * * *  وسلم والكلام لـه يطيب

مقدمة تعودهـا فهانــت   * * *  عليه فلا يشـذ ولا يخيب

تردد بعدها في القول حتى   * * *  تحيـر من تردده اللبيـب

تنحنح والصحيفة في يديه   * * *  لها من فرط شدهما نحيب

ويطلق نحوها بصرا حديدا   * * *  كثيرا ما يخيب وقد يصيب

تصدى للخطابة وهو منها   * * *  عديم الحظ ليس له نصيب

فلا لغة هناك ولا لسـان    * * *  فصيح  للخواطر يستجيب

ولا لفظ ولا نطق سليــم   * * *  ولا صرف ولا نحو مصيب

ولا قول سديد مستقيــم   * * *  ولا فكر وموضوع قريب

تكسرت القواعد والقوافي   * * *  وهشمت البلاغة والنسيب

ودمرت  المباني والمعاني   * * *  فطرف العقل فيها مستريب

على أطلالها وقفت لتبكي   * * *  نفوس راعها الجو الكئيب

جموع السامعين غدوا نياما   * * *  وما من منصت إلا الغريـب

فلا تعجب إذا فروا جميعا   * * *  فإن حضورهم لهــــو العجيب

خطابة هذه الأيام خبــط   * * *  وحقـــــل بلقـع قفـر جديب

سوى من جد في لغة وعلم   * * *  وزان لسانـــــه أدب خصيـب

وقام بأمرها فعنت لديــه   * * *  أعنـتــها فذاك هـــــو الخطيب

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply