رمضان أقبل !


 بسم الله الرحمن الرحيم

رَمَضـانُ أقبِـل! لم تَزل تهفو إِلى * * * لُقيـاكَ أَحنـاءٌ تئِــنٌّ و تُشفِـقُ

 

وتظـلٌّ أفئـدةٌ تهيـجُ لكـي تـرى * * * في الأفـقِ يَطلـعُ نـورُك المتَدَفَّـقُ

 

ترنـو لمطلَعِـكَ العيون! حنينُهـا * * * أمـلٌ وَشوقٌ بَينَ ذلـك يَخفُـقُ

 

غلَـبَ الأسـى فينا وهاجَـت أَضلعٌ * * * بالذكريات وغـابَ صُبـحٌ مُشـرِقُ

 

رمضـانُ أَقبِل! فالقلـوبُ كَليمـة * * * و النَّفـس بيـن أنينهِـا تتمـزقُ

 

انظر إلى الساحات ِ! هل تلقى سوى * * * جُثـثٍ, ٍ,ٍ, مُكـوَّمَّـة و طَرفٍ, يُطـرقُ

 

وَهـزائمٍ, تلو الهـزائم ! و القـوا * * * رِعُ والأسى موجٌ يَثـور و يُحـدِقُ

 

وزلازلٍ, مـلءَ الـدَّيَـار كـأنّهـا * * * نُـذُرٌ تَشُـدٌّ على القلوبِ و تُطبِـقُ

 

والناس! ويحَ الناس في غمـراتهم * * * لـهـوٌ يُخَـدَّرُهُم و ذُلُّ يَطـرقُ

 

و تُسَـدٌّ أبوابُ المسالِـكِ دونهـم * * * قَـدَراً بمـا كَسَبوا وقهـراً يَصعَـقُ

 

رمضـانُ! أَحيِِ الذكـرَياتِ لعلَّنـا * * * يومـاً نُفيـق بِهـا ويوماً نَسبـقُ

 

أقبِـل ببَدرٍ,! و الزحـوفُ غـنيّـةٌ * * * للهِ تصفـو في الجهـادِ وَ تَصـدُقُ

 

و أعِـد لنا ذِكرى المياديـن الّتي * * * خَفَقَـت وجالَ بها الكمـاةُ السٌّبَّـقُ

 

و أعِـد لنـا ذِكرى الملاحِم رفرَفَت * * * راياتُهـا نَصـراً يَعِـزٌّ و يَخفِـقُ

 

كـلٌّ المواقـع لم تزل ذِكـرى لنـا * * * بِـدَمٍ, يفوح المِسـك منـه ويَعبـقُ

 

رَمضان! ويحي! كَيف نَلقَاهُ وقـد * * * غَلـبَ الهـوانُ بنـا وغَابَ المَنطِقُ

 

رمضـان أقبِل! ذكرياتُ النّصـرِ لا * * * تُمحـى! يُعيـدُكِ مغربٌ أو مَشـرقُ

 

قـد كنتَ يا رمضـانُ شَهـرَ إباءةٍ, * * * عِـزَّاً أجـلَّ ورايـةً لـك تسمـقُ

 

قـد كنـتَ شهـرَ ملاحِمٍ, ممتَـدَّةٍ, * * * حقّـاً يَجُـولُ و آيَـةً لا تَخـلـق

 

قَـد كنتَ تشهَـدُ أُمّـةً موصولـةً * * * صفّـاً تُجَمَّعُـهُ العُــرا و الموثِـقُ

 

واليـوم قَـد غلـبَ الصّراعُ فَمُزَّقُوا * * * إرَبـاً على أهوائهـم و تفـرّقُـوا

 

أُغضـي حَيـاءً إِن بَـدَت إطلالـةٌ * * * مِـنـه ونَحـنُ بنا الهـوانٌ المُرهِقُ

 

الـدَّار! يا لِلدار! كانَـت سـاحـةً * * * يُجـلى بهـا مَغنىً ورَوضٌ مُونِـقُ

 

أنّـى التفـتَّ زُهـورُها فوّاحـةٌ * * * عَبَقـاً ومِسـكٌ في الدّيـار يُـفَتَّـقُ

 

وتُمَـدٌّ أغصـانٌ يفيض عطاؤهـا * * * نُعمـى تطيبُ و كـلٌّ غصنٍ, مورقُ

 

واليـوم قد ذَبُـلَـت أَزاهرنا وَجَفّـ * * * ـت في الدَّيار وغاض نبـعٌ ريّـقُ

 

قـد كنتَ يا رَمضان تُشرق في ربى * * * الأقصى هُـدىً أَغنى وحقّـاً يَنطـقُ

 

واليـوم يمـرَحُ في مرابعـه اليهو * * * دُ وحولَـه صَمـتٌ هنالـك مُطَبـقُ

 

رِجسٌ يسود على الديـار و فتنـة ٌ * * * تعلـو وسُلطـانٌ يُـذِلٌّ و يـخنُـقُ

 

المسجـدُ الأقصـى! وطـالَ إِسارُهُ * * * وأنينُـه و حَـنـينُـه و تـشـوٌّقُ

 

ويكاد يَصرَخُ ثُمّ تُطـوَى صيحَـة * * * بين الضجيج وكـلٌّ دَربٍ, مُغـلَـقُ

 

رَمَضانُ أقبِـل! كَي تُعيد لنا جَـلا * * * لَ شَهـادةِ التَّـوحيـد نُوراًَ يُشـرقُ

 

لِتَضُـمَّ آفَـاقَ الـدَّيـار إِذا نـأت * * * ودَنَـت وطَـابَ جَمـالُها المُتألَّـقُ

 

واليـومَ تُقبـلُ والـدَّيـارُ كَـأنّهـا * * * قِـطَعٌ تَنَـاثَـرُ في الفضَـاءِ وتُطلَقُ

 

ويـكاد يَصـرَعُني الأسى خجلاً لما * * * نلقى! أََميـلُ ! أردٌّ طرفي! أُطرِقُ

 

انظُـر إِلـى أُمَـمٍ, هُنَـاكَ تهيَّـأت * * * لَكَ! قَـد أَعَـدَّت كلَّ مـا يتحقّـق

 

جَمَعُوا أطاييب الطَّعام و أسـرفـوا * * * ومَضَـوا إلى لهـوٍ, يضجّ و يُحـدق

 

يُحيُـون لَيلَهُـمُ بأَفنـانِ الهـوى * * * وإِلى دواعي \" الفـنّ \" حشدٌ أسبَـقٌ

 

ومَعَ النّهار هُـمُ الغفـاةُ النائمــو * * * نَ وحَـولَهم زَحـفُ العُـداةِ المُطبِقُ

 

أيـن الذين مَضَـوا إذا ما جِئتَهـم * * * هبّـوا لملحمـةٍ, تـدورُ وصـدَّقـوا

 

يحيـون لَيلَهُـمُ بـآيـات الهُـدى * * * ومـع النَّهـار هـم الأُبـاة السٌّبَّـقُ

 

قد كُنتَ تُشرقُ في ربى الإسلام يَجـ * * * مَعُهـا الهـدى ساحاً تَجـودُ وتُغدقُ

 

واليـومَ مُزَّقَتِ الدّيـارُ و قُطّعَـت * * * تلك الحِبالُ وغـاب عنهـا الرونَـقُ

 

أنّى التفـتَّ اليـومَ تَلقـى أَدمُعـاً * * * حَـرّى تُصَـبٌّ على دمٍ, يتـدَفّـقُ

 

تَلقَى الثَّكـالى واليتَـامى و الأَسـى * * * فَـوقَ الوُجـوهِ تَغيبُ فيه و تُرهَـقُ

 

وتـرى المجازرَ والعِـدا يتواثبـو * * * ن على الدّيـارِ وكلٌّ وثـبٍ, موِبـقُ

 

وترى بني الإسلام يَقتُـل بعضُهـم * * * بعضـاً ويُمعِـنُ في العِـداءِ ويُغرِقُ

 

وتَرَى عَـدوَّ المُسلمـين مَهَيمِنـاً * * * يُلقـي بأحمـالِ الـهَـلاك ويُطِلـقُ

 

مُتَـربَّصـاً! متسلَّلاً! فُتِحَـت لـه * * * جُـلٌّ الثٌّغـور فجـال فيها الفيلـقُ

 

وتَراهُ صفّـاً واحِـداً مُتَمـاسكـاً * * * والمسلمـون مَعَ الهَوان تفـرَّقـوا

 

رَمَضان أَقبِل! وامسحَنَّ من الأسى * * * وأعِد لنـا الأمَـلَ الـذي يتـألَّـق

 

واغسل قلوب المسلمين وضع بهـا * * * أملاً به تحيـا القلـوبُ و تخفـقُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply