صلاح الدين


 

بسم الله الرحمن الرحيم

لو لم تُبلِّغكَ الحياةُ مُناكا *** لَكَفاكَ أّنَّك قد قهرتَ عِداكا

 

لكَ سيرةٌ كادت تُمَثَّلُ للنٌّهى *** بَشَراً يُنافِسُ في العُلا أملاكا

 

ومفاخِرٌ يومَ استغاثَ الشَّرقُ مِن *** خطَرٍ, أَلمَّ ولَم يُجرهُ سِواكا

 

صرخُوا النَّفيرَ وأَطمعُوا أحشادَهم *** في ثَلِّ عرشِكَ واقتحامِ حِماكا

 

حَمَلوا الصَوارِمَ والقَنا بحماسةٍ, *** وأَتوا ميادينَ القِتالِ وِشاكا

 

قلتَ (الجهادَ) فماجَ حولَ لِوائِك السَّ *** امي فَيَالِقُ لا تهابُ عِراكا

 

ولَقِيتَهم بعزيمةٍ, لا تنثني *** والرَّأيُ نِبراسٌ يَؤُمٌّ خُطاكا

 

وإذا البطولةُ عُزِّزت بِدِرَايةٍ, *** كانت لإنقاذِ الشٌّعوبِ مِلاكا

 

عادوا بخيبةِ آمِلٍ, وتَمَلأَّت *** مِن مُجتنى النَّصرِ المُبينِ يَداكا

 

عادوا ولم يُخلِد بهم وَهنٌ إلى *** يأسٍ, وظلٌّوا يَفتِلون شِباكا

 

حتَّى إذا أخذَ الكرى بجفونِن *** زحفُوا وما لاقَوا قَناً كَقَناكا

 

أَوَما سمعتَ رطانةَ الإِفرَنجِ مِن *** حولِ الضَّريحِ تخوضُ في ذِكراكا

 

وكأنَّني بك قد همَمتَ بوثبة ال *** أسدِ الهَصورِ لو استطعتَ حِراكا

 

جاسوا المدائنَ والقِفارَ وأَرصدوا *** في كلِّ وادٍ, غاشِماً فتَّاكا

 

يا ليتني أدري ومِثلُكَ يُقتدى *** بمِثالِه بين الورى ويُحاكى

 

أَيُتَاحُ للشرقِ المُعَذَّبِ ذائدٌ *** يرمي ويَبلُغُ في النِّضالِ مَداك

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply