خبر هم النبي عليه الصلاة والسلام بإلقاء نفسه من ذروة جبل


 

بسم الله الرحمن الرحيم 

هذه شبهة يتداولها بعض الشبابº شبهة محاولة النبي محمد - صلى الله عليه وسلم - الانتحار في صحيح البخاري (6982) هل هي صحيحة؟ وإذا كانت صحيحة ما الذي منعه من الانتحار؟ أرجو التفصيل في هذا مع ذكر أقوال العلماء.

 

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فجواباً عن السؤال أقول - وبالله التوفيق -:

الحديث المذكور في صحيح البخاري (6982) هو حديث طويل في قصة بدء الوحي، من رواية الزهري عن عروة بن الزبير عن عائشة - رضي الله عنهما -. وقصة الانتحار جاءت في آخر متن الحديث، مقدمة بعبارة: \"وفتر الوحي فترةً حتى حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا حزناً غدا منه مراراً كي يتردَّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه، تبدَّى له جبريل، فقال: يا محمد: إنك رسول الله حقًّا. فيسكن لذلك جأشه وتقرَّ نفسه، فيرجع... \".

فواضحٌ من قوله في أول هذا الخبر: \"حزن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيما بلغنا.. \"، ومن قوله: \"فيما بلغنا\" خاصة أنه خبر ممن لم يسمع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وأنه خبر بلغ هذا الذي قال هذه العبارة دون سماع أو مشاهدة. ومثل هذه العبارة لا يقولها غالباً إلا رجل من التابعين أو من جاء بعدهم، ولا يقولها الصحابة - رضي الله عنهم - غالباً.

ولذلك فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن هذا الكلام من كلام الزهري، يرويه مرسلاً. وهذا هو الذي رجحه الحافظ ابن حجر في كتابه: فتح الباري (12/376). وعليه فهذا الخبر مرسل، والمرسل من أقسام الضعيف، وخاصة مرسل الزهريº لكونه من صغار التابعين، ولغير ذلك.

وإخراج البخاري لهذه اللفظة لا يلزم منه أنه ُيحكم بصحتهاº لأنه إذا أخرج الحديث، وأظهر علته (كما حصل هنا)، فإنه يكون قد أبرز ما يدل على عدم صحته، كما نبَّه على ذلك أهل العلم، في مواطن متعددة من صحيح البخاري. وبذلك يزول الإشكال بأن القصة لا تصح أصلاً.

والله أعلم، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply