آمال أمة


 

بسم الله الرحمن الرحيم

ولـدتكَ تبغي فـي الـحياةِ أنيسا * يَـرعى عـقولاً أو يـقودُ خميسا

ولَــرُبَّ أمٍّ, أمَّـلت فـي طـفلها * هـممَ الـملوكِ فـقامَ يحدو العِيسا

فـكُنِ الـهُمامَ يخوضُ لُجَّةَ حِكمةٍ, * أو يـرتدي سـيفاً ويـفتحُ خـيساً

ولـدتكَ سـمحَ النفسِ لا تدري لم * وضعوا السجونَ وأرسلوا الجاسوسا

تـبدو عـلى فَـمِك ابتسامةُ زهرةٍ, * جـادَ الـحيا بُـستانَها الـمأنوسا

وقَـضَيتَ حـيناً لا تُـسرٌّ ضغينةً * يـوماً ولا تُـبدي الـرِّضا تدليسا

وشـعرتَ مـن رُعيا أبيكَ بأنَّ في * أبـناءِ قـومِك سـائساً ومـسوساً

يـا ليتَ قلبَ أبيك بين ضلوعِ من * سـتكونُ فـي يـومٍ, لـه مرؤوسا

ما كنتَ تفقَه أنَّ فوق الأرضِ مجـ * ـرومـاً عـليه وجَـارِماً غطريسا

فـظَنَنتَها الفردوسَ حتى أَبصرَت * عـيناكَ حـقَّ ضـعيفِهم مبخوسا

يـسطو القويٌّ على الضعيفِ وربَّما * صارَ الضعيفُ على القويِّ رئيسا

حَـبَسوا عصيراً في الدِّنان وطالما * تـركوه فـي ظـلماتها مـحبوسا

أرأيـتَ كـيف سـطا على ألبابِهِم * بِـقَناً تُـسمَّى فـي البيانِ كؤوسا

مـاذا أبـى لـك أن تعيشَ مُقدَّسا * كـملائِكِ الـسَّبعِ الـعُلى تـقديسا

أُعـطيتَ مَـطلَعَ أَسعدٍ,، فحذار أَن * يـضعَ الهوى بَدَلَ السٌّعودِ نُحوسا

هـي فـطرةُ الـخلاَّقِ كالمرآةِ لا * تـلقى بـها عِـوَجاً ولا تـدنيسا

تـزدادُ يُـمناً مـا اتَّقيتَ، فإن دنا * مـنها الـخنا كـانت عليك بَسوسا

وَرِيـت زِنـادُ يـدٍ, تُؤاسي بائساً * ويــدٍ, تُـحطِّمُ لـلطٌّغاةِ رؤوسـا

وكَـبت زِنـادُ يـدٍ, غدت تبني لآ * مـالِ الـدٌّعاةِ الـمُصلحينَ رُموسا

يـا مـن يَعوقُ الخيرَ لستَ بفائتٍ, * يـوماً وإن طـالَ الـزمانُ عُبوسا

نـرثي لأقمارِ الدٌّجى والأرضُ قد * طَـمَست سناها بالخُسوفِ طُموسا

والأرضُ لـولا هـذه الأقـمارُ لم * تـلبس لأيـامِ الـكُسوف دُمـوسا

فـي الـعيشِ آلامٌ وفـي الآلامِ ما * يُـدنِي رَغـائِبَ أو يُـزيحُ بُؤوسا

شدٌّوا على الطفلِ القِماطَ فصاحَ مِن * جــزعٍ, يــرومُ لـشِدَّةٍ, تـنفيسا

والـغُمرُ يـأبى أن يَطوعَ لفاصدٍ, * يَـنفي دمـاً مـن راهشَيهِ خَسيسا

والشَّهمُ من عانى الخُطوبَ وراضَه * فَـغَدَت أَرقَ مـن الـنَّسيمِ مَسيسا

ونـفاسةُ الأشـياءِ فـي غـاياتِه * فـاحمَد رمـاءَك إن أصبتَ نفيسا

ضـلَّت سـبيلَ المجدِ نفسٌ فاخرت * نـفساً وعـدَّت مـنزلاً ولُـبوسا

كـم شـبَّ وغدٌ في الحلى ومقامه * صـرحٌ يـكادُ يُـناطحُ البِرجِيسا

لا فـخرَ فـي الـدنيا بغيرِ عزائمٍ, * تـفري الـحديدَ ولا تهابُ وطيسا

وإذا الـرَّويَّةُ أيـقظَت عَزمَ الفتى * مـلأت مـعاليه الـفِخامُ طُروسا

أَفـتَى دمـشقَ لديك ذِكرى راحلٍ, * لاقـى بـها الـتَّرحيبَ والـتأنِيسا

تـرتادُ روضـاً مُخصِباً وهَزارُهُ * يـشدو على الغُصنِ الأَنيقِ مَيوسا

تـجني ثـماراً أو تُـمتِّعُ نـاظرا * وتَـشُـمٌّ ريَّـا أو تَـلَذٌّ حَـسيسا

أمَّـا نـعيمُ الـرٌّوحِ فـهي هدايةٌ * تـلقى بـها وجـهَ الـحياةِ أنيسا

هـذا كـتابُ الله يُـبدي لـلورى * حِـكَماً كـما تُبدي السماءُ شُموسا

حُـجَجٌ تـذودُ عن النٌّهى شُبهاً ولو * حـامَ الـجُحودُ بـها لَـخَرَّ فَريسا

أَلـقى زِمـامَ سِـياسَةِ الـدٌّنيا إلى * مـلأٍ, رَعَـوهُ وأقـرضُوه نُفوسا

وأقــامَ سـوقاً لـلمكارِمِ نـاشرا * فـيـها بـمذياعِ الـبيانِ دُروسـا

لـولا هُـداهُ لَحارَ أذكى الناسِ في * إصـلاحِ أُمَّـتِه وعـادَ يَـؤوسا

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply