هي التي أطفأت بهجة العيد


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

تسارع بعض الناس قبل أيام العيد في اجتياز أُطر الفرحة والبهجة، فبادروا بإرسال التهاني بالعيد عبر هاتف الجوال قبل يوم العيد بأيام...

وهذا دليلٌ على وفائهم ورغبتهم في الوصال وتجديد العهد

لكن...

- لكل مقام مقال -

... فلا يحسن الإستعجال بمثل هذه الرسائل والتهاني عن وقتها المحدد... فقد قيل: عظمة النفس الإنسانية في قدرتها على الإعتدال، لا في قدرتها على التجاوز.

... ولا يجدرُ أيضاً أن يُكتفى بهذه الرسائل في الوصال والتهنئة، فالنفوس بيوت أصحابها فإذا أردنا التعامل الأمثل معها فليحصل التزاور، أو على الأقل الإتصال...

لقد تفاجأت كثيرا عن استخدام بعض المهنئين هذه الوسيلة (رسائل الجوال) إما بسبب الكسل، أو بسبب الهروب من الأفضل، أو بسبب حظوظ نفس خفيه، وقد اعتمد 85 % تقريباً من المهنئين على هذه الوسيلة فقط... فأصبحوا يوم العيد كأنهم في يوم عزاء...

لا تواصل...

ولا إتصالات...

ولا رسائل...

لأن الطاقة القصوى في التهنئه قد اُستنفدت قبل يوم العيد في رسائل الجوال...

ولو أراد الإنسان الأفضل والأبلغ في التهنئة بالعيد لسلك سبيل التزاور، وهذا لا يُغنينا عن استخدامه مع الأقارب والأرحام والجيران والأصدقاء...

أما من كان مقرٌّهُ بعيد، فأضعف الإيمان أن يتم الاتصال به لمعايدته، ولا بأس من إرسال رسالة تعبر عن ما في النفس من مشاعر بشرط أن لا تكون الرسالة مصابة بمرض التكرار...

حقيقةً أن هذه الرسائل أطفأت بهجت العيد...

وأحرمتنا من التزاور والتواصل...

وأفقتدنا سماع أصوات الأحباب والأصدقاء...

وأنا من خلال هذه الكلمات لا أطالب بإلغاء الرسائل البتَّة، لكني أطالب بالاعتدال في التعامل معها...

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply