وقفات مع زلزال المغرب وإعصار ليبيا


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:

- هذه الأحداث من آيات الله، يرحم بها من يشاء ويعذب بها من يشاء، ويعتبر بها المؤمن ويُعرض عنها الغافل.
- قد يعجز العقل عن فهم حكمة الله في مثل هذه الأحداث، فينبغي أن يُسلّم الأمر لله، ويرضى بقضائه، ويتلمس مرضاته، ويخشى عقابه، ويستهدي بوحيه، ويطمئن بذكره، ويلجأ إليه.
- كم من عبودية صالحة وُلدَت من رحِم هذه الأحداث؛ فيتعاطف المسلمون، وتتكاتف الأمة، وتصعد الأدعية من مشارق الأرض ومغاربها متعانقة في السماء تحمل همّ هذه الأمة، ويتسابق المؤمنون إلى التضحية والبذل، ويتنافس المحسنون في الرضا والتسليم.
- أخبرنا القرآن أن الأمم تموت وتنهار عندما يسيطر عليها شعور "حذرَ الموت"، وعلمتنا السنّة أن الأمم تتكالب علينا عندما نحب الدنيا ونكره الموت؛ فتأتي هذه الأحداث لتقتل فينا الخوف من الموت، وتعلمنا أن الموت محيط بنا ولو كنا في بروج مشيدة، وأنّ الأيام دُوَل؛ فينشأ الفتى لا يخاف إلا الله، ولا يستجيب لطاغية أو عدو خشية الموت، فلقد أيقن أن الله وحده يحيي ويميت ويقبض ويبسط؛ لأنه قد تعلم من البلاء ما لم يتعلمه من البشر، فما لايقوم به العلماء يقوم به البلاء.

 

وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply