النبي في شهر شعبان


بسم الله الرحمن الرحيم

 

كان من هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - الصيام في شهر شعبان، سواء كان لغفلة الناس في هذا الشهر الذي يأتي بين شهر الله الحرام وشهر الصيام.

أو لقضاء النوافل التي كان من عادة النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يثبتها فإن فات موعدها قضاها، أو مشاركة لزوجاته اللاتي يقضين ما عليهن في شهر شعبان وكل ذلك وارد.

 

يقول فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد من علماء المملكة السعودية

عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم وما رأيت رسول الله استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان رواه البخاري برقم (1833) ومسلم برقم (1956)، وفي رواية لمسلم برقم (1957): كان يصوم شعبان كله، كان يصوم شعبان إلا قليلا، وقد رجح طائفة من العلماء منهم ابن المبارك وغيره أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يستكمل صيام شعبان، وإنما كان يصوم أكثره، ويشهد له ما في صحيح مسلم برقم (1954) عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: ما علمته - تعني النبي- صلى الله عليه وسلم - صام شهرا كله إلا رمضان وفي رواية له أيضا برقم (1955) عنها قالت: ما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان، وفي الصحيحين عن ابن عباس قال: ما صام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - شهرا كاملا غير رمضان أخرجه البخاري رقم 1971 ومسلم رقم 1157، وكان ابن عباس يكره أن يصوم شهرا كاملا غير رمضان، قال ابن حجر - رحمه الله -: كان صيامه في شعبان تطوعا أكثر من صيامه فيما سواه وكان يصوم معظم شعبان.

 

وعن أسامة بن زيد - رضي الله عنهما - قال: قلت يا رسول الله لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان، فقال: ذاك شهر تغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم رواه النسائي، أنظر صحيح الترغيب والترهيب ص 425، وفي رواية لأبي داود برقم (2076) قالت: كان أحب الشهور إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان. صححه الألباني أنظر صحيح سنن أبي داوُد 2/461

 

قال ابن رجب - رحمه الله -: صيام شعبان أفضل من صيام الأشهر الحرم، وأفضل التطوع ما كان قريب من رمضان قبله وبعده، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها وهي تكملة لنقص الفرائض، وكذلك صيام ما قبل رمضان وبعده، فكما أن السنن الرواتب أفضل من التطوع المطلق بالصلاة فكذلك يكون صيام ما قبل رمضان وبعده أفضل من صيام ما بَعُد عنه.

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply