المتشائمون


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

لازالت بعض الأمور البدعية والخرافات موجودة في أذهان من ابتلوا بالجهل والتخلف وعشق الخرافات والسعي وراء الأكاذيب والدجل فقد درج البعض من الناس على التشاؤم في هذا الشهر (شهر صفر) فلا يخطب أحدهم ولا يتزوج، ولا يعقد نكاحا ولا يبرم صفقة ولا ينشئ سفرا، بل يجتنب التداول في الأسهم ظنا منه أن هذا الشهر تنعدم فيه حظوظ السعد، فيا ترى ما السبب في ترسيخ هذه العادة؟ وما الذي أسهم في انتشارها؟

(الدعوة) طرحت الموضوع على عدد من أصحاب الفضيلة لعلاج هذه العادة الجاهلية التشاؤم بالشهور والأيام فماذا يقول العلماء:

تحدث في البداية فضيلة الشيخ الدكتور سعد بن عبد الله البريك قائلا: البعض - هداهم الله - يتشاءمون من شهر صفر، ومن بعض الأيام في السنة وهذا من التشاؤم المنهي عنه في الشريعة الإسلامية، وهو من جنس الطيرة التي أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - بأنها من أمر الجاهلية، فقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا عدوى ولا طيرة، ولا هامة ولا صفر) والتشاؤم بشهر صفر من الطيرة المذمومة التي وقع فيها بعض الناس، فلا تراهم يتزوجون فيه ولا يسافرون، ولا يذهبون أو ينزلون أو ينتقلون، وهو شيء يجدونه في أنفسهم لا أصل له، إذ إن شهر صفر كسائر الشهور يقع فيه الخير والشر، وقد يفضي هذا التشاؤم إلى شيء من الشرك والعياذ بالله، لمن غالى في تطيره وتشاؤمه، فظن أن للأيام فعلا بذاتها من دون تدبير الله وقضائه وقدره. عن عروة بن عامر - رضي الله عنه - قال: (ذكرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: أحسنها الفأل، ولا تردوا مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره، فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع بالسيئات إلا أنت، ولا حول ولا قوة إلا بك). رواه أبو داود بسند صحيح.

والإنسان إذا بالغ في تشاؤمه من يوم معين، أو من شهر معين، فكأنما يظن أن لهذه الأيام فعلا وتدبيرا في إحداث بعض المقادير والأقدار، وإنما الأمور بيد الله - سبحانه وتعالى -، لا يأتي بأحسنها إلا هو، ولا يدفع السيئ منها إلا هو.

فضيلة الشيخ الدكتور إبراهيم بن صالح الخضيري القاضي بمحكمة التمييز بالرياض أوضح أن وسائل الإعلام تلعب دورا كبيرا في انتشار هذه العادة الجاهلية: لا شك أن التشاؤم والطيرة قد حرمهما الشارع الحكيم ونبه إلى خطورتهما وذكر شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب في باب ما جاء في التشاؤم والطيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، وفر من المجذوم فرارك من الأسد، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الطيرة وقال: لا ترد مسلما وكان - صلى الله عليه وسلم - يعجبه الفأل الحسن وبين لنا أنه إذا رأى الإنسان ما يكره أن يقول: اللهم لا خير إلا خيرك ولا طير إلا طيرك ولا إله غيرك ثم يمضي ولا يرده شيء قال الشاعر:

لعمرك ما تدري الطوارق بالحصى  * * * ولا زاجرات الطير ما الله صانع

 

كما قال الآخر:

وما أنا ممن تزجر الطير همه  * * * أطار غراب أم تعرض ثعلب

 

وأوضح الشيخ الخضيري أن التشاؤم والطيرة مبعثهما تعلق كثير من أبناء المسلمين الجهلة في وسائل الإعلام التي تأتي بأفلام تعلم الناس كيف يتشاءمون وكيف يتطيرون وتركب الأحداث على طريقة إبليسية تغرس معها في قلوب الناشئة عبر أفلام الكرتون أو الأفلام الأخرى كيف يكون التشاؤم ؟ كيف تكون الطيرة ؟ وهذا مسلك خطير ينبغي على خطباء المساجد وعلى مسئولي الإعلام الذين يتولون توعية المسلمين أن يتنبهوا لهذا الخطر ويبينوا خطر الطيرة والتشاؤم فإن هذا أمر يجب أن يؤمن الإنسان بقضاء الله وقدره وهذا يناقض الإيمان بالقضاء والقدر، والقدر سر الله - جل وعلا - في خلقه فلا بد أن نؤمن بقضاء الله وقدره خيره وشره من الله - تعالى -.

الدكتور علي بن عبد العزيز الشبل الأستاذ بقسم العقيدة بجامعة الإمام من ناحيته قال: إن من العقائد الجاهلية، والعوائد الفاسدة البدعية، والظنون الكاذبة، اعتقاد الشؤم بزمان كيوم أو شهر أو سنة، أو اعتقاد الشؤم والتطير ببعض الناس كالأعمى والأبرص والأعور أو بعض المخلوقات كالغراب والبوم من الطيور، أو العقرب والفار من الزواحف، أو الهواء والبرد والحر ونحو ذلك.

ومن الناس من يتعلق قلبه بالتشاؤم من يوم الجمعة، لأنه يتلوه يوم السبت وفيه العمل والدراسة، أو يتشاءم من يوم السبت كون أول أيام الوظائف في الأسبوع.

وهذا كله مخالف للعقيدة الإسلامية، باعتقاد التطير والتشاؤم من الأزمان أو بعضها أو من المخلوقات. ولقد كان من عوائد الجاهلية الأولى التطير واعتقاد الشؤم والنحوس بشهر صفر بعد شهر الله المحرم فيحرم، وكان لهم في شهر صفر فعلان محذوران، يقدحان في إيمانهم بالله وبقضائه وقدره، والتوكل عليه:

1- أو لهما: إنهم كانوا يؤخرون وينسؤون شهر الله المحرم إلى شهر صفر ليحلوا شهر الله المحرم ويذهبوا عنه حرمته على الشهور، فيقعوا في ظلم أنفسهم، وظلم غيرهم، وظلم ربهم، وهو ما عابه الله عليهم بقوله -تعالى -من سورة التوبة: {إنما النسيء زيادةِ في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما ليواطئوا عدة ما حرم الله فيحلوا ما حرم الله زين لهم سوء أعمالهم والله لا يهدي القوم الكافرين} [التوبة: 37].

2- والمحذور الثاني: من فعل الجاهلية، أنهم كانوا يتشاءمون من شهر صفر وأنه شهر مشؤوم، فكانوا يمنعون السفر فيه، أو الحرب فيه، وأن من سافر فيه لقي حتفه أو ما يضره. وقد أبطل النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك كما جاء في الصحيحين من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر). فقال إعرابي: يا رسول الله: فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء، فيخالطها البعير الأجرب فيجربها؟ فقال - صلى الله عليه وسلم - فمن أعدى الأول؟

والتشاؤم بشهر صفر أو بيوم الجمعة أو يوم السبت أو غيرها من الأوقات أو بالمخلوقات أو بالطيور كله من جنس الطيرة والتطير التي نهى عنها النبي - صلى الله عليه وسلم -، وعدها شركا، كما في حديث ابن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (الطيرة شرك، وما منا إلا، ولكن الله يذهبه بالتوكل) رواه أهل السنة إلا النسائي.

فضيلة الشيخ عبد العزيز بن محمد الحمدان الداعية الإسلامي أرجع الأمر إلى المعاصي التي تصدر من العبد وأنها سبب ربحه وخسارته، إذ هي متعلقة بسخط الله - تعالى -، داعيا لهجرها وهجر أماكنها، لأنها شؤم فيقول مستشهدا بكلام الحافظ بن رجب - رحمه الله - إذ يقول: (وأما تخصيص الشؤم بزمان دون زمان كشهر صفر أو غيره فغير صحيح، وإنما الزمان كله خلق الله - تعالى - وفيه تقع أفعال بني آدم، فكل زمان شغله المؤمن بطاعة الله فهو زمان مبارك عليه، وكل زمان شغله العبد بمعصية الله فهو شؤم عليه)، فالشؤم في الحقيقة هو معصية الله - تعالى -، فالمعاصي والذنوب تسخط الله - تعالى - وإذا سخط الله على عبده شقي في الدنيا والآخرة، كما أن الطاعات ترضي الله - تعالى - وإذا - رضي الله - عن عبده سعد في الدنيا والآخرة، والعاصي مشؤوم على نفسه وغيره، فإنه لا يؤمن أن ينزل عليه عذاب فيعم الناس خصوصا من لم ينكر عليه عمله، فالبعد عنه متعين، مشيرا فضيلته أيضا لأماكن المعاصي فيتعين البعد عنها والهرب منها خشية نزول العذاب كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه لما مروا على ديار ثمود بالحجر: (لا تدخلوا على هؤلاء المعذبين إلا أن تكونوا باكين خشية أن يصيبكم ما أصابهم)، فهجر أماكن المعاصي وهجران العصاة من جملة الهجر المأمور بها فإن المهاجر من هجر ما نهى الله عنه، فالواجب الحذر من الذنوب فإنها مشؤومة، وعقوبتها وخيمة، ولنعمر بيوتنا وأوقاتنا بطاعة الله ولنعلق قلوبنا بالله خوفا ورجاء ومحبة ولنلم أنفسنا ولنعلم أن ما أصابنا مما نكره إنما هو سبب ذنوبنا لا بسوء عمل الإنسان.

ومن تشاءم بشهر من الشهور أو بيوم من الأيام أو ساعة من الساعات أو سب شيئا من ذلك فإنه إنما يسب الله- تعالى -كما في الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم - قال تعالى-: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر وأنا الدهر أقلب الليل والنهار)، وفي رواية (لا تسبوا الدهر فإنه الله هو الدهر)، فالعرب كان من شأنها ذم الدهر عند النوازل لأنهم كانوا ينسبون إليه ما يصيبهم من المصائب والمكاره فيقولون: أصابتهم قوارع الدهر وأبادهم الدهر، فإذا أضافوا إلى الدهر ما نالهم من الشدائد سبوا فاعلها فكان مرجع سبها إلى الله - تعالى -، إذ هو الفاعل في الحقيقة وما يجري في الدهر من خير أو شر فهو بإرادة الله - تعالى -، فالخير تفضل من الله، والشر بسبب ذنوب العباد ومعاصيهم، فالواجب تعليق الآمال بالله والتوكل عليه حق التوكل: {ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدرا} [الطلاق: 3].

 

من خصال الجاهلية

ويؤكد فضيلة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله العمار أن موضوع التطير والتشاؤم من الأمور المهمة لأنها تتعلق بأمر عظيم، وهو أمر الإيمان بالله - سبحانه وتعالى -، وبادي ذي بدء فإن الإيمان بالله - سبحانه وتعالى - والتوحيد له والإخلاص هو الأساس المتين لهذا الدين، يقول الله - تعالى -: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} (56) ما أريد منهم من رزق وما أريد أن يطعمون (57)} [الذاريات]، والله خلقنا لعبادته وأمرنا بتوحيده وطاعته وأرسل دعاة للتوحيد وخلاص الدين، قال - تعالى -: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون} [الأنبياء: 25]. والعقيدة الصحيحة والدعوة إليها هو أهم الأمور وآكدها لأنها الأساس التي بني عليها الأعمال، ولذا كان نصيب هذا الجانب عظيما في القرآن الكريم ودعوة الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وقد أولى العلماء في كافة القرون أمر العقيدة واهتموا به، وكما يقول شيخ الإسلام - رحمه الله -: (دين الإسلام مبني على أصلين: على أن يعبد الله وحده لا يشرك به شيئا وعلى أن يعبد فيما شرعه على لسان نبيه - صلى الله عليه وسلم -، وهذان هما حقيقة قولنا لأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، والعبادة لله وحده - سبحانه وتعالى - فلا يصلى إلا لله ولا يصام إلا لله ولا يحج إلا لبيت الله الحرام والخوف منه - سبحانه وتعالى -. ويشير العمار إلى التطير والتشاؤم من خصال الجاهلية، فالتطير هو التشاؤم واشتقاقها من الطير، وهو التشاؤم من الطيور والأسماء والألفاظ والبقاع والأشخاص وغير ذلك. فإذا عزم شخص على أمر من أمور الدين أو الدنيا فرأى ما يسمع أو يكره أثر فيه، فإن رأى ما يسره أمضاه وإن رأى سوءا تشاءم منه. والتطير كان قويا في الأمم وقد أخبر الله - تعالى - أن فرعون وقومه تطيروا بموسى وبمن معه، قال - تعالى -: {فإذا جاءتهم الحسنة قالوا لنا هذه وإن تصبهم سيئةِ يطيروا بموسى ومن معه ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون} [الأعراف: 131]. وتشاءم قوم صالح بصالح، قال - تعالى -: {قالوا اطيرنا بك وبمن معك قال طائركم عند الله بل أنتم قومِ تفتنون} [النمل: 47]، وكان الرد عليهم جميعا أن الشر ما جاءهم إلا من عند أنفسهم وعنادهم لسنة الله في الحياة، قال - تعالى -: {ألا إنما طائرهم عند الله ولكن أكثرهم لا يعلمون} [الأعراف: 131].

 

الشرك المنافي لكمال التوحيد:

ويوضح الشيخ العمار بعضا من نماذج لتشاؤم الناس كمثل الديار والمراكب والأرقام مثل رقم (13) وكل هذه الأمور المنهي عنها، والمسلم مطالب بالفأل وهي الكلمة الحسن يسمعها الإنسان ويستبشر بها.

وللأمم في التشاؤم من الأيام والساعات والأصوات والعادات شيء عجيب، ولذا جاء النهي الشديد عنه، وعن الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (أن الطيرة من الجبت وهو السحر) أخرجه أبو داود في سنته في كتاب الطب، يقول: (العيافة والطيرة والطرق من الجبت) والجبت هو السحر، فسره بذلك عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ورواه البخاري تعليقا.

وقد حذر الإسلام من الطيرة والتطير، ففي سنن أبي داود والترمذي، عن عبد الله بن مسعود أن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: (الطيرة شرك، الطيرة شرك، وما منا إلا،،، ولكن الله يذهبه بالتوكل)، وقوله: (وما منا إلا) في هذا الكلام فيه جملة محذوفة تقديرها (وما منا إلا قد تعتريه الطيرة)، وقد سبق إلى قلبه الكراهة له فحذف ذلك اختصارا واعتمادا على فهم السامع.

ومضى العمار في حديثه أن التطير من الشرك المنافي لكمال التوحيد، ولكنه تعلق على غير الله واعتقاد بحصول الضرر من مخلوق لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، ولكونه من إلقاء الشيطان ووسوسته، ولكنه يصدر عن القلب خوفا وخشية وهو ينافي التوكل.

وإنما جعل التطير شركا لاعتقادهم أن ذلك يجلب نفعا أو يدفع ضررا، فكأنما أشركوا مع الله، وهذا الاعتقاد مناف لما قرره الله في قوله: {وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم} [يونس: 107]. والتشاؤم والتطير باب من أبواب الشرك ويذهب التوكل على الله - سبحانه وتعالى -، قال - تعالى -: {إياك نعبد وإياك نستعين} [الفاتحة: 5]، وقال - تعالى -: {فاعبده وتوكل عليه} [هود: 123]، وقال - تعالى -: {ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه أنيب} [الشورى: 10]. والتطير لا يقوم على أسس صحيحة علمية وإنما على الخيالات والأوهام في الحديث الصحيح، قال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: (لا عدوة ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا غول)، وقال: (لا عدوة ولا طيرة، ويعجبني الفأل، قالوا: وما الفأل؟ قال: الكلمة الطيبة). وروى عن ابن مسعود (الطيرة شرك) فالنبي - صلى الله عليه وسلم - أوضح لأمته وبين فساد الطيرة والتشاؤم، وكان يعجبه الفأل لأنه حسن الظن بالله، والعبد مأمور أن يحسن الظن بالله، والطيرة سوء الظن بالله وتوقع البلاء، وبينهما فرق في الحكم.

 

العلاج للتطير والتشاؤم

وكعلاج لهذا الداء قال الشيخ الشبل روى الإمام أحمد وغيره عن عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (من ردته الطيرة عن حاجته فقد أشرك)، قال: وكفارة ذلك أن يقول أحدهم: اللهم لا طير إلا طيرك، ولا خير إلا خيرك ولا إله غيرك. أو يقول كما جاء في حديث عروة بن عامر- رضي الله عنه - قال: ذكرت الطيرة عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أحسنها الفأل، ولا ترد مسلما، فإذا رأى أحدكم ما يكره فليقل: اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت، ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك)، رواه أبو داود والبيهقي والبغوي، وغيرهم وصححه الشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره, وما هذا العلاج والدواء بهذين الدعاءين الجامعين منه - صلى الله عليه وسلم - إلا لعلاج ما قد يطرأ على الخاطر من أمر التطير والتشاؤم، فيدافع بالاعتقاد الحق في الله وقدره، وبترك الحول والقوة بغيره - سبحانه -، والواقع أن الذنوب أعظم شؤم وأعظم خطرا ويجب على المسلم أن يحفظ دينه وقلبه وعقيدته من هذه القوادح والخوارم التي تخرم إيمانه وتوحيده الله، كما ويجب عليه أن يصحح قصده وتعلقه بربه من شوائب الجهل والعوائد الفاسدة، ويتواصى بذلك مع أهله وإخوانه المسلمين، دعوة ونصحا ومجاهدة لما يرد من هذه البدع والمخالفات.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply