زمردة


 بسم الله الرحمن الرحيم
 

زُمُرٌّدَةٌ سَكَنَت في عَيني *** بَينَ القَزَحِيَّةِ والجِفنِ

 

مُمَوَّجَةَ اللَّونِ مُزَركَشَةً ***  كالطَّيفِ وليسَ بِحَدَّينِ 

 

خضراءُ كَلَونِ حَضَارَتِنَا ***  زرقاءُ كَلَونِ النَّهرَينِ 

 

لكن تتأرجَحُ أحياناً ***  كَي تَبدوَ ما بَينَ البَينِ 

 

القلبُ يذوبُ لِذِكراها ***  فَيَسيلُ الدَمعُ كَسَيلَينِ 

 

وتَفيضُ المُقلَةُ بالعَبَراتِ ***  الجاريةِ لِوَجَعِ الخَدَّينِ 

 

* * *

 

زُمُرٌّدَةٌ تَغفو تَحتَ الرِّمشِ ***  وتَصحو بِتُراثِ الجَدَّينِ 

 

رَمَدٌ يَنسَلٌّ وحُمَّى تَفتِكُ ***  فاللصٌّ يَرومُ زُمُرٌّدَتَينِ 

 

زُمُرٌّدَةٌ صاحَت***  وامُعتَصِمٌ ***  حتى أسمَعَت الثَّقَلَينِ 

 

لكِنَّ الآنِكَ في الآذانِ ***  ومُعتَصِماً تَحتَ الحَجَرَينِ 

 

فَعَمُورِيَّةُ صَارَت ذِكرى ***  وحَصِيلَتُنا أُحُدٌ بِحُنَينِ 

 

 * * *

 

رَمَدٌ في العَينَينِ يَعيثُ ***  ويَهتِكُ لِصُّ قَرنِيَّتَينِ 

 

أينَ زُمُرٌّدَةُ المَنصورِ؟! ***  وزُمُرٌّدَةُ المأمونَينِ؟ 

 

بَحَثَ اللصٌّ فَصَالَ ***  وجَالَ سَحَقَ البؤبؤَ والمُقلَتَينِ 

 

كُلٌّ لصوصِ الدنيا سَألوا ***  أينَ بَريقُ زُمُرٌّدَتَينِ؟ 

 

فَأجابَ القَلبُ الهادِرُ أبداً ***  سَتَعودونَ بِخُفِّ حُنَينِ 

 

فأنا أَحمِي مَحبوبَتَيَّ ***  ومُستَمسِكٌ أنا بالأبهَرَينِ 

 

فَقُرَّةُ عَينٍ, بهذا البُطَينِ ***  وقُرَّةُ عَينٍ, بذاكَ البُطَينِ 

 

 * * *

 

زُمُرٌّدَةٌ تَحكي حِكَايَةَ شامٍ, ***  وأُخرى تُؤَرِّخُ للرافِدَينِ 

 

فَهَا ذي دمشقُ تَئِنٌّ وتَبكي ***  وبغدادُ تَذرِفُ دَمعَ الحُسَينِ 

 

فَمَتى تحنو زُمُرٌّدَتَانِ ***  بِسَهَرٍ, وحُمَّى كَالتَّوأَمَينِ؟ 

 

ومَتى خالِدُ يَعضُدُ سَعداً ***  ويَزحَفُ قعقاعُ بالخَمِيسَينِ؟ 

 

ومَتى المُغيرَةُ يَخلَعُ رُستُمَ ***  والمثنّى يَمتَشِقُ السَّيفَينِ؟ 

 

ومَتى القادسيّةُ تَحكي ***  لِحِطّينَ حِكَايَةَ الفِيلَينِ؟ 

 

ومَتى يَفِيقُ ابنُ العَلقَمِيِّ ***  والفارِسِيٌّ وذو العَقرَبَينِ؟ 

 

ومَتى يُسحَقُ ذَيلُ الأفعى ***  بعدَ بَترِ الرَّأسِ والنَّابَينِ؟ 

 

ومَتى يُطَوَّقُ ذَنَبُ الرٌّومِ ***  بِوِزرِ الخائِنِ والخِيانَتَينِ؟ 

 

ومَتى مَيسَلونُ سَتَغضَبُ ***  غَضبَةَ مُضَرٍ, والعُمَرَينِ؟ 

 

ومَتى بَرَدَى سَيَهدُرُ نَخوَةً ***  لِهَدِيرِ دِجلَةَ والفُراتَينِ؟ 

 

فَمَتى يَنبُضُ قَلبٌ ويَغضَبُ؟! ***  ومَتى الشِّريانُ يُرفَدُ بالشٌّرَيِّنِ؟
 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply