المنعطف الأخير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 ((أسرف في ذنوبه.. ثم حانت اللحظة العليا.. لحظة الانعطاف إلى القمة))

 

أسرى به نحو الخلـود جهـادُهُ *** ويقينُه أنّ الشهــادة زادُهُ

 

إن كان أسرف بالذنوب فؤادُهُ *** فلقد محا تلك الذنوبَ رمادُهُ

 

كم حار سعياً خلف تيهِ سرابهِ *** ولكم دنا، فازداد ثـَمَّ بعادُهُ!

 

كم قيل: هيّا يا أخي نمضي إلى *** درب العُلا في عزمةٍ, نرتادهُ

 

لكنه قـد غـاله كأسُ الهـوى *** لولا بقية ُ نخـوةٍ, تعتادهُ

 

أولى له أن ينتهي من غِيـّه ِ*** ليطوفَ من حول الحمى آسادُهُ

 

هو ظامىءٌ مهما ارتوى من ذا الهوى***هو حائر فمتى يعود رشادهُ!

 

في ليلةٍ, ظلماءَ حالكةِ الدجى *** هتفت به " وامسلماهُ " بلادُهُ

 

"يا خيلُ، يا أنصارَ أحمد أينكم؟ " *** فجفاه من هول النداء رقادُهُ

 

وإذا به في ليله متململا ً*** فانظر له لمّا استفـاق فـؤادُهُ

 

" الله أكبرُ" جلجلت في ثغره *** وبومضةٍ, سبق الجيادَ جوادُهُ

 

ومضى به في دربه يقتادهُ *** في عودةٍ, للخلدِ.. طابَ مَعادُهُ

 

" لبيك ربي.. رغم ذنبي ها أنا" *** ناجى بها ربَّ العباد فؤادُهُ

 

عجبي له! إمضاؤهُ في بيعهِ *** فدماؤه فوق التراب مدادُهُ!

 

هو فارسٌ لله باع حيـاتهُ *** فمُرادُ ربِّ العـالمين مرادُهُ

 

هو فارسٌ لله باع دمـاءَه *** من يشتري؟.. ذا سيفُه وجوادهُ

 

دمُه هنا... عارٌ على أولادهِ *** إن نـام عن ثـأرٍ, له أولادُهُ

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply