زلزال وعظمة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

بينما الناس في بيوتهم آ، يرفلون في نعمة من الله وفضل..

 

وإذا البحر يهيج كالغضبان وترتفع أمواجه عشرات الأمتار..

 

فتبهر العيون وتحار الأفكار، ويفر الناس ولكن إلى أين يلجؤون، ماذا يصنعون وإلى أين يلجؤون؟

 

إذا الماء الذي يه يستمتعون وببرودته متلطفون. ينقلب كالأسد الضاري فلا يدع شيئاً إلا أغرقه ولا بيتاً إلا حطاماً.

 

إن ذلك شاهد عظيم على عظمة الله جل جلاله، وعلى ضعف البشر. فماذا صنعت الدول بأجهزتها وقوتها أمام هذا الجندي من جنود الله.

 

عجباً لك أيها الإنسان هذه قوتك وأنت تنكر العزيز الجبار!

 

 

لو أنا أنفاس العباد قصائد ** حفلت لمدحك في جلال علاكا

 

ما أدركت ما تستحق وقصرت ** عن مجدك الأسمى وحسن سناكا

 

ننظر إلى آيات الله وعظاته في عباده فنتفكر في كل شيء إلا فيها نتناساها وهي عن أيماننا وشمائلنا.

 

وهي قد أصابت دولاً أقوى منا بأساً وأكثر عدداً، فمات فيها من هو أصح منا.

 

نعرف بعقولنا هذه الحقيقة ولكن ننساها بشعورنا وعواطفنا وكأنها قد كتبت على كل أحد إلا نحن.

 

هذا شيء من مظاهر عظمته فعظموا الله حق التعظيم.

 

إن الإيمان بالله مبني على تعظيمه - سبحانه -، فهذه السماوات العظيمة قال الله عنها: {تكاد السماوات يتفطرن منه}.

 

قال المفسرون: تتشقق من عظمة الله، وقد لام الله من لم يعظم الله حق التعظيم: {ما لكم لا ترجون لله وقاراً}.

 

تعظيم الله هي روح عبادته - سبحانه -.

 

ورد في حديث ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قرأ هذه الآية على المنبر، ورسول الله يحرك بيده يقبل بها ويدبر « يمجد الله نفسه أنا الجبار أنا المتكبر أنا الملك أنا العزيز ». فرجف المنبر برسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى قلنا ليخرن به.

 

لو علم العباد ما لله من عظمة ما عصوه ولو علم المحبون ما لله من جمال وكمال ما أحبوا غيره، ولو علم العباد فضله وكرمه ما رجوا سواه.

 

هو الله سلوة الطائعين وملاذ الهاربين وملجأ الخائفين.

 

سمع أحد العباد قارئاً يتلو: {فأعلم أنه لا إله إلا الله} فقال: أواه وارتفع البكاء.

 

وسمع أحد الملوك الصالحين أحد القراء يتلو: {شهد الله أنه لا إله إلا هو....} الآية. فجلس يبكي ويقول: وأنا أشهد مع الشاهدين.

 

قال أبو معاذ الرازي: لو تكلمت الأحجار ونطقت الأشجار وخطبت الأطيار لقالت: لا إله إلا الله الملك القهار.

 

وجد إبراهيم بن درهم ورقة مكتوب فيها لا إله إلا الله فبكى وحملها وطهرها وطيبها فطهر الله نفسه وطيب اسمه.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply