بين العادة والتغيير


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

مما لاشك فيه أن الإنسان الناجح في حياته هو الذي يسعى دائماً إلى التغيير من ذاته وتطويرها إلى الأحسن، وذلك يتطلب عزيمة صادقة ورغبة جادة مع استغلال الوقت فيما يعود عليه بالنفع والفائدة.

فمن أراد التغيير فعليه أن يتحرر من قيود بعض العادات غير المقبولة مثل قولهم: (من شب على شيء شاب عليه) وقولهم: (الطبع يغلب التطبع).

والحقيقة أن عملية التغيير تبدأ من الإنسان نفسه كما جاء في قول الله - تعالى -: " إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " سورة الرعد 11.

والإنسان الناجح هو الذي يضع بصمته وتوقيعه على خريطة العالم، ويسجل اسمه في سجل الزمن ودفتر التاريخ، ويتغلب على الصعوبات ويزيل المعوقات من طريقه، ومما لا شك فيه أنه عندما تستطيع تطوير معارفك ومهاراتك وقدراتك وحتى تصرفاتك فسوف تكون أقدر على التأقلم مع التغيير، وسوف تكون صانعاً له لا ضحية له، إضافة لاستعدادك لاستقبال الأفكار ووجهات النظر الحديثة.

ولا يخفى على الجميع أن هناك عوامل قد تساعد الإنسان على التغيير منها على سبيل المثال:

الدعاء، وطلب العون من الله - تعالى - في كافة الأمور كلها  

إذا لم يكن عون من الله للفتى  

                            فأول ما يجنى عليه اجتهاده ُ

 

ومن العوامل المهمة في التغيير الركوب في بحر العلم والغوص في أعماقه وقطف ولو شيء من ثماره كما قال الشاعر: 

ومن لم يذق طعم التعلم ساعة  

                        تجرع كأس الجهل طول حياته  

ومن العوامل الطموح والرغبة في الوصول إلى أعلى المراتب في الدنيا والآخرة

إذا غامرت في شرف مروم  

                            فلا تقنع بما دون النجــــــوم  

فطعم الموت في أمر حقير  

                            كطعم الموت في أمر عظيم

 ومن أفضل العوامل وأنفسها من عوامل تغيير الذات هو تربية النفس وتهذيبها على علو الهمة كما قال القائل:

 والنفس راغبة إذا رغبتها  

                           وإذا ترد إلى قلــــيل تقنع

ولعل أكثر عناصر التغيير إيجابية وثمرة هو كثرة القراءة والاطلاع فهي الغذاء الناجع للعقول وصدق القائل:

 وكيف يكون في البستان غرس  

                                  إذا ما عطلت عنه السواقي

آخر الكلام

أتأمل في قول سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - وهو يقول: (إذا كانت الروح تعمل فالجوارح لاتكل). 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply