صحيفة صهيونية : جيش الإرهاب الإسرائيلي يستعد للجلاء عن الضفة والقطاع


بسم الله الرحمن الرحيم

 قطاع غزة / خاص بالشروق / خلافاً لما يروجه الخونة والمنافقون الذين استحبوا الباطل على الحق من أن الانتفاضة والمجاهدين الذين يواجهون الدبابات الإسرائيلية المعتدية على المدن والقرى والمخيمات في قطاع غزة والضفة الغربية لم يحققوا شيئاً ولا يمكن أن تحرز أدواتهم القتالية البسيطة نصراً فإن الشهادة بمقدرة المقاومة على طرد العدو الصهيوني من ديارنا جاءت على صفحات الملحق الأسبوعي لجريدة يديعوت أحرنوت العبرية. وإليكم نص التقرير كما جاء( لموقع الشروق الإخباري )  من وحدة الترجمة بمركز أبحاث المستقبل  ونلفت النظر إلى أنه من الغريب أن الصحف التي تنقل نصوصاً مترجمة عن الصحف الإسرائيلية لم تعره اهتمامها . . النص:

في قيادة الجيش يدور الحديث في الأيام الأخيرة عن توجهات دراماتيكية لإمكانية حسم الصراع العنيف، ويرجع ذلك إلى أن احتلال المناطق من جديد أدى إلى تردي في قدرة المخربين، وهناك توقعات تشير إلى أن القيادة الفلسطينية الجديدة ستكبح الإرهاب، وأن الجبهة الشرقية التاريخية أزيلت من قبل الأمريكان. المستوى الرفيع في الجيش بدأ يشيع في الميدان أنه خلال أيام أو أسابيع سيلاحظ تغيير في شكل النشاطات في الميدان وكل شيء مرهون بأبي مازن.              بقلم: أليكس فيشمان

المسئول العسكري في المناطق، الضباط على مستوى (عقيد) وضباط الكتائب والوحدات سمعوا في الأيام الأخيرة نغمات لم تسمع منذ سنتين ونصف منذ اندلاع الانتفاضة. المستوى الرفيع في الجيش بدأ يروج لهم على المستوى الميداني: كونوا جاهزين لإمكانية التغيير وفي فترة قصيرة في شكل النشاطات في الجيش، فالنشاطات المكثفة سيتم إزالتها. القيادة العسكرية تتحدث فجأة بتوجهات دراماتيكية بما فيها التحول خلال أيام من أجل إمكانية حسم الصراع العنيف في المناطق.

هذه الإشاعات الجديدة هي جزء من شعور عام نابع من أن التغيير قريب. وفي هيئة الأركان العامة يرون أنه يخيم جو انقلابي في تنظيم فتح يعتمد على الواقع الاستراتيجي الجديد في الشرق الأوسط- انقلاب ممكن في المناطق، في الجبهة الشرقية مع سقوط العراق- إلى جانب تقليص موازنة الأمن والتي تبلغ 15% حتى عام 2005 وتفسير هذه الموازنة هو جيش آخر غير الجيش الذي نلحظه اليوم.

عام 2003 لم يعد عام للتغيير ولكن سيكون بداية لشيء مغاير تماماً، شيئاً من شأنه أن يجعل القيادة العسكرية أمام تحد عقلي حول بنية القدرة العسكرية والتي لم يشهد الجيش لها مثيل منذ فترة، هذا ما قاله ضابط رفيع المستوى. وعندما يعلو في الأجواء شعور التفاؤل بالإخلاء تشير المعطيات الإحصائية إلى معنى أقل إزهاراً من الواقع القاتم الممثل في المواجهة اليومية والمتواصلة في غزة والضفة.

في اجتماع طاقم القيادة العليا الذي تم هذا الأسبوع عرض أمامها معطيات مشجعة بشأن كبح قدرات الإرهاب، مثلاً في الربع الأول لعام 2002 من يناير حتى مارس تم تنفيذ أكثر ممن 40 عملية مؤلمة في إسرائيل وفي مقابل ذلك في الربع الأول من عام 2003 تم تنفيذ 5 عمليات مؤلمة فقط. وحينما تم عرض هذه المعطيات تم التركيز بالطبع على أن العمليات الهجومية للجيش هي التي أدت لهذا الانخفاض في مقدرة الإرهاب. مع ذلك أكد كل المتحدثون في هذا الاجتماع وركزوا على حقيقة بداية تقلص جوهري في مقدرة الإرهاب، لكن بالنسبة لدوافع الإرهاب لم يطرأ أي تغيير.

في القيادة الجنوبية مثلاً، يتضح أنه في الربع الأول من عام 2003 كان هناك انخفاض جوهري 50% تقريباً من حجم العمليات التخريبية المعادية بشتى أشكالها: عبوات ناسفة، إطلاق نار، محاولات اقتحام للمستوطنات، إلقاء قنابل، كمائن في الشوارع، هذا مقارنة بالربع الأخير لعام 2002، ويعتبر هذا انخفاضاً دراماتيكياً. الارتفاع الوحيد في معطيات القيادة الجنوبية يتطرق إلى إطلاق صواريخ القسام بالمقارنة بين الفترتين، ينظرون في الجيش على أن هذا الارتفاع يشكل اعتراف ضمني من التنظيمات الإرهابية عن فشلها في تنفيذ عمليات ضد الجيش والمستوطنات في غزة. التنظيمات الإرهابية تتحول إلى مرحلة الدفاع عن النفس، يشير شكل النشاطات للتنظيمات الإرهابية في الأشهر الأخيرة في غزة إلى الدفاع عن النفس. صحيح أنهم يواصلون إنتاج وزرع كثير من العبوات لكن هذه العبوات توجد بشكل أقل في الطرق الموصلة للمستوطنات اليهودية وأكثر في داخل المناطق الفلسطينية كجزء من الدفاع عن النفس أمام النشاطات الهجومية للجيش الإسرائيلي. أيضاً في القيادة الوسطى، المقارنة بين الربعين الأولين لعام 2002- 2003 تعطي نتائج دراماتيكية: في الربع الأول من عام 2002 تم تنفيذ أكثر من ألف عملية تخريبية بنوعيات مختلفة، لكن في الربع الأول للعام 2003 تم تنفيذ أقل بكثير من 280 عملية. المقارنة بين الربعين الأولين للسنتين الأخيرتين لا تعتبر مصادفة وهي تعبر عن صورة الإرهاب في الميدان قبل البدء بحملة الجدار الواقي (وبالضبط قبل عيد الفصح الماضي) والصورة بعد سنة من ذلك.

 

والذي أثر في تغيير هذه النسبة حول مقدرة الإرهاب بشتى أنواعه هو الاحتلال الجديد للمناطق من قبل الجيش. وبناء على هذه المعطيات يوجد شعور في القيادة العليا للجيش بأن اليوم الذي سنعلن فيه نهاية الإرهاب ليس بعيداً، كذلك إعلان الانتصار أو على الأقل أن نشعل النور في نهاية النفق. التشديد الذي بني في الجهاز الأمني والذي بدأ في مرحلة موفاز كرئيس للأركان واستمرت مع موشي يعلون كرئيس للأركان وموفاز كوزير للدفاع نصت على أن العامل الأكبر الذي يعرقل وقف المواجه الأليمة هو ياسر عرفات والمجموعة المقربة والمؤيدة لوجه نظرة بشأن مواصلة الكفاح المسلح.

الخلاصة: في اللحظة التي يتم فيها تغيير عرفات كقيادة متزنة سيتم الانسحاب ومن أجل أن يتم هذا الانسحاب كان هناك جهدين: الأول ضغط دبلوماسي دولي، والثاني ضغط إسرائيلي عسكري. هذان الجهدان يدعمان تلك القوة الموجودة في القيادة الفلسطينية والتي تدرك أن مواصلة الإرهاب لن توصل الفلسطينيين إلى أي شيء. من أجل تغيير عرفات تم إنشاء استراتيجية كاملة والتي بررت احتلال المناطق من جديد والتي تتمثل في: الضغط العسكري الهجومي، الإحباطات المركزة، وتوظيف الأموال الضخمة. دفعت إسرائيل مقابل ذلك ثمن إنساني واقتصادي وسياسي ضخم وها هي ذات الاستراتيجية وبعد الثمن المؤلم من الدماء تقف لتثبت نفسها. يخيم على المقر القيادي في تل أبيب شعور بأن كلاً من الجهد والنقد كانا متساويان( أصررنا على موقفنا والآن نرى النهاية ).

نظرية خيوط بيت العنكبوت لحسن نصر الله والذي قال "أن إسرائيل مجتمع ضعيف يشبه بيت العنكبوت ولن يصمد في وجه الضغوط" تلاشت. رئيس هيئة الأركان يستطيع أن ينظر بازدراء إلى ناقديه الذين لم يدركوا الرؤية. يوجد خطر بسيط فقط: إمكانية أن أبو مازن يحل مكان عرفات لكن المقابل السياسي الأمني الإسرائيلي لن يتم، الإرهاب لن ينتهي والضغط الدولي على إسرائيل سيستمر، حينها هل سيثبت أن الإستراتيجية لم تكن صحيحة ؟. حالياً وحتى يتضح ذلك يبدي الجيش تفاؤلاً حذراً مفاده أننا ماضون لعهد جديد. نحن على أبواب نهاية النصر في المعركة العسكرية. إن كان هناك فشل لن يكون لنا، ولكن سيكون فشل للمستوى السياسي الذي لم يجيد استغلال الإنجازات العسكرية التي قدمت له على طبق من فضة.

أبو مازن وسلاح الاستقالة:

في الجيش وجهاز الأمن يراقبون مراوغة عرفات أمام أبو مازن. تقدير الاحتمالات في إسرائيل بشأن نجاح أبو مازن بتمرير تغيير دراماتيكي لا تحظي اليوم بأكثر من 50%، ولذلك وبنفس العزيمة فإن الجيش جاهز للضغط العسكري من جديد. في لقاءات أبو مازن مع رجال حماس والجهاد الإسلامي في غزة قبل أسبوعين لم يتلق منهم التزاماً بوقف الإرهاب، ولكن بالعكس وعلى أساس سلسلة الضربات المؤلمة التي تلقاها مسئولي هذه التنظيمات في الضفة وغزة يوجد لديهم اليوم دوافع كافية لتنفيذ عمليات ضخمة. في إسرائيل يخشون أن تقتنع حماس في نهاية الأمر بتنفيذ شيء ما مثل هدنة( وقف مؤقت لإطلاق النار)، والتي في نهايتها سيعود الإرهاب، ولكن حالياً وفي الحلبة الدولية ستضطر إسرائيل لدفع ثمن الصمت المؤقت، هذا هو الفخ الكامن في خارطة الطرق. المقربين من أبو مازن قالوا هذا الأسبوع أن قائمة الوزراء التي بلورها هي قائمة نهائية وإن لم يمررها عرفات سيستقيل أبو مازن من مهمة رئاسة الوزراء(وقد هدد بالاستقالة في الأسبوع الماضي). بعض أولئك المتحدثين الفلسطينيين أشاروا إلى أنه يوجد مكان للمرونة في توزيع الحقائب ولكنها مرونة ضيقة جداً. قائمة الوزراء التي قدمها أبو مازن في اختبار تحول حقيقي بالمقارنة مع الحكومة السابقة برئاسة ياسر عرفات. حكومة أبو مازن تركز على المهنية وعلى شخصيات نظيفة كما قلص عدد المقربين من عرفات في داخلها، ومكانة أولئك الذين بقوا مثل صائب عريقات، نبيل شعث، وياسر عبد ربه لن تبقى على حالها. معظم الوزراء هم من المخلصين لأبي مازن والمؤيدين للإصلاح. أبو مازن أدخل أيضاً لحكومته وزراء من معارضي عرفات مثل نبيل عمر الموعود بحقيبة وزارة الإعلام. التأمل الأكثر إثارة هو بدون شك حول مهمة وزارة الداخلية في حكومة أبو مازن ذلك الرجل الذي عليه أن يوحد الأجهزة الأمنية تحت سقف واحد من أجل ترسيخ إصلاح (وحدة القيادة)، ولفصل عرفات عن تشغيل تلك الأجهزة بشكل مباشر. الحديث يدور عن نقل مراكز القوة من أيدي عرفات إلى أيدي أخرى. المرشح البارز لأبي مازن هو محمد دحلان الذي أوضح لمسؤولي حماس بقوله "إن لم تقبلوا بسيادة السلطة الجديدة: سأعالجكم كما فعلت في عام 1996".

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply