صناعة الإرهاب


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

صناعة الإرهاب إن صور الأشلاء والدماء والدمار التي يخلفها القصف اليهودي لغزة ولبنان اليوم، تم إدراجها ضمن ملفات سوداء لا تمحى من ذاكرة الأمة، هذه الجرائم تسجل باسم الجلاد ومعاونوه فالسلاح والمباركة الأمريكية ومن اقتدى بمواقفها سيحظى بجزء من هذه الملفات. هذه الملفات السوداء ليست لمجرد الحفظ في أرشيف التاريخ، بل سيكون لها ما بعدها، بالرغم من إخفاء الكثير فلا تزال الأيام تكشف لنا جرائم ومؤامرات جديدة. وحدها هذه المشاهد والملفات كفيلة بتجنيد جيوش للانتقام، وحدها كفيلة بجمع مخزون هائل من الحقد والكراهية ضد اليهود وأمريكا. إن ما تقوم به أمريكا في العراق وأفغانستان وغيرها من الدول بصورة مباشرة أو غير مباشرة وفي أماكن متفرقة من العالم، وتصريحات المسئولين التي طالما حملت في طياتها المواقف الظالمة وأظهرت الحقد الدفين للإسلام وتعاليمه والتناقض والازدواجية في التعامل، هذا كله يجعلنا نتساءل هل هناك مسابقة لصناعة الإرهاب في العالم وهل هناك سباق مع الزمن لتحقيق الفوز في هذه المسابقة. أظنكم جميعاً على يقين أن أمريكا ومعها دولة يهود قد حازوا على المركز الأول، لأنهم تفننوا في صناعة الإرهاب وغرسه في نفوس الكبار والصغار، الرجال والنساء، المسلمين وغير المسلمين. إن الحديث عن الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان والنظام العالمي الجديد، بل حتى هيئة الأمم المتحدة أو ما يسمى بعملية السلام انتهى. نعم..يا أيها المظلوم حسبك ما ترى ـ فبفعلهم يتكشف المستور والله لن تمحو ظلامك هيئة ـ دارت مع المحتل حيث يدور بالنقض تصفع كلما نطقت ـ بما لا يرتضي المتكبر المغرور أنى تريد الخير ممن شرابه خمر ـ وخير طعامه الخنزير دعني من الباغي ومن قواته ـ فالحق يشهد أنه مدحور إن عوامل انهيار الولايات المتحدة الأمريكية وبالتالي دولة اليهود بدأت تتراكم، لقد ظهر جلياً للجميع الكثير من الحقائق التي طالما كنا نسمعها ولا نصدقها.إن الانتقام من المدنيين ما هو إلا مؤشر على مدى الضعف والعجز الذي وصل له المحتل إذ لم يستطع أن يوجه سلاحه على المقاوم، لقد قام الكيان اليهودي على أساس أن الشعب لخدمة الجيش، ووسط هذا المحيط العربي الإسلامي لا سبيل لاستمرار هذه الدولة اليهودية إلا بوجود القوة، فإذ بهذه القوة تتحول إلى سراب على أيدي المقاومة.ولكم أن تتخيلوا ثمن الدواء الذي سيشفي ويزيل الحقد والغل من صدر من فقد أباه أو أمه أو ولده أو بيته أو قريبه أو ما يملك، بل إن الأمر يعني كل مسلم شاهد هذه المآسي وحفرت صورها في ذاكرته، وربما لم تفارقه مدى الحياة، لقد وصلوا بكثير من الناس إلى درجة يستوي فيها عندهم الحياة والموت، قال - تعالى -: {قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين} سورة التوبة، 14، ناهيك عن نداء الجهاد الذي يطرق سمع وقلب كل مسلم، قال - تعالى -: {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم}سورة البقرة، 190. والسؤال الأخير والأهم من سيدفع ثمن هذا الدواء؟!... سأترك الجواب للأيام القريبة والتي ستكون مشحونة بمزيد من الغضب والانتقام، ومشاهد الدماء لن تكون مقتصرة على مدننا. إن هذا ليس توقعاً بل ببساطة إنها رد الفعل الطبيعي، على جرائم لا يوجد لها أي مبرر ولا يجدي معها أي اعتذار إن وجد الاعتذار أصلاً، هي وحدها كفيلة لصناعة الإرهاب وتذكية ناره في النفوس. لم تعد الشعوب الإسلامية تعول على الكثير مما كانت تعول عليه في الماضي، فالكثير من الشعارات والأقنعة قد زالت، وبدأت الشعوب بنفسها تتجاوز المراحل، وغدت الأفكار الغريبة في الماضي القريب قناعات اليوم العصيب، سينتج عن هذه الجرائم تيارات أشد قوة وصلابة، وستحظى بتأييد الشرائح الكبرى من المجتمعات الإسلامية، التي لن ترضى بأن يهان أو يمس بأذى أشرف وأسمى ما تبقى لديها من أمل وهي المقاومة.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply