ما هو الإرهاب ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 لقد كثر بين الناس اليوم لغط الإرهاب وأشاعته وسائل الإعلام المغرضة والعفوية أيما إشاعة حتى صار كل واحد يفكر في الإرهاب! ويتساءل ما هو الإرهاب ؟

وخاصة أن أعداء الإسلام فيهم مكر عجيب وخبث مريب، يعرفون كيف يصطادون في الماء العكر.

 ولقد استغلت أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) أبشع استغلال ضد المسلمين في سائر أنحاء المعمورة، إشاعة على أن التدمير والقتل والتخريب من مبادئ الإسلام وأن الإسلام ليس دين حضارة ولا سِلم، بل دين عنف وحقد وشر وإن المسلمين أينما وجدوا هم أداة شر...هكذا أشاعوا ظلماً وزوراً وعدواناً.

 وبدأ على أثرها الكيد للمسلمين وإيذائهم والانتقام منهم وهضم حقوقهم والاعتداء عليهم.

 وتمالأ الأعداء على قصعتهم ليهتكوها...

ولذا أحببت هنا أن أبين معنى الإرهاب، وإلى أي مدى استعمل الإسلام الإرهاب. وما الفرق بين الإرهاب الذي قذف به أعداء الإسلام المسلمين، والإرهاب الدولي القائم الآن؟ فأقول وبالله المستعان:

لقد جاء في موسوعة مكارم الأخلاق الإسلامية المعروفة بـ ((نضرة النعيم)) عنوان ((الرهبة والترهيب)) فأنا أقتطف منه العبارات التي تهمنا في موضوعنا هذا...

 الترهيب والإرهاب بمعنى، وهو مصدر قولهم: رهبّه من الشيء بمعنى أخافه منه خوفاً شديداً ترتعد منه فرائصه، ويتحقق بذلك رهبة منه تخالج شعوره وتدفع صاحبها إلى البعد عنه وعما يؤدي إليه من أعمال في هذه الحياة الدنيا.

 ورهِب الشيءَ رهباً ورهَبًا ورهبَةً: خافَهُ، واستَرهَبَهٌ: استدعى رهبته حتى رهبه الناس، وبذلك فسر قوله - عز وجل -: ((واسترهبوهم بسحرٍ, عظيم)) (الأعراف/116).

 أي أرهبوهم.

والترهيب غالب ما جاء في القرآن الكريم مقروناً في الترغيب وكذلك في سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهو أسلوب تربوي عالي المستوى مجمع بين أهل الاختصاص على حسن تأثيره، ولذا كان السياق القرآني في معظمه ترغيباً في الجنة وترهيباً من النار.

قال - تعالى -: ((إنهم كانوا يسارعون في الخيرات ويدعوننا رَغَباً ورَهَباً وكانوا لنا خاشعين)) (الأنبياء/ 90).

وأما قوله - عز وجل -: (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم). فهي الآية التي أتخذها أعداء الإسلام متكئاً لهم ليهاجموا الإسلام ويصفوه بدين الإرهاب ويعلنوا هجمتهم الشرسة الحاقدة على الإسلام ظلماً وعدواناً.

المعنى الحقيقي لهذه الآية الكريمة ومن الأمثلة التطبيقية في حياة الأمة الإسلامية على امتداد عصورها وأزمانهاº فمعنى ظاهر الآية والله أعلم طلب بذل الاستطاعة والجهد في إعداد القوة بجميع أشكالها وأنواعها لإرهاب العدو الذي يطمع بالسيطرة عليكم ومحاولة منعكم من تبليغ دعوة الله - عز وجل - إلى الناس.

وهذا من عادة كل الدول وكل الحكومات أن تبني الجيوش وتسلحها وتقويها بما تستطيع حتى لا يطمع بها أعداؤها وجيرانها، فإذا كانت ذات قوة ومنعة رهِبَها من حولها وخافوها ولم تحدثهم أنفسهم بالاعتداء عليها أو نقض المواثيق معها.

وعلى هذا المعنى إجماع المفسرين فابن كثير يقول: (تُرهِبون به) أي تخوفون

وقال القاضي البيضاوي في تفسيره أنوار التنزيل: (ترهبون به) أي تخفون به...

وبهذا تكون المسألة واضحة كل الوضوح: أن الإسلام لم يأمر ببذل الجهد لإعداد القوة كي يبيد أتباعُه غيرهم من الناس كما تفعل بعض الدول المتغطرسة الطاغية في عصرنا هذا بل أمر بذلك فقط خوفاً من طمع الآخرين في الاعتداء على أفراده، فيرهبهم ويوقفهم عند حدهم. وعند ظني وأسوياء التفكير والمنطق السليم أن هذا هو الحق لا مِراء فيه.

وقد أجمع جمهور مفكري الأمة على أن الأصل في العلاقات الدولية بين المسلمين وغيرهم هو السلم لا الحرب ولا يقر الإسلام مبدأ الحرب إلا في حالة اعتداء غير المسلمين على المسلمين بالتعرض لأرواحهم وأحوالهم وأعراضهم أو عقيدتهم فإذا حدث شيء من هذا فللدولة الإسلامية أن تنذر المعتدين بالحرب.

وجاء في الكتاب والسنة نصوص واضحة تبين الحكم في هذه المسألة.

- قال تعال: ((وإن جنحوا لِلسَّلم فاجنح لها وتوكل على الله إنه هو السميع العليم)). الأنفال/61).

- وقال - تعالى -: ((حتى تضع الحرب أوزارها)) محمد/4.

- وقال - تعالى -: ((يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السِّلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)) البقرة/208.

وإن كان المقصود بالسَّلم في آية الأنفال الإسلام ولكن تصلح مع بقية الأدلة للاستشهاد.

وقال - تعالى -: ((فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السَّلم فما جعل الله لكم عليهم سبيلاً)). (النساء/90).

وقال - تعالى -: ((لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)). (الممتحنة/8).

فالآيات واضحة كل الوضوح في الدلالة على أن الإسلام دين سلم ومسالمة لا دين اعتداء وإرهاب كما يدعون.

ولا يعلن الجهاد إلا في مثل الحالات التالية:

إما لدفع الظلم:

 قال - تعالى -: ((أُذِن للذين يُقَاتَلون بأنهم ظُلِموا وإن الله على نصرهم لقدير)). الحج/39.

 وقال - تعالى -: ((ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل* إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم)) الشورى41-42.

وإما حماية الدعوة

 قال - تعالى -: ((وقاتلوهم حتى لا تكونَ فتنةٌ ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين))البقرة/193.

وأما قوله - عز وجل - ((وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلوكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين)) البقرة/190.

فهو من باب الدفاع عن النفس وهو قتال مشروع بسبب اعتدائهم.

ومعظم آيات الجهاد والقتال هكذا تعليلها وما جاء منها مطلقاً يحمل على المقيد والله أعلم.

ب- أما من الأحاديث النبوية:

فمنها ما يدعو إلى السلم مثل قوله - صلى الله عليه وسلم -

((يا أيها الناس لا تتمنوا لقاء العدو وسلوا الله العافية)) البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن أبي أوفى

وغاية القتال والجهاد عند المسلمين هي إحقاق الحق وإزهاق الباطل ونشر العدل بين الناس وذلك بنشر الدعوة إلى الله وتبيان حقائق الإسلام.

ووقائع التاريخ تشهد بذلك:

فقد ذكر الدكتور سالم سقاف الجفري في بحثه (القواعد الشرعية للعلاقات الدولية) والذي قدمه في مؤتمر مكة المكرمة الثالث، ما يلي:

ظل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو إلى دين الله سِلماً في مكة ثلاث عشرة سنة. واستمر في الدعوة السلمية في المدينة، ولولا بغي المشركين لاستمر السلم. ولم يقم الإسلام بالسيف، وإنما انتشر بما تجسد في طبيعته من قوة ووضوح وبساطة ومنطق وتجاوب مع الفطرة الإنسانية.

وفرق الدكتور الجفري بين انتشار الإسلام فكرة وعقيدة، وبين الدفاع عن وجود المسلمين ودولة الإسلام.

فالوجود الدولي للكيان الإسلامي يتطلب تأمين هذا الكيان وحمايته من كل اعتداء وهذا هو الذي فعله الكيان الإسلامي بعد قيامه بإعلان الجهاد للدفاع عن كيانه ضد أعداء الإسلام الذين يريدون هدم هذا الكيان.

أما قبول الإسلام فكان بدافع القناعة الذاتية أو مؤاثرة السلم. وأما إذا لم يجد المرء في نفسه القناعة الكاملة في الدخول في هذا الدين فمن الذي يجبره على ذلك؟

قال - تعالى -: ((لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد أستمسك بالعروة الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم))البقرة/256.

وحروب النبي - صلى الله عليه وسلم -  وغزواته ما كانت إلا للقضاء على خطر الأعداء قبل تفاقمه، فقد اشتط مشركو مكة وأنصارهم في عدوانهم على المسلمين، فحاربهم النبي - صلى الله عليه وسلم -  بعد أن سببوا للمسلمين مختلف ألوان الأذى والعذاب من إظهار العداء والطرد والتهجير من الديار والأوطان وفتنة المسلمين عن دينهم بالحصار والتجويع والضرب والضغط حتى إنهم بالتعاون مع المنافقين واليهود لم يتركوا سبيلاً لقتل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلا استخدموه فحفظ الله نبيه وردهم في كيدهم خائبين.

ما بدأ الإسلام أبداً في حرب أحد إلا أن يكون السبب من أعداء الإسلام:

فيهود المدينة لما هاجر النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة وقّعوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم -  ميثاقاً وعهداً ألا يكونوا ضد المسلمين ولا يحالفوا أحداً ضده إلا أنهم قضوا العهد والميثاق كعادتهم: فبنو قينقاع ظهر منهم اللؤم والحقد والحسد لما رأوا نصر المسلمين بمعركة بدر، فتحالفوا مع رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول وأساؤا لامرأة مسلمة فكشفوا سوءتها بحيلة فدافع عنها أحد المسلمين فقتلوه وواجهوا النبي - صلى الله عليه وسلم -  بحقيقة عدائهم وحقدهم وكانوا أول من نقض العهد من اليهود وتحصنوا في حصونهم فحاصرهم النبي - صلى الله عليه وسلم -  وقذف الله في قلوبهم الرعب ونزلوا على حكم النبي - صلى الله عليه وسلم -  فأمر بإجلائهم فخرجوا إلى أذرعات من أرض الشام فقال - تعالى -: ((هو الذي أخرج الذين كفروا من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم ما نعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولى الأبصار)) الحشر/2.

وقال في تحالفهم مع المنافقين: ((ألم تر إلى الذين نافقوا يقولون لإخوانهم الذين كفروا من أهل الكتاب لئن أخرجتم لنخرجن معكم ولا نطيع فيكم أحداً أبداً وإن قوتلتم لننصركم والله يشهد إنهم لكاذبون)) الحشر/11.

وبنوا النضير: تآمروا على قتل النبي - صلى الله عليه وسلم -  غيلة إذ همٌّوا بإلقاء صخرة كبيرة عليه من سطح جدار كان قد استند إليه فنجاه الله من مكرهم بوحي من السماء، فعاد إلى المدينة وأمر بالاستعداد لهم وحاصرهم ثم أجلاهم عن المدينة.

وأما بنو قريظة: فقد كانوا من أشد الناس عداوة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فما سنحت لهم الفرصة في وقعة الخندق حتى تحالفوا مع مشركي مكة يوم الأحزاب وأعانوا المشركين على المسلمين يوم بدر وألب زعيمهم كعب ابن الأشرف المشركين على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى أنزل الله في حقهم ((إن شر الدواب عند الله الذين كفروا فهم لا يؤمنون * الذين عاهدت منهم ثم ينقضون عهدهم في كل مرة وهم لا يتقون * فإما تثقفهم في الحرب فشرد بهم من خلفهم لعلهم يذكرون*)) الأنفال/55-57.

فحاصرهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم -  خمساً وعشرين ليلة حتى جهدهم الحصار وقذف في قلوبهم الرعب ثم قتلوا.

 وهكذا حال اليهود في كل زمان ومكان حتى يومنا هذا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، هم سبب الإرهاب والموقدون لنيرانه.

من أجل ذلك كانت كل معارك الإسلام مع أعدائه مشروعة لأنها كانت دفعاً لظلم اليهود وأعوانهم ودفاعاً عن عقيدة الإسلام التي نصب لها اليهود العداء من أول يوم هاجر فيه النبي - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه إلى المدينة.

ولم تكن الحروب الإسلامية في يوم من الأيام للتشفي والانتقام ولا من أجل السيطرة والتسلط على بلاد وأموال وأعراض الآخرين كما تفعل حروب اليوم التي يقودها ويحركها اليهود وأنصارهم من الأوربيين والأمريكان.

قال - تعالى -: ((ولا يجرمنكم شنآن قوم أن صدوكم عن المسجد الحرام أن تعتدوا))المائدة/2.

قال - تعالى -: ((تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين)) القصص/83.

وكل ما ورد من نصوص في مرجعية التشريع الإسلامي: من قرآن وحديث ونصوص فقهاء المسلمين يدل ويوضح أن الأصل في العلاقات الدولية في الإسلام هو السلم لا الحرب ما لم يعتد على البلاد أو الدعاة أو الحرمات فتكون الحرب حينئذ ضرورة للدفاع عن النفس والعقيدة والمال والأعراض.

والفضل ما شهدت به الأعداء: - فكثير من أعلام الفكر الغربي شهدوا بمحاسن الإسلام وقرروا أن الأصل في العلاقات الدولية لدى الإسلام السلم لا الحرب ويمكن مراجعة بحث القواعد الشرعية للعلاقات الدولية للدكتور/سالم سقاف الجفري ص10 فقد جاد وأفاد وذكر جملة من أقوال المفكرين الغربيين الذين أنصفوا الإسلام.

يقول الدكتور وهبي الزحيلي في بحثه((موقف الإسلام من أتباع الرسالات الإلهية الأخرى.... ))ص8:

 قد ذكر أرنولد - في كتابه الدعوة إلى الإسلام أمثلة كثيرة على وجود طابع التسامح الإسلامي في التاريخ سواء في معاملة القبائل العربية أثناء الفتوحات الأولى أو... أو في تعايش المسلمين والمسيحيين في البلاد الإسلامية والعربية واطمئنانهم على حياتهم وممتلكاتهم وأعراضهم وحقوقهم الدينية والسياسية وتمتعهم بالحرية الكاملة في ممارسة شعائرهم الدينية وإقامة كنائسهم في مصر والشام والعراق وغيرها.

وختاما لهذا البحث فإننا لا بد أن نستعرض الأسس التي قام عليها الإسلام في الدعوة إلى السلام ومحاربة الإرهاب والأسس المزورة التي قامت عليها اليهودية في نشر الرعب في جميع أنحاء الأرض ومقاومة السلم والسلام:

إن الإسلام يجعل من التعايش السلمي قاعدة الحياة الإنسانية، مع الإيمان الكامل بفطرية الاختلاف وتنوع العقائد، بل ضرورة الاختلاف الإيجابي لاستمرار الحياة وازدهارها مع ضرورة التزام الناس بضوابط وآداب الاختلاف والتباين، وبذلك يمكن أن يصبحا سبيلاً للتكامل والازدهار وليسا سبيلاً للتصادم والقهر والاستغلال.

فالقرآن الكريم الذي هو منهج حياة المسلمين يتحدث عن نفسه أنه الحق الذي جاء مصدقاً للحق الموجود في الكتب السماوية الصحيحة، التي لم تحرف، فهو آخر حلقاتها وهو المحقق والمتمم لرسالتها.

وإما اليهود فقد اخبرنا الله - عز وجل - عنهم بقوله ((وإذا قيل لهم أمنوا بما انزل الله قالوا نؤمن بما أنزل علينا ويكفرون بما وراءه وهو الحق مصدقاً لما معهم... )) البقرة/ 91.

وقال - سبحانه - ((ولما جاءهم رسول من عند الله مصدقا لما معهم نبذ فريق من الذين أوتوا الكتاب كتاب الله وراء ظهورهم كأنهم لا يعلمون)) البقرة /101

فالمسلمون يؤمنون بما أنزل الله كما أمر الله وهم يكفرون.

وقال - سبحانه وتعالى -: ((نزل عليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه وأنزل التوراة والإنجيل من قبل هدى الناس)) آل عمران/2-3.

أما هم فيخبرنا الله - عز وجل - عنهم بقوله: ((أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون))

 وتتمة وصفهم في قوله - تعالى -: ((فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً فويل لهم مما كتب أيديهم وويل لهم مما يكسبون)). البقرة/75-79.

وقال - تعالى -: ((يأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيراً مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفو عن كثير قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين)) المائدة/15.    

 قد جاء القرآن صريحاً يبين أحوال أهل الكتاب وبما جاءهم وما يطلب منهم إلا إنهم معاندون قلوبهم قلوب الذئاب وطبائعهم الخيانة.

قال - تعالى - ((فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه ونسوا خطأ مما ذكروا به ولا تزال تطلع على خائنة منهم إلا قليلاً منهم فاعف عنهم واصفح إن الله يحب المحسنين))المائدة/13.

وقد بين الله - عز وجل - في القرآن الكريم أن المسلمين وحدهم هم الذين يحملون القلوب النظيفة بالنسبة للأمم الأخرى ويؤمنون بكل كتب الله المنزلة قال - تعالى -: ((ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم ويؤمنون بالكتاب كله وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور))آل عمران/119.

وآيات كثيرة ونصوص تترى في نظام الإسلام تبين سماحة الإسلام وعدالته أمام الآخرين ويريد للعالم أجمع السلام والعدل وسائر صنوف الخير.

ولكن لنستعرض بعض النصوص مما يدعيه اليهود شريعة لهم:

في التوراة المحرفة التي بين أيديهم، في تلك التوراة ما يعكس نظرة اليهود للآخرين ومن أجل ماذا تكون الحرب عندهم؟

جاء في سفر الإصحاح (9/11/13): (إن الأرض التي تدخلون لتملكوها هي أرض متنجسة بنجاسة شعوب الأراضي برجاستهم التي ملؤها من جهة إلى جهة بنجاستهم، والآن فلا تعطوا بناتكم لبنيهم ولا تأخذوا بناتهم لبنيكم، ولا تطلبوا سلامتهم وخيرهم إلى الأبد لكي تتشددوا وتأكلوا خير الأرض وتورثوا بنيكم إياها إلى الأبد).

ولهم من الشغف في الإبادة الجماعية صور شتى: (فضرباً تضرب سكان تلك المدينة بحد السيف وتحرمها وتذبحها بكل ما فيها مع بهائهما بحد السيف... )سفر يشوع الإصحاح (8/1-28)وفي مواضع شتى متفرقة وفي سفر التثنية الإصحاح العشرون(إن المدن التي لم تسالمك بل عملت معك حرباً فحاصرها، وإذا دفعها الرب إلهك إلى يدك فاضرب جميع ذكورها بحد السيف. هكذا تفعل بجميع المدن البعيدة منك جداً التي ليست من مدن هؤلاء الأمم هنا).

ابن هذه الأحقاد الكامنة الثائرة في قلوب اليهود من وصية الخلفية الراشد أبي بكر الصديق لقائده يزيد أبي سفيان، وهي أمر جميع الخلفاء المسلمين لقواد الجيوش الإسلامية: (لا تقتلوا امرأة ولا صبياً ولا بعيراً إلا لمأكله، ولا تحرقن نخلاً ولا تغرقنه ولا تغلل ولا تجبن) كما كان ينهاهم عن التعرض للرهبان وأماكن عبادتهم وسائر رجال الدين.

وبعد، فما قصتنا نحن المسلمين اليوم مع اليهود إلا كالمثل القائل(رمتني بدائها وانسلت) فهم منذ وجدوا على وجه الأرض كأمة، هم أصل الإرهاب ومنبعه والدسائس والمكائد والمؤامرات والخيانات ونقض العهود لا تصدر إلا عنهم ولا يستطيعون الحياة بدونها وإذا ما نقموا على أمة من الأمم ألبسوها ثوباً من ثياب الزور والبهتان كما يفعلون الآن مع المسلمين في مسألة الإرهاب هذه.

((والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون))

 و- صلى الله عليه وسلم -  وبارك على سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply