الهند وإسرائيل تحالف شيطاني


 

بسم الله الرحمن الرحيم

من الحقائق التاريخية الثابتة أن الهند تعد من أوائل الدول التي اعترفت بالكيان الصهيوني على أرض فلسطين عقب قيامه عام 1948م، وأنها سعت للتعاون مع إسرائيل في شتى المجالات العسكرية والصناعية والنووية والاستخباراتية والتجارية والثقافية والدبلوماسية، وأن العقود الموقعة بين الكيانين الهندوسي والصهيوني تنص على تبادل الخبرة والتقنية المتطورة لصناعة الأسلحة الفتاكة النووية والاستراتيجية والكيميائية.

وأن إسرائيل تقدم خبراتها القمعية والإرهابية إلى الهند لتواصل حرب الإبادة ضد مسلمي كشمير، بل يشارك جنودها في هذه الحرب القذرة، فالمجاهدون الكشميريون قتلوا جنوداً إسرائيليين كانوا يعملون في صفوف القوات الهندية.

وقد قامت إسرائيل بإنشاء مفاعل نووي للهند عام 1962م مقابل حصولها على اليورانيوم اللازمة لمفاعلاتها النووية، وتستخدم قاعدة جوية بالهند قرب الحدود الباكستانية لاستخدامها ضد باكستان وقت الضرورة، وتطمح من وجودها في شبه القارة الهندية إلى ضرب المفاعل النووي الباكستاني الذي يعد المحطة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي.

وأن أكثر من 150 شركة استثمارية إسرائيلية كبيرة تعمل في الهند، ويتوقع أن يتضاعف عددها في السنوات المقبلة.

وهذه كلها حقائق تؤكد التقارب الهندي الصهيوني الذي بدأ منذ سنوات طويلة، وبدأت آثاره ونتائجه تظهر هذه الأيام وتتحدث عنها الصحف ووكالات الأنباء، وهذا التقارب المشبوه يجب أن يؤخذ في الاعتبار على المستوى العربي والإسلامي لارتباطه بقضيتين من قضايا المسلمين الكبرى وهما: قضية فلسطين، وقضية كشمير، اللتان تتشابهان في نقاط كثيرة أهمها تاريخ البداية لكل منهما وهو عام 1948م، والعنف والتعنت الهندوسي في كشمير، والذي يتشابه مع العنف والتعنت الصهيوني في فلسطين.

والمتتبع لاتفاقات التعاون الهندي الإسرائيلي يلاحظ أن معظم العقود الموقعة بين الكيانين الهندوسي والصهيوني تنص على تبادل الخبرة والتقنية المتطورة لصناعة الأسلحة الفتاكة النووية والاستراتيجية والكيميائية المهلكة.

ورغم قدم العلاقات بين الدولتين فقد شهدت السنوات الأخيرة نمواً مطرداً لهذه العلاقات، وخصوصاً بعد تربع اليمين في كلا الدولتين على كرسي الحكم، بل ربما لعبت إسرائيل دوراً ما في تمكين حزب بهراتيا جناتا من الوصول للسلطة في الهند، حيث تمت زيارة لقيادات على مستوى عالٍ, من حزب بهراتيا جناتا لإسرائيل بقيادة أدفاني رئيس الحزب في النصف الأول من التسعينات، وقام " شراد بوار " (وزير الدفاع في حكومة حزب المؤتمر، وحاكم ولاية مهراشترا الأسبق، وأحد أبرز قادة حزب المؤتمر) بزيارة إلى إسرائيل عام 1994م من أجل التنسيق العسكري بين الدولتين.

 

شراكة استراتيجية:

وقد سعت إسرائيل لعمل شراكة إستراتيجية مع الهند، حيث الأرضية متوافرة وخصبة جداً إذا ما كان على سدة الحكم في كلا البلدين اليمين المتطرف، وتتلخص دوافع هذه الشراكة في الآتي:

1- العداء المشترك تجاه الإسلام والمسلمين من المتطرفين في كلا البلدين.

2- كلا الدولتين تخوضان حرباً لها أبعادها الإقليمية والدولية، وهي حرب كشمير بالنسبة للهند، والاحتلال بالنسبة لإسرائيل، والعدو واحد في الحالتين وهو العرب والمسلمون.

3- التطور العسكري والنووي في باكستان وإيران، وتفتيت الاتحاد السوفييتي واحتمال قيام دول مساندة للمسلمين في الجمهوريات المستقلة، مثل: أوزبكستان وطاجكستان وغيرها، وكل ذلك يحتم على الهند وإسرائيل التعاون وبلا حدود في جميع المجالات، وبرعاية أميركية لصيقة لهذه الشراكة، هذا إذا أدخلنا في رؤيتنا الجوار الهندي للصين، والصراع الخفي بين الصين وأميركا، وضرورة خلق وضع يزعج الصين ويجعلها تضع ألف حساب في تعاملها مع أميركا.

 

تاريخ التعاون الهندي الصهيوني:

وتاريخ العلاقات الهندية الإسرائيلية، وقصة التعاون بين الجانبين ليست وليدة اليومº وإنما يعود تاريخها لأكثر من نصف قرن، عندما اعترفت الهند في عام 1948م بالكيان الصهيوني على أرض فلسطين، لتكون من أول البلاد التي تعترف بدولة إسرائيل، فبعد ثلاثة أشهر فقط من إنشاء إسرائيل حظيت بالاعتراف الهندي غير المعلن حينها، حيث قال رئيس الوزراء الهندي آنذاك جواهر لال نهرو: إن قيام دولة إسرائيل أصبح أمراً واقعاً، فلذا من البديهي الاعتراف بها كدولة مستقلة، ولم تكتف الهند باعتراف ضمني غير معلن للكيان الصهيوني المحتل بل عملت على التعاون مع هذا الكيان المغتصب في شتى المجالات العسكرية، والصناعية، والنووية، والاستخباراتية، ومختلف أشكال التعاون، والتبادل التجاري، والثقافي والدبلوماسي.

- وأول اتفاق علني تم بينهما عام 1962م، قامت بموجبه إسرائيل بإنشاء مفاعل نووي بمنطقة وثارابور (كالباكام) الهندية مقابل حصولها على المواد الخام لليورانيوم اللازمة لمفاعلاتها النووية.

- وفي عام 1967م وعلى صعيد التعاون الاستخباراتي خلال الحرب بين العرب وإسرائيل قامت المخابرات الهندية (الرّو) بتزويد إسرائيل بمعلومات سرية عن أماكن وجود الطائرات المصرية المقاتلةº لتقوم إسرائيل بقصفها في قواعدها قبل إقلاعها وهي جاثمة على الأرض وذلك عن طريق ضباط التدريب الهنود العاملين في سلاح الطيران المصري حينذاك.

- وفي عام 1985م، التقى (رئيس الوزراء الهندي الراحل) راجيف غاندي نظيره الإسرائيلي، واجتمعا بالرئيس الأمريكي حينها (رونالد ريغان) وطالباه بوقف تزويد باكستان بالطائرات المقاتلة (إف 16).

- وفي عام 1991م تم الاتفاق بين الحكومتين الهندية والصهيونية على إرسال ثلاثمائة (300) من رجال المخابرات الإسرائيلية (الموساد) إلى الهند لتدريب الهنود على التحكم في الموقف بكشمير المحتلة بعد أن انطلقت الحركة الجهادية لتحرير الولاية المسلمة من الاحتلال الهندي.

- وفي مايو عام 1993م قام (نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي) شيمون بيريز بزيارة رسمية للهند، وأجرى خلالها مباحثات رسمية للتعاون الصناعي في المجال العسكري، ومجال الأسلحة الاستراتيجية، والنووية الفتاكة، ومجال الاقتصاد والثقافة.

- وفي عام 1996م وقع البلدان اتفاقية (الدولة الأكثر تفضيلاً) لتقوية العلاقات الخاصة وخصوصية العلاقة بينهما.

- وفي عام 1997م زار عايزرا وايزمان (رئيس الكيان الصهيوني السابق) الهند، وأجرى مباحثات رسمية تم بموجبها إمداد إسرائيل للهند بالخبرة والتقنية لإقامة مصنع لصناعة الطائرات الإسرائيلية المقاتلة في ولاية (أندرابراديش) الهندية شرق هضبة الدكن، وأيضاً تزويد الهند بطائرات (لاخبشيا) الإسرائيلية، وطائرات صغيرة استطلاعية واستكشافية تطير من غير طيار، وفي نفس الوقت مزودة بأجهزة كاميرات الكترونية متطورة تستطيع تصوير المواقع الأرضية والعسكرية لتمشيط وكشف مواقع المجاهدين في كشمير.

- وفي ابريل عام 1997م ضبطت قوات خفر السواحل السريلانكية أربع حاويات قادمة تحمل ثمانية عشر طناً من مادة (بنكولفان) الفسفورية وهي مادة كيمائية شديدة المفعول وخطيرة تستخدم في صناعة غاز مثير للأعصاب، وكانت هذه الحاويات قادمة من ميناء بومبي بالهند في طريقها إلى ميناء حيفا بإسرائيل، حسب أوراق الشحن المضبوطة من قبل السلطات السريلانكية.

- وفي العام نفسه ( 1997م ) نشرت جريدة (هندوستان تايمز) الهندية تقريراً يوضح أن إسرائيل عرضت على الهند زيادة التعاون العسكري بينهما وخاصة في مجال الصناعات العسكرية الاستراتيجية (لأنظمة الإنذار المبكر) الأواكس، مقابل استخدام إسرائيل إحدى القواعد الجوية بالهند قرب الحدود الباكستانية لاستخدامها ضد باكستان في أوقات الضرورة.

- وفي عام 1998م قام (رئيس الأركان للجيش الهندي) ف ب ملليك بزيارة رسمية لإسرائيل في مجال التعاون العسكري بين بلديهما، ولتبادل الخبرة والتقنية العسكرية والتسلح بالأسلحة الحديثة الهجومية والاستراتيجية، ولتطوير الأسلحة الفتاكة، وذلك رداً على زيارة نظيره الإسرائيلي للهند عام 1997م.

- وفي عام 1999م قامت صحيفة (هآرتس) الإسرائيلية بدراسة عن التعاون والتبادل الصناعي والتجاري بين الهند وإسرائيل وقدمت إحصائية عنه، حيث بلغ أكثر من (700) مليون دولار خلال عام، ويوجد الآن في الهند أكثر من (150) شركة استثمارية إسرائيلية كبيرة، ويتوقع أن يتضاعف عددها في السنوات المقبلة.

 

صهاينة في كشمير:

وإذا نظرنا إلى الوجود الصهيوني في كشمير نجد أنه ليس شيئاً جديداً، خاصة للمتابعين والمهتمين بما يدور في هذه الولاية المسلمة منذ أكثر من نصف قرن، فقد نشرت الصحف العربية والإسلامية عن التعاون الهندي الإسرائيلي لقمع الانتفاضة في كشمير، وكشفت وكالة الأنباء الباكستانية مؤخراً أن وجود العامل اليهودي في كشمير قديم من حيث التعاون المعلوماتي أو الإرهاب والتدريب، وأكدت مصادر المجاهدين في كشمير وجود أكثر من 350 كوماندوس يهودي يتعاونون مع الهند لضرب الانتفاضة الكشميرية، فإسرائيل تقدم للهند كل خبراتها وإمكانياتها في القمع والإرهاب وسفك الدماء لكي تواصل حرب الإبادة ضد مسلمي كشمير، وتقيم لهم المجازر الجماعية على مرأى ومسمع من العالم كله وبالأخص العالم الإسلامي، الذي تقيم بعض دوله علاقات سياسية واقتصادية مع الهند، وتغض الطرف عما تفعله بالمسلمين في هذه الولاية المسلمة التي مر على مأساتها ووقوعها تحت الاحتلال الهندي أكثر من نصف قرن.

وهناك أفراد من القوات الإسرائيلية يساعدون الجنود الهنود، ويدربونهم تدريبات خاصة لمواجهة الحركة الكشميرية، وهناك علاقة بين الموساد الإسرائيلي والمخابرات الهندية، وهناك دلائل واضحة وكثيرة على تورط واهتمام إسرائيل بقضية كشمير، والوقوف بجانب الهنود.

 

طائرات تجسس إسرائيلية:

وقد أكدت مصادر دبلوماسية باكستانية - نقلاً عن مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية - إن الهند تعاقدت مؤخراً على صفقة طائرات تجسس إسرائيلية لاستغلالها في حربها مع الشعب الكشميري المسلم، وإن هيئة صناعة الطائرات الإسرائيلية المملوكة للدولة الصهيونية تقوم ببيع طائرات استطلاع تعمل بنظام التحكم عن بعد إلى الهند في إطار صفقة تبلغ قرابة ثلاثمائة مليون دولار.

وسوف تسلِّم إسرائيل للهند أيضاً طائرات بدون طيَّار مزودة بتقنيات التصوير الإلكتروني في مطلع العام القادم لنشرها في كشمير.

واتهم وزير الخارجية الباكستاني الهند بالاستعانة بخبرات آلة القمع الإسرائيلية لاستخدامها في كشمير فيما يعد إشارة واضحة إلى التقارير التي تحدثت عن زيارة وفد أمني إسرائيلي رفيع المستوى إلى كشمير بدعوة من الحكومة الهندية منذ عدة أشهر.

وقال (وزير الخارجية الباكستاني): " إن الهند تسعى إلى الاستعانة بالإسرائيليين في مجالات الاستخبارات من أجل تعزيز سياسة القمع والاضطهاد الهندي في كشمير، وتريد الاستفادة من خبرات إسرائيل القمعية للمقاومة الفلسطينية بعدما أدركت الحكومة الإسرائيلية نفسها مع مرور الوقت بأن عمليات الاضطهاد هذه لا تتمشى مع ممارسات الدولة العصرية، ودخلت في عملية سلام مع القيادة الفلسطينية.

وكانت حكومة رئيس الوزراء الهندي فاجباي قد قامت بتوطيد علاقتها مع إسرائيل عبر زيارات متبادلة لمسؤولي البلدين، وأهمها زيارة وزير الداخلية الهندي لتل أبيب في شهر يوليو 2000م، والتي اطلع فيها على آخر ما وصلت إليه تكنولوجية القمع الإسرائيلية.

ثم الزيارة التي قام بها رئيس وزراء الكيان الصهيوني شارون للهند في سبتمبر 2003م، وأثارت العديد من المخاوف لدى الأوساط العربية والإسلامية على مستوى العالم الإسلامي عامة، وعلى مستوى مسلمي الهند وكشمير وفلسطين خاصة، لما تحمله هذه الزيارة من تقارب واضح على المستوى الاستراتيجي والعسكري بين الكيانين الصهيوني والهندوسي.

فقد شعرت الأقلية المسلمة في الهند بقلق كبير من هذه الزيارةº لأنها كانت تعد الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء إسرائيلي للهند، إلى جانب أنها توافقت مع الذكرى السنوية الثالثة لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001م، ويخشى مسلمو الهند من أن تشكل هذه الزيارة تحالفاً جديداً مناهضاً للإسلام في العالم.

كما أن هذه الزيارة وما يترتب عليها من تعاقدات عسكرية تعد تهديداً صريحاً لباكستان، فهي بمثابة تعزيز للعلاقات العسكرية، وكان هناك توقعات بتوقيع صفقة تزيد قيمتها على مليار دولار تشتري الهند بموجبها ثلاثة نظم رادار إسرائيلية محمولة جواً من طراز فالكون، وشراء نظام الرادار المحمول جواً من طراز فالكون المماثل لنظام الإنذار المبكر والسيطرة المحمول جواً (أواكس) سيجعل أجزاء كبيرة من المجال الجوي لباكستان تحت رقابة الهند.

 

خبراء يهود:

وفي سبتمبر 2000م أكد زعيم جماعة إسلامية مقاتلة في كشمير المحتلة أن قواته قتلت جنوداً إسرائيليين كانوا يعملون في صفوف القوات الهندية، وقال حافظ محمد سعيد رئيس تنظيم جيش طيبة الباكستاني: الذي يعد واحداً من أقوى التنظيمات الإسلامية المقاتلة في كشمير: إن قوات التنظيم قتلت 4 من جنود الكوماندوز الإسرائيليين داخل كشمير ممن كانوا يعملون مع القوات الهندية.

وأكد سعيد - الذي تحدث لمراسل لوكالة قدس برس خلال مؤتمر صحفي عقده لمجموعة من الصحفيين العرب - أن تنظيمه رصد وصول مجموعة إسرائيلية من الخبراء وقوات الكوماندوز إلى سرينغار عاصمة الجزء الذي تحتله الهند من كشمير، وأن جزءاً من هؤلاء موجودون أيضاً في مدينتي سوبور وبدغام الكشميريتين، في نطاق التعاون بين نيودلهي وتل أبيب في المجال الأمني.

وتوعد سعيد الإسرائيليين بقوله: إن تنظيمه ستكون لديه معلومات دقيقة عن عددهم، وأماكن تواجدهم في كشمير، من أجل توجيه الضربات إليهم، وأشار إلى أن المقاتلين في كشمير طالما حلموا بالقتال في فلسطين " وها هم الإسرائيليون جاؤونا بأنفسهم".

ويعد تنظيم "جيش طيبة" واحداً من 14 تنظيماً عسكرياً يضمها مجلس الجهاد الكشميري الموحد، وهي جميعاً تنظيمات باكستانية ما عدا أكبرها "حزب المجاهدين" الذي يتبع الجماعة الإسلامية في كشمير.

وذكرت مصادر صحافية عبرية أن وفداً أمنياً إسرائيليّاً رفيعاً يضم خبراء في شؤون مكافحة الإرهاب قام مؤخراً بزيارة سرية للهند أجرى خلالها سلسلة مباحثات مع مسؤولين حكوميين تناولت إمكانيات التعاون بين نيودلهي وتل أبيب في مجال مكافحة الإرهاب، وعمل دراسة جدوى عما يمكن أن تقدمه إسرائيل للهند من مساعدات لمكافحة الإسلاميين الساعين لاستقلال إقليم كشمير، وقالت صحيفة "هآرتس" التي أوردت ذلك: إن الوفد الإسرائيلي الذي ترأسه " إيلي كاتسير " وهو عضو بارز في الهيئة الخاصة لمحاربة الإرهاب العاملة ضمن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، والذي ضم أيضاً ممثلين عن أجهزة الشرطة والاستخبارات الإسرائيلية بحث مع المسؤولين الهنود سبل وإمكانات تقديم مساعدات من إسرائيل للهند في المجال المذكور، وتمت زيارة الوفد الإسرائيلي للهند العام الماضي والتي استغرقت حوالي أسبوع، بناء على دعوة رسمية من الحكومة الهندية لمعاونتها فيما تعده الهند موجة من أعمال العنف والإرهاب المتصاعدة في أنحاء البلاد، لاسيما على أرضية النضال الذي تخوضه الفصائل الإسلامية الساعية لاستقلال إقليم كشمير المتنازع عليه بين الهند وباكستان.

وقد قدم طلب الحكومة الهندية بشأن تنظيم زيارة الوفد الأمني الإسرائيلي خلال الزيارة التي قام بها كل من (وزير الداخلية الهندي) لال كيرشانا ادفاني - الذي يعد من أشد المناصرين للتقارب مع إسرائيل -، ورئيس جهاز أمن الدولة الهندية إلى تل أبيب قبل 3 شهور من الزيارة، وقالت الصحيفة: إن الهند مهتمة بشكل خاص "بالأفكار الخاصة بتعزيز الأمن على طول الحدود مع باكستان في منطقة كشمير بهدف وقف تسلل المسلحين الإسلاميين"، وذلك في حين أكد المسؤولون الإسرائيليون أنهم لا ينوون إرسال مدربين، وإنما تزويد الهند فقط بمعلومات ومعدات.

ونقلت صحيفة "هآرتس" عن مصدر أمني في إسرائيل قوله: إن زيارة الوفد الإسرائيلي الذي قام بجولات شملت عدداً من الأقاليم والمقاطعات في أرجاء الدولة الهندية استهدفت إعداد ما يشبه "دراسة جدوى" تمكن من التعرف على احتياجات الهند، والمجالات التي يمكن لتل أبيب أن تساعدها فيها.

وتشير مصادر إسرائيلية إلى أن الهند أضحت منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية الكاملة بين تل أبيب ونيودلهي في العام 1992م عقب تدشين مسيرة السلام في الشرق الأوسط في مؤتمر مدريد عام 1991م السوق الثالث من حيث الأهمية (بعد الصين وتركيا) لصادرات السلاح من إسرائيل، وبحسب المصادر ذاتها فقد بلغ إجمالي قيمة الصادرات الإسرائيلية للهند خلال السنوات الخمس الأخيرة أكثر من مليار دولار، ويجري البلدان في المدة الأخيرة مباحثات فيما بينهما حول إمكانية بيع الهند منظومات رادارية لصاروخ "حيتس" وطائرتي أواكس للإنذار المبكر من طراز "فالكون" التي تتولى الصناعات العسكرية الإسرائيلية تجميعه.

 

ضرب المفاعل النووي الباكستاني:

وتطمح إسرائيل من وجودها في هذه المنطقة الهامة إلى ضرب المفاعل النووي الباكستاني الذي يعد المحطة النووية الوحيدة في العالم الإسلامي بعد ما حدث في العراق.

فالمفاعل الباكستاني هدف يهودي قديم، وتقول المصادر الباكستانية بأنه غدا هدفاً رسمياً يهودياً منذ عام 1986م عندما صرح (رئيس هيئة أركان العدو اليهودي) الجنرال (رافائيل يتان) بأنه لابد من تدمير المفاعل، وأن أي مصدر يهدد أمن الدولة اليهودية لابد من تدميره، مما يؤكد أن الصراع ليس عربياً - إسرائيلياً وإنما إسلامياً يهودياً.

وفي كتابه (الخدعة) قال عميل موساد سابق: " إن الإسرائيليين يملكون كل المعلومات المتعلقة بالمفاعل النووي الباكستاني والتي قدمها لهم (جوناثان بولارد) الجاسوس الإسرائيلي الذي قبض عليه الأمريكان وهو يتجسس لصالح اليهود في نوفمبر 1985م، وتحدثت فيها معظم الصحف الأمريكية عن تسريب (بولارد) معلومات عن المفاعل النووي الباكستاني لإسرائيل ".

وقد صرح مؤخراً وزير الداخلية الباكستاني الفدرالي بأن عملاء الموساد تسربوا إلى باكستان لضرب المفاعل، إضافة إلى البيان الرسمي الصادر مؤخراً عن المجلس الوزاري الباكستاني الذي أكد قيام عملاء الموساد والهنود بإثارة الاضطرابات في البلاد لزعزعة استقرار البلاد.

وفي عهد الرئيس الباكستاني السابق (ضياء الحق) ذاعت شائعات بأن طائرات يهودية تزودت بالوقود من دلهي لضرب المفاعل الباكستاني، وعقب (ضياء الحق) على هذا بقوله: إنه لو حصل هذا فسيعد هذا اعتداء على باكستان، ويؤدي إلى حرب كبيرة وشاملة.

فوجود اليهود في كشمير أو غيرها كما حصل في مساعدتهم للحكومة السريلانكية عام 1983م ضد المتمردين التاميل

إنما يهدف إلى الاقتراب من الحدود الباكستانية، ودراسة إمكانية ضرب المفاعل.

وعلى المستوى الثقافي والحضاري اتبعت الهند استراتيجية قريبة من استراتيجية اليهود والروس ومحاكم التفتيش في الأندلس في التعامل مع المسلمين، وأرسلت القيادة الهندية خبراء كباراً لأسبانيا لدراسة السياسة التي اتبعها حكامها السابقون ضد المسلمين أيام محاكم التفتيش، ووصل إلى هناك السياسي الهندي المتمرس (د. بي. دهر) وأعد تقريراً مطولاً ومفصلاً بهذا الشأن، وتوجه بعدها إلى الاتحاد السوفياتي ليعين سفيراً لبلاده هناك، ودرس أيضاً الأساليب الروسية في مقاومة المسلمين، وبعد هذا خرجت الهند بضرورة محاربة التعليم الإسلامي، وطمس هوية كشمير المسلمة، ونشر التعليم العلماني، وتشجيع الحركات العلمانية على حساب الحركات الإسلامية خاصة بعد ظهور الحركات الجهادية في كشمير.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply