الوثن الجديد (1)


بسم الله الرحمن الرحيم

 

انشغلت حركات النسوة الجديدة، بتذويب الفوارق الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية، بين الذكور والإناث، وأهملت دورها الطبيعي الذي يمكنها من صناعة مستقبلها، ومستقبل مجتمعاتها، إن هي استغلته في تنمية قدراتها التي خصها الله بها. فكانت النتيجة تشبه بالجنس الآخر، وتقليد له، وانسلاخ عن الفطرة التي فطر الله الإنسان عليها، وطغيان النساء، وفسق الرجال، وشذوذ جنسي، وزواج مثلي...وهذه وثنية جديدة تستهدف الإسلام، وهوية أتباعه، وتعمل على هدمه وتدميره من الداخل.يقول - صلى الله عليه وسلم - (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء، ولا من تشبه بالنساء من الرجال. ) إن حركات النسوة الجديدة، لم تعد تتورع عن الدعوة وبأعلى صوتها إلى الفاحشة، بحجة الحرية والديمقراطية. تقول الكاتبة الوجودية سيمون دي بوفوار: (من حق الزوجة أن تزني، وإذا كان زوجها يضيق بوليد من أب آخر. فإن التقدم العلمي حل هذه المشكلة. ) (نقلا عن ركائز الإيمان بين العقل والقلب لمحمد الغزالي ص302) وتضيف قائلة: بأن من مآثر العلم الحديث، أنه هدم الحجة العتيقة، بما ابتدعه من وسائل منع الحمل، وبذلك تمكن المعاشرة الجنسية بلا قيد، ولا شرط، وبدون نتائج يتضرر منها الزوج، ويتذرع بها القانون، لتشديد النكير على الزوجة، التي تثبت عليها الخيانة الزوجية. (المرجع السابق ص 302). وتتمادى سيمون في طغيانها، حين ترى ممارسة الحب خارج بيت الزوجية، أفضل من الزواج. لأن الحب إرادي، ومجاني، وغير مكلف اقتصاديا، ولا اجتماعيا. تقول سيمون: (إن مبدأ الزواج، مبدأ فاضح ناب ولأنه يحول إلى حق، وواجب، ما هو بحكم الطبيعة تبادل حر، ينبغي أن يقوم على الباعث التلقائي. ) كما تدعو سيمون إلى الاعتراف بالأم العازبة، وحقها في الإنجاب، من دون أن ترغب في الارتباط بزوج، تلحق بعالمه، وتكون له خادمة، ينال منها لذته، ومتعته. مقابل تعويض مادي هو ضمان الاستقرار. كما أن ابنة نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني تعلن في كتابها [الآن حان دوري: يوميات في الحياة السياسية] عن كونها مثلية الجنس وعن علاقتها الحميمية بشريكتها هيذر بر، وعن تأييدها لزواج المثليين وقانونيته. (مجلة بيبو في عدد الجمعة 5/5/2006). ويرى أحد المفكرين الساريين المغاربة (أن الدعارة عمل جنسي لا فرق بينه وبين أي عمل آخر شريف). ويدعو بدوره إلى تبني الأخلاق المدنية المدافعة عن حق المتعة الجنسية الحرة، التي لا تتقيد إلا بالعازل الطبي. يقول هذا المفكر: (... يتم تبني الغشاء الواقي من خلال تصور أداتي، وبرغماتي دون تبني الأخلاق المؤسسة له، تلك الأخلاق المدنية المدافعة عن حق المتعة الجنسية بغض النظر عن الهوية الجنسية رجل/امرأة وعن الوضع الزوجي متزوج/ غير متزوج وعن الاتجاه الجنسي غيري/ مثلي) كما يربط هذا المفكر، بدون علم، ولا مراعاة، و احترام لمشاعر مجتمعه الدينية، والعرفية، بين التنمية والإباحية. فيقول: (إن دعوة الفضائيات الإسلاموية إلى الصوم الجنسي، وإلى الفصل بين الجنسين، وإلى ارتداء الحجاب، والنقاب، دعوة تناقض صراحة ضرورة التنمية، وتناقض أساسا حتمية التنمية البشرية ووجوبها. ). وكأني به قد غابت عنه المآسي الاقتصادية، والاجتماعية، والصحية، التي تسببها الإباحية الجنسية، وما تجره من أمراض كالسيدا، التي تنتشر بشكل مخيف، تاركة دمارا في النفوس، والاقتصاد، ومعرقلة للتنمية التي يتحدث عنها صاحبنا. بل مهددة لها بالأساس، ونموذج جنوب إفريقيا وأغندا شاهد على ما أقول. إن وزارات الصحة العالمية تنفق على الأمراض التي تسببها الإباحية الجنسية بلايين الدولارات، و كان من الممكن أن تنفق جزءا يسيرا منها، لبناء بيوت زوجية. وتحافظ على صحة وسلامة مواطنيها. إن حركات التحرر الجديدة تحرض المرأة على التخلي عن وضيفتها الطبيعية كأم، وكحاضنة، وكمربية لأجيال المستقبل... وجردتها من أنوثتها، وأيقظت فيها الجانب الحيواني الغريزي. ثم سلطتها على المجتمع، لتنخره كالسوس، بنشرها للفتنة في كل مكان، عن طريق التفنن في العري، الذي يثير الغرائز، ويلفت النظرة الحرام، والفكر الحرام. كما دفعت بها إلى مستنقع الجريمة، وحولتها من صانعة للرجال، كالخنساء، إلى مهندسة للجرائم. فبعد أن حققت المرأة الحرية، وشاركت الرجل في كل أعماله ومناصبه السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، و وطدت علاقتها مع الرجال بلوجها إلى الحياة العامة حتى حلاقة الرجال للنساء، والنساء للرجال، في محلات عمومية - فرطت في مسؤولياتها التربوية، كأم لها أثر بالغ في التنشئة الاجتماعية تاركة البيت لطفل المفتاح، وساهمت في تزايد نسبة الجريمة. يقول المجدوب أحمد علي: (إن معدل الجريمة يرتبط مباشرة بولوج النساء الحياة العامة، وتتزايد نسبة جرائمهن، مع تزايد مسؤوليتهن... لأن النساء كأمهات، لهن أثر هائل على أطفالهن، لكونهن مسئولات وحدهن عن تنشئتهن الاجتماعية: (المرأة والجريمة القاهرة دار النهضة العربية 1977 ص3) إن الغرب يحاول أجندة الحركات النسوية، من أجل التغيير السياسي، والتشريعي وتقويض عرى الإسلام عروة، عروة. ومن أجل النيل من ما يعتبر من الثوابت في العالم الإسلامي كالأسرة، والإنجاب، والقوامة، والتعدد، والطلاق، والزواج بغير المسلم... إن الحركات النسوية في عالمنا الإسلامي تحمل في ذاتها أهدافا ومشاريع تضر بمصالحنا الاقتصادية، و الدينية، وتخلخل عوائدنا، وأعرافنا، وقبل ذلك عقائدنا، وتمرر قوانين جديدة للأسرة لا تمت بصلة بشريعتنا. ومن ثم نجد الأمم المتحدة، وكافة المنظمات الدولية، والمحلية

(يتبع)

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply