لا يرضاه المشرع ولا الشارع اليمني، فلم التبرج ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

 

من المشاكل المهمة الخطيرة التي تتعرض لها المجتمعات الإسلامية بشكل عام، ومجتمعنا اليمني واحد منها، الفئات التغريبية المتمردة على ثوابت الأمة وعادات الشعوب وتقاليدها، وتلك الفئات تستقي ثقافتها وأخلاقها من الغرب، وتحاول فرض رؤيتها التغريبية تلك على البلاد الإسلامية التي تعيش فيها، وقد استطاعت فرض بعض الأساليب التغريبية في أجزاء من بلاد المسلمين وما زالت دعواتها ضعيفة في بلاد أخرى.

 

فإذا كان موضوع الحجاب مثلا، قد أصبح محاربا في بلاد كتركيا وتونس وأمثالها من البلاد، فإن هذا الأمر لم يحصل هكذا مصادفة، وليس من قبيل القرارات المفاجئة التي لا تاريخ لها، ولا حيثيات قديمة، وإن كان بلدنا ما زال محصنا وبعيدا عن هذه الأفكار المنحرفة، بسبب الحكمة التي وصفها النبي - صلى الله عليه وسلم - فيه، وبسبب الصحوة الإسلامية المباركة، والعادات والتقاليد المحمودة، وكذلك بعض البلاد المجاورة، فإن نفرا من المنتسبين لهذه الأمة يسعون إلى التمرد على تلك الثوابت ويسعون إلى السباحة عكس التيار حتى يصبح الأمر الذي يسيرون عليه مألوفا.

 

ولعل السيدة أمل الباشا رئيسة منتدى الشقائق واحدة من تلك النخب التغريبية، وقد اعتادت أن تظهر متبرجة كاشفة لشعرها ولمحاسن وجهها ونحرها -وإن كانت المحاسن غير لافتة بسبب التقدم في العمر وبسبب أن الله - عز وجل - لم يهبها جمالا أو بهاء لافتا- واشتهرت السيدة أمل بهذا التبرج منذ فترة من الزمن، فكانت تحضر اللقاءات والندوات والمؤتمرات بهذا الشكل الشاذ والغريب عن قيم مجتمعنا.

 

وقد لفت نظري ونظر الكثيرين ممن تابعوا اللقاء الأخير للسيدة أمل في قناة العربية يوم السبت الماضي، وببرنامج إضاءات مع المذيع تركي الدخيل، كيف أنها تطالب الحكومة اليمنية بحماية تبرجها وخروجها بهذا الشكل من نظرات وتصرفات الشارع اليمني الرافض لهذه الممارسة السلبية.

 

وقد أحرج صاحب البرنامج الأستاذ تركي الدخيل السيدة أمل حين قال لها: لماذا ترفضين رغبة الشارع اليمني الذي تقولين أنه لا يريد هذه التصرفات وتطالبين الحكومة بحماية حريتك غير المقبولة شعبيا، فتهربت من السؤال إلى تناول موضوع كشف الوجه وأنه مسألة خلافية.

 

وهذا الأمر الذي تقوم به السيدة أمل الباشا، وهو التبرج الكامل، أمر يمنعه المشرع قبل أن يرفضه الشارع اليمني، والمشرع هو الله - سبحانه وتعالى - ورسوله - صلى الله عليه وسلم -، وقد جاء الأمر القاطع الواضح في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة للنساء بالحجاب وأن يسترن شعورهن ونحورهن، وإنما الخلاف في الوجه واليدين فقط، وليس في الشعر والرقبة والصدر وغيره...

 

وفي هذا التصرف من السيدة أمل الباشا، ومن غيرها من التغريبيات اليمنيات، مخالفات متعددة لأكثر من جهة ومصدر، ولا يقرهن على تصرفهن أي تشريع أو نظام في بلادنا والبلاد المسلمة:

 

<! -[if! supportLists]->- <! -[endif]->فهن يخالفن الشريعة الإسلامية بهذا التبرج المكشوف، المحرم دينيا، والذي يعد معصية لله - سبحانه وتعالى -، وإثما يستحق التأديب من ولي الأمر الذي يحكم بما أنزل الله - عز وجل -.

 

<! -[if! supportLists]->- <! -[endif]->كما أنهن يخالفن النظام الأسري الإسلامي المعمول به في اليمن والعادات والتقاليد الطيبة الحسنة، ويخالف نظام الأسرة العربية اليمنية، ولا أدري كيف يسمح لهن أولياؤهن بمثل هذا الأمر..

 

<! -[if! supportLists]->- <! -[endif]->وهن أيضا يخالفن الدستور اليمني الذي أعلن صراحة أن الشريعة الإسلامية مصدر جميع التشريعات، خاصة والسيدة أمل ومثيلاتها من المتحججات بالقانون والدستور في كثير من مطالبهن الحقوقية وسواها، وهن يخالفن هذا الدستور في ممارستهن اليومية.

 

<! -[if! supportLists]->- <! -[endif]->كما أنهن يخالفن رغبات الشارع اليمني الذي قالت السيدة أمل أنه ينظر إليهن باشمئزاز ويلاحقهن بنظرات الاحتقار لتبرجهن هذا، وخروجهن عن الأحكام الدينية والعادات المحلية والأعراف اليمنية..

 

فلماذا تصر السيدة أمل وصويحباتها على هذا التبرج القبيح، وسنة من يتبعون، وعلى أي أساس يتكئون...

 

إذا لم ينقادوا للأحكام الإسلامية، وللتقاليد والأعراف، ولرغبات الشارع اليمني، فلأي شيء انقيادهم في هذا التبرج؟؟؟

 

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply