سلمان رشدي وحقد الغرب على الإسلام


بسم الله الرحمن الرحيم

 

أكرمت ملكة بريطانيا اليزا بث قبل أكثر من أسبوع رجلاً، بأعلى وسام في الأدب الإنجليزي، بكل مستلزمات التكريم: من تقديم التحية بالطلقات المدفعية المعتادة لكبار الشخصيات، وإتيانه إلى مكان التكريم بأعظم إجلال عرفته بريطانيا في تاريخها الحديث، وتقديم التحية بفرقة الخيالة الملكية، وإركابه العربة الفخمة تجرها الخيول، وتسبقها عربات خيالة ترحيباً به، وتعقبها عربات خيالة طلباً لبركة المُكرَم، تحرس الموكب كله الشرطة بفرقة الدبابات مقدمة ومؤخرة ويمنة ويسرى، عرفاناً لأعمال هذا الأديب.

فمن هو هذا الأديب؟ وما هي أعماله الأدبية؟ التي استحق عليها كل هذا التكريم، بأعلى وسام من أوسمة بريطانيا؟.

إنه سلمان رشدي، هندي الأصل بريطاني الجنسية، مجهول الحال، مطمور النسب، ظهر في الساحات الهندية كناقد ليبرالي للإسلام وتشريعاته الإنسانية، فَانهَالَت عليه الدولارات اليهودية، وَاحتَضَنَتهُ الصحافة الغربية، فأخذَت تكيل له المدح والثناء من غير وزن أو تمتير.

فجَرَّأَهُ ذلك إلى إصدار أسوأ مؤلفاته، {الآيات الشيطانية} الذي نقد فيه نبي الطُهر والعَفَافَ محمداً - صلى الله عليه وسلم -، فصَوَّرَه على غلاف الكتاب في طبعته الأولى الفخمة المحدودة بصورة دِيكٍ, تحته تسع دجاجات، وللصورة دلالتها على ما يحتويه الكتاب.

هاج العالم الإسلامي آنذاك على هذه الإهانة لرسولها - صلى الله عليه وسلم -، وقدمت العديد من الدول مذكرات احتجاج على الكتاب والمؤلف، وطالبت بريطانيا بسحب الكتاب من الأسواق ومعاقبة الجاني، فجاء الرد البريطاني البارد باسم حرية الرأي، وإن نظام الصحافة يضمنه لكل أحد وإن سلمان رشدي وكتابه أحد هؤلاء الذين ينطبق عليهم هذا القانون.

فاصدر إمام الشيعة {الخميني} فتوى بإهدار دمه لارتداده، وإن الذي يأتي برأسه حياً أو ميتا يُكَافَأ بنصف مليون دولار، فَأَخفَتهُ بريطانيا عن الأنظار حفاظاً على حياته، ووصل الخوف بسلمان ومن يتعامل معهم........... حداً يصعب تصوره، فقد امتنعت شركات الطيران آنذاك عن إركابه في طائراتها، خوفا على سلامة المسافرين والطيارين والطائرة.

فنزل سلمان تحت السرداب، وعاش حالة رعب وَصَفَتهُ زوجته الشقراء بالمهلوس والمهستر، وطَلَّقَتهُ الشقراءُ بعد أربعة أشهر على هذه الحال المرعبة، لعدم تَكَيٌّفِها بأجواء الرعب التي تحاصر الأسرة، طول اليوم وطول الأسبوع وطول الشهر وطول السنة وطول السنوات.

 

فظل الرجل مختفياً عن الأنظار قرابة أكثر من عقد من الزمان، وكان آخر ظهوره قبل التكريم في أميركا، التي تبث {الإسلام المُتَنَوِّر} فقد كان أحد المأمومين الذين أدوا فريضة صلاة الجمعة، خلف الإمامة الأمريكية الإفريقية الدكتورة أمينة ودود يوم 25 مارس {آذار} 2005 م، وكان خلف هذا النشاط المحموم ـ إمامة المرأة للرجال والنساء ـ إسراء النعماني التي ترتبط بسلمان رشدي بصلة قرابة في النسب، وهي على منصب كبير في C.I.A.

وقام المأمومون بأدائها في ساحات إحدى الكنائس بنيويورك، لعدم وجود مسجد أمريكي يسمح بأدائها بإمامة الدكتورة أمينة ودود، وتَمَّت الفريضة تحت حراسة مشددة، ونقلت شعائرها حيةً على الهواء، شاهدها مليار ونصف مليار مسلم، وقد نَظَّمَت هذه الفريضة جمعية {اصح من نومك يا مسلم} MUSLIM WAKEUP، التي تعتبر فرعا نشطاً للمنظمة الأم {الاتحاد الأمريكي الشمالي للرقي والتقدم} PROGRESSIVE UNION OF NORTH AMERICAمن أعظم أهدافه الدعوة إلى الزواج المِثلِي ـ السحاق واللواط ـ وإلغاء الحدود الشرعية.........

السؤال الذي يطرح نفسه أين الصوت الإسلامي المنكر لهذا التكريم الملكي البريطاني، على المستوى الرسمي أو المستوى الشعبي، هل يكفي تنديد البرلمان الباكستاني الذي طالب بسحب هذا الوسام، كما طالب اللجنة اليهودية المشرفة على الترشيح بتقديم اعتذارٍ, خطيٍ, علنيٍ, إلى جميع المسلمين.

وأقل ما يجب على المسلمين دولاً وشعوباً وأفراداً إظهار الصوت المنكر لهذا التكريم الذي جرح شعورهم جميعا دون استثناء.

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply