الرجل والمرأة وهم المساواة


بسم الله الرحمن الرحيم

 

 صدر حديثاً كتاب (الرجل والمرأة: وهم المساواة) للمؤلف: مصطفى شكيب، وسعى الكتاب لتفكيك الأسطورة التي راجت في العقود الأخيرة وهي القول بالمساواة المطلقة بين الرجل والمرأة، ليس في الحقوق والواجبات من ناحية نظرية بل حتى بيلوجياً، يرى المؤلف أن "شعار المساواة بين الجنسين، موضة الجنس الواحد، صورة المرأة الميكانيكية مصلحة السيارات وصورة الرجل مبدل حفاظات الرضيع، كل هذا قد يصطدم بآخر الأبحاث والحقائق العلمية حول استعدادات الرجل والمرأة لأدوارهما في الحياة. نعم ليس الأمر كما يقولون، مجرد تربية وتنشئة للأطفال على سلوك معين، بل أقوى وأعمق من ذلك بكثير. ارم كرة في فضاء ما أمام ولد وبنت، ردة فعل كل منهما ستكون مختلفة بالطبع، سيقذف في الغالب الولد الكرة برجله، فيما ستحتضنها البنت لتضمها إليها.

 

هل كان بالإمكان فعل غير ذلك؟ أن تصيح الفتاة وتضرب الكرة بأقصى قوتها بينما يضم الفتى الكرة إليه برفق وهدوء. ماذا تقدم لأولادك وبناتك من هدايا في المناسبات؟ حسب اختيارهن، ستجيب. وكيف كان الاختيار؟ دمى للبنات وشاحنات للأولاد!

 

فمن حدد هذا الاختيار إذن، التنشئة، العادات؟ هل نظن أن هذا كافي لاستمرار أجيال عديدة من الجنسين على السير وفق الميول والحاجات برغم تبدل الأزمنة والعصور وتغيٌّر أشكال وظروف الحياة. ولو حدثت الاستثناءات وخرجت النساء من الكهوف الحديثة إلى أماكن العمل والنشاط، ولو أصبحن طيارات وحاكمات وجزارات، هل حدث تغيير جذري في خاصية الجنس، هل استبدلت عواطف لنساء وروح العلاقات لديهن بطبائع رجولية محضة؟

 

الواقع والإحصاءات تنفي ذلك. الميول الدراسية والمهن التي تتجه إليها النساء معروفة ومحصورة، على مر التاريخ كم لدينا من حاصلات على جوائز نوبل؟ ستجيب النساء دائمًا أن الأمر يعود لمحاصرة الرجال، ولذلك ابتكروا فكرة الكوطا هذه في السياسة التي لا معنى لها إلا تكريس فئوي لا يعكس حقيقة تمثيلية المجتمع.

 

لكن ماذا نصنع أمام تكويننا الجيني والبيولوجي الذي ورثناه منذ آلاف السنين، أنه أساس هذه الاختلافات التي تدعم بالعادات الاجتماعيةº ففي رحم الأم يبدأ الفصل، إفراز هرمونات أنثوية، الاستروجين للجنين الأنثى وأخرى ذكرية، التستسترون للجنين الذكر. كروموزمات لخلية أيضًا، ثنائي واحد من الثلاث والعشرين مختلف بينهما، (xx) للأنثى و(xy) للذكر.

 

وفي المراهقة يتأكد أيضًا هذا الاختلاف الهرموني، لينطلق كل واحد في طريقه على أساس الأولوية للعاطفة أو للتحديات. كفى حديثًا عن جنس مثالي، نحن أمام جنسان متمايزان لكل دوره في هذه الحياة، بل إن هذا التمايز هو سر استمرار الوجود البشري".

 

ويمثل هذا الكتاب تحدياً ممتازاً للموجة العاتية التي قد تؤدي لانهيار العائلة الإنسانية واستبدالها بما يسمى بالأسرة غير النمطية والأسرة النووية ويمثل أيضاً- غضافة حقيقة لسلسلة كتب أخرى دعت لاسترداد إنسانية الإنسان: رجلاً كان أو امرأة بالإعتراف بالفروق بينهما وتأسيس الحقوق والواجبات على ضوء هذا الإعتراف كتاب المذيعة الألمانية - غير مسلمة- الصادر في شهر سبتمبر 2006 م والموسوم بـ"مبدأ حواء".

 

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply