الدور الخفي للجامعات الأمريكية في العالم العربي


 

بسم الله الرحمن الرحيم

الأمريكية في الدول العربية في نشر السياسات التي تتبناها الولايات المتحدة الأمريكية مثل ما تسميه "الحرب على الإرهاب"، حرب الأفكار، ودور هذه الجامعات في تحسين وإعادة الاعتبار لصورة أمريكا التي تزداد سوءاً بين الشعوب الإسلامية على إثر حربها المعلنة ضد كل ما هو إسلامي منذ هجمات الحادي عشر من سبتمبر2001م.

وتضمن هذا التقرير المعنون بـ"مهمة جديدة لجامعات أمريكا في العالم العربي" مؤشرات خطيرة جداً على الدور الحقيقي للجامعات الأمريكية في الدول العربية، يؤكد أنها لم تنشأ عبثاً، وأن مخططاً تم إعداده في دوائر السياسة الأمريكية منذ عشرات السنين للسيطرة على العقول العربية.

ولم يخف التقرير نتيجة هذا الاستثمار الأمريكي الناجح للدرجة التي تباهى فيها بانتساب غالبية القادة في العالم العربي حالياً للجامعات الأمريكية.

ودعا التقرير إلي مزيد من هذا الاستثمار في التعليم لدوره الكبير في تغيير الفكر السائد في العالم العربي بما يتوافق ووجهات النظر الأمريكية، حيث ذكر قول النائب الأمريكي السابق "لي هاملتون" رئيس لجنة الحادي عشر من سبتمبر في شهر يناير 2007م: "إن هذه الجامعات مراكز امتياز وتفوق في البلاد التي تقع فيها، معبراً عن دهشته من عدد الزعماء وقيادات المجتمع التي تخرجت من الجامعات الأمريكية في العالم العربي، مؤكداً أن الاستثمار الحقيقي لابد أن يكون في مثل هذه المؤسسات التعليمية، داعياً إلى دعمها وتقويتها".

وأشار التقرير إلى مشاركة رؤساء الجامعات الأمريكية في العالم العربي في لقاءات وندوات مشتركة بالعاصمة واشنطن للاتفاق والتنسيق حول كيفية تطوير دور هذه الجامعات لخدمة الأهداف الأمريكية، وكانت أهم هذه اللقاءات الفكرية والإعلامية مع وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس ومساعدتها دينا باول، وندوة في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي في محاولة للسيطرة على تنامي مشاعر العداء والكراهية للولايات المتحدة في معظم دول العالم وخاصة في العالم العربي عقب الاحتلال الأمريكي للعراق.

وفي الندوة المشار إليها "راهن رؤساء تلك الجامعات على أجيال الشباب من الخريجين من الجامعات الأمريكية الذين يعرفون ويقدرون "القيم والمبادئ الأمريكية"، حتى وإن اختلفوا مع بعض سياساتها، وأن هؤلاء هم الذين يمكنهم أن يبنوا جسور التواصل، ويبدأوا حواراً بناءً كممثلين لأوطانهم والولايات المتحدة، كما راهنوا على دور هذه المؤسسات بما تقدمه من مناهج وطرق تدريس، وبما تنتجه من بحوث ودراسات في تغيير التفكير السائد في العالم العربي"، وأهم هذه الجامعات والمؤسسات الأمريكية التي تتخذ من بلدان العالم العربي مقرات أو فروعاً لها:

1- الجامعة الأمريكية ببيروت AUB، وتأسست عام 1866م كمؤسسة تعليمية خاصة مستقلة تلتزم بمقاييس التعليم في ولاية نيويورك.

2- الجامعة الأمريكية في القاهرة AUC، وتأسست عام 1919م، كجامعة خاصة مستقلة.

3- الجامعة الأمريكية في الشارقة AUS، وتأسست عام 1997م بواسطة حاكم إمارة الشارقة الشيخ سلطان بن محمد القسيمي كجامعة مستقلة خاصة تتبع معايير التعليم في الولايات المتحدة.

4- الجامعة اللبنانية الأمريكية LAU، وهي جامعة خاصة تعتمد معايير التعليم في ولاية نيويورك.

5- فروع الجامعات الأمريكية في قطر، حيث أنشأت خمس جامعات من كبرى الجامعات الأمريكية فروعاً لها في مدينة الدوحة ابتداء من عام 2005م، وهذه الجامعات هي كورنيل، وكارنيجي ملون، وجورجتاون، وتكساس أيه أند أم، وفرجينيا كومنولث.

6- بالإضافة إلى هذه الجامعات هناك مؤسسات تعليمية أمريكية تنتشر في العالم العربي مثل "الأيمديست" و"مؤسسة فولبرايت" التي تقدم منحاً سنوية للدراسة في الولايات المتحدة.

وبعد فإن أخطر ما في هذا التقرير أنه يكشف الهشاشة التي يعيش فيها المسلمون في العالم العربي، الذين تركوا عقولهم رهينة للاستثمار الأمريكي، وبنقودهم، حتى بات الأمريكيون يراهنون علي نجاح مخططاتهم إيماناً بأبنائهم من طلاب الجامعات الأمريكية على امتداد الدول العربية.

دعونا نكشف ستر الزيف الذي يعيشه عالمنا العربي بإرادته، فالجميع يتسابق للتفاخر بالانتساب إلى الجامعات الأمريكية وحتى باللبس الأمريكي، والأكل الأمريكي، والأفلام الأمريكية لدرجة التباهي بإتقان اللكنة الأمريكية في التخاطب بالإنجليزية.

فإذا كان المسلمون قد تناسوا أو فقدوا الذاكرة فيما يتعلق بمخططات الأمريكيين لهم فإن دماء أبنائهم في العراق وفلسطين وأفغانستان والصومال، والاستيلاء على أموالهم ونفطهم بدواعي مختلفة، والانحياز الدائم للعدو الصهيوني قد ينعش ذاكرتهم، ويدلهم على أية مواقف ينبغي أن يقفوها من كل ما هو أمريكي.

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply