ثورة الشذوذ الجنسي في الغرب تهدد العالم الإسلامي !


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في زمن العولمة، وتلاشي الموانع، تفتحت شهية الشواذ الغربيين لتوسيع دعوة نشر الشذوذ عبر العالم والدفاع عن كل شاذ، وتحطيم الشرائع الدينية، وغزو المواقع السياسية، ويوماً بعد يوم، تزداد الظاهرة توحشاً ولا أحد يستطيع أن يتصدى لها..

بل بدأ الكثير من الدول الغربية في الاعتراف بزواج الشذوذ تحت الضغط الإعلامي والشعبي بأحقية هؤلاء في الزواج الرسمي.

ففي العشرين سنة الأخيرة شهدت أوروبا وأمريكا حركات احتجاجية قوية، لكنها هذه المرة تشهد احتجاجات فريدة من نوعهاº احتجاجات على إدانة الشذوذ والمطالبة بالاعتراف به، وتخفيف أو إلغاء كافة القيود القانونية والاجتماعية والأخلاقية الناتجة عن هذه الإدانة.

 

انتكاس فطري

وقد أدت هذه الحركات الاحتجاجية إلى اعتراف الجمعية الطبية الأمريكية النفسية بالشذوذ، وإعلان أنه ليس مرضاً حتى يعالج، بل إن "كالم مكلر" وهو أحد علماء الكيمياء الحيوية في بريطانيا تعرض لفكرة إمكانية تخليق جنين من أبوين شاذين باستخدام تكنولوجيا الاستنساخ، وذلك من خلال تفريغ بويضة من نواتها واستبدالها بنواة الحيوان المنوي لأحد الأبوين ثم القيام بتلقيح صناعي للبويضة بحيوان منوي من الأب الآخر، ويتم زرع البويضة الملقحة في رحم امرأة متبرعة حتى استكمال فترة الحمل.

وليس من الغريب أن اليهود كان لهم السبق في دعم مثل هذه التوجهات الشاذة عندما صوّت الحاخامات المنتمون لأكبر تجمع يهودي في الولايات المتحدة لصالح الاعتراف بزواج الشواذ، وذلك في المؤتمر المركزي للحاخامات الأمريكيين التابع لحركة الإصلاح اليهودية، حيث صرح رئيس المؤتمر تشارلز كرولوف قائلاً: "إن من حق الشواذ الاعتراف بزواجهم واحترامهم".

ومنذ عام 1995م، والحركة توافق على تعيين حاخامات مثليين اعتماداً على مبدأ "أن جميع اليهود متساوون في التدين بغض النظر عن توجهاتهم الجنسية".

ثورة الشذوذ: وقد ظلت النظرة السلبية تجاه الجنس المثلي منتشرة في المجتمع الغربي حتى نهاية القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر، عندما بدأت العلوم الطبية والنفسية في التطور والتقدم، فتغيرت النظرة، وحذفت كلمة إثم أو ذنب من القاموس الطبي، ووضع مكانها لفظ "مرض"، وكمثال ربط العالم "كرافت" الشذوذ الجنسي بالتغيرات الجينية والوراثية وبالضعف الحادث في الجهاز العصبي، ومع بدايات القرن العشرين، حدث شبه إجماع من علماء النفس على أن الشذوذ الجنسي هو مرض يولد به الإنسان...

من هنا بدأت نظرة أكثر تسامحاً ولا أقول تعاطفاً مع الشذوذ، حتى أن تقرير "ولفيندن" الذي نُشر في بريطانيا عام 1957م، أوصى باستبدال كل القوانين التي تجرم الشذوذ، وكان عام 1969م هو بداية الشرارة الثورية لعالم الشذوذ الجنسي.

وبدأت الثورة حين هاجم البوليس حانة فندق يجتمع فيه الشاذون جنسياً في نيويورك، فاندلعت أعمال الشغب واستمرت المظاهرات لمدة ثلاثة أيام متواصلة تنادي بحق الشذوذ، وتهتف بسقوط الرجعية الجنسية!

وقد أخذت ظاهرة الشذوذ الجنسي في تطورها بالمطالبة بالزواج الرسمي وتوثيقه، حيث إن توثيق عقود زواج للشواذ يحمل معنى زائداً عن الإغراق في الفحش والانتكاس، حيث يمثل بديلاً عن الزواج، ونوعاً جديداً من الأسر.. فهؤلاء الشواذ لم يكتفوا بحرية ممارسة جريمتهم، بل يريدون جعل علاقاتهم المنحرفة أمراً عادياً شأنه شأن الأسر السوية.

وتوثيق عقود زواج يعني أن يرث كل فرد في هذه العلاقة الزوجية رفيق فحشه، وأن يعاملهم الدستور معاملة زوجين طبيعيين، كرجل وامرأة، من الحصول على التأمينات، والخدمات، والراتب التقاعدي "المعاش" إلى غير ذلك، كما يمكنهم الحصول على أطفال بالتبني..

وقد حدث هذا بالفعل في هولندا، حيث سمح القانون بعد تبني البرلمان الهولندي بأغلبية كبيرة قانوناً يجيز رسمياً زواج الشواذ وتبني الأطفال من قبل شاذين، بشرط أن يحمل الطفل الجنسية الهولندية، تجنباً لمشكلات قضائية معقدة مع الدول التي لا تعترف بهذه العلاقات رسمياً.

 

النموذج الألماني في الشذوذ

وفي ألمانيا اتجهت ظاهرة الشذوذ الجنسي من الوسط الشعبي إلى الوسط السياسي، حيث شهدت البلاد في السنوات الخمس الماضية تورطاً كبيراً في هذه الظاهرة المرضية، حيث تفشى الشذوذ بين الوزراء، والنواب، والقادة الحزبيين، والمسؤولين في الدوائر الحكومية، بعد أن كانت في العهد النازي جرماً عقوبته الإعدام، والتعذيب، والتشهير الاجتماعي. واللافت أن تهافت السياسيين على الاعتراف بشذوذهم الجنسي بات مطلباً انتخابياً بعد أن كشفت التجربة بأن السياسيين الذين اعترفوا بشذوذهم الجنسي فازوا بأعلى نسبة من أصوات الناخبين، وهكذا، لم تعد هذه الظاهرة بعد اليوم شائنة وعيباً اجتماعياً، بل باتت برنامجاً انتخابياً يستهوي الناخبين الذين يقدّرون جرأة المرشّح وصراحته، كما يستهوي "حزب الشاذين جنسياً" الذين يصوتون لمن يدافع عن "قضيتهم"، والذين كشفت الإحصاءات بأنهم الحزب الأوسع انتشاراً، والأقوى تنظيماً، وانضباطاً من جميع الأحزاب الألمانية التاريخية الكبرى.

وفي هذا السياق، أكد رئيس المجلس المركزي لجمعيات الشذوذ الجنسي في ألمانيا "كلاوس ياتز" أن عدد الشاذين جنسيا في أوساط المهن الحرة، من السياسيين، والأطباء، والمحامين، والصحافيين في ارتفاع مطرد بعد التسامح الاجتماعي، وتقبّل العديد من "المحافظين" لوضعهم، ويرفض في حديث لصحيفة "بيلد" تصنيفه بكلمة "شاذ" في زمن ضياع مفهوم كلمة "الطبيعي"، ويصرح ياتز بأنه في بعض المدن الألمانية الكبرى يوجد اليوم أحياء خاصة يقطنها هؤلاء، وتضمن كافة عناصر "البنى التحتية" لطريقة عيشهم، وهي تعجّ بالمقاهي، والمطاعم، وعيادات الأطباء المخصصة التي يرتادها من تطلق عليهم زوراً كلمة "شاذين"، أو "سحاقيات".

وتكشف صحيفة "برلينر تسايتونغ" أن من بين كل عشرة مواطنين في مدينتي برلين وكولونيا شاذ جنسياً، وأن ألمانيا اليوم لم تعد خائفة من عقوبة إعدام تلحق بالشاذين جنسياً، كما كانت الحال قبل ستين عاماً، ولا من عقوبة الطرد من الوظيفة، كما حصل مع ممثل الجيش الألماني في حلف "الناتو" "الجنرال كيسلينغ" قبل عشرين عاماً.

وبات المجتمع الألماني اليوم أكثر قبولاً لزواج المثليين، وتقبلاً لتبني رجلين "متزوجين"، كما هي الحال مع المغني باتريك ليندنر وصديقه ميشايل لينك.

 

اختراق العالم الإسلامي

وبالرغم من انتشار العديد من الأفكار والسلوكيات الغربية في العالم العربي والإسلامي، إلا أن المجتمع الإسلامي مازال يشكل قلعة حصينة ضد دعوات الشواذ في الغرب وخاصة التنظيم الدولي للشاذين جنسياً، والتي تقوى شوكته يوماً بعد يوم، ففي كل مرة يفتضح أمر بعض الخلايا الشاذة في الدول العربية، ويقيم التنظيم الدولي للشاذين ضجة كبيرة ضد البلد الإسلامي الذي يطارد إخوان لوط، وقد وقع هذا في مصر منذ أكثر من عشر سنوات حين اعتقلت خلية للشذوذ الجنسي، وعبادة الشيطان، وقدمت للمحاكمة، فأقامت المنظمات الغربية زوبعة ضد مصر، متهمة نظام مبارك بمحاباة الإسلاميين وإرضائهم، وتدخلت شخصيات سياسية غربية كبيرة في القضية، وتكرر هذا في الإمارات العربية المتحدة، حين داهمت السلطات فندقاً كان الشواذ ينظمون فيه عرساً جماعياً لهم، وشهد المغرب أيضاً حالات متكررة، تدخلت فيها المنظمات الإسبانية والفرنسية والبريطانية.

ويسعى التنظيم الدولي للشاذين إلى اختراق العالم الإسلامي بطرق مختلفة، منها إنشاء منظمات وجمعيات محلية، وقد استطاع اختراق لبنان في هذا المجال فظهرت بذلك العام الماضي أول جمعية للشاذين اللبنانيين تدعى "منظمة حلم".

 

سلاح المال واللجوء السياسي

ومن الأساليب المتبعة في غزو العالم العربي والإسلامي التمويل واللجوء السياسي، فضلاً عن الاختراق القانوني، والدبلوماسي، والثقافي، والديني، والإعلامي، فعلى صعيد التمويل، قدم البنك الدولي مساعدة مالية للمنظمة التركية الوحيدة التي يتجمع تحت لوائها الشاذون الأتراك وهي "كاووس ج. ل. " في أكتوبر 2005م لتنظيم ورشات تتدارس مشاكلهم في تركيا، وتعتبر هذه العملية سابقة في تاريخ البنك الدولي، ورغم هزالة المبلغ (نحو 5000 يورو)، فإن ذلك اعتبر اعترافاً رسمياً من مؤسسة مالية عالمية.

وعلى صعيد اللجوء السياسي، منحت عدة دول أوروبية حق اللجوء لشاذين من دول إسلامية مثل الشاذ الباكستاني الذي احتضنته جمعية مختصة بتقديم المساعدات لشواذ العالم العربي والإسلامي يوم 16 مارس 2006م، وكذلك المغربي "أنس الجزولي" الذي يعيش بفرنسا مدافعاً عن الشواذ المغاربة، ويدين كل "اضطهاد" يقع عليهم، وقد سبق لهذا الشاذ أن كان وراء تنظيم مسابقات ملكة جمال المغرب، غير أن إسلاميي المغرب تصدوا له، مما دفعه للجوء إلى العمل السري ثم الهروب إلى الخارج.

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply