بلغوا العلماء عني أنني لم أعد أحتاج إليهم فهذا فاروق حسني قد بين ديني ووضحه


 

بسم الله الرحمن الرحيم

 

في مقابلة أجرتها صحيفة "المصري اليوم"، قال وزير الثقافة المصري، فاروق حسني أن الحجاب عودة إلى الوراء، وأضاف أن النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس". واعتبر المفتي أن الدين أصبح الآن مرتبطا بالمظاهر فقط "رغم أن العلاقة الإيمانية بين العبد وربه لا ترتبط بالملابس". وأعرب الوزير المصري عن اعتقاده، بأن "حجاب المرأة يكمن في داخلها وليس في خارجها ولا بد أن تعود مصر جميلة كما كانت وتتوقف عن تقليد العرب الذين كانوا يعتبرون مصر في وقت من الأوقات قطعة من أوروبا.

 

كنت سأقول لما سمعت الخبر: "تمخض الجبل فأنجب فأراً"، ولكن هذا لا يصح، فلم يكن وزير الثقافة المصري يوماً جبلاً، ولا تلة، ولم يكن قلعة في الثقافة ولا حتى حصية صغيرة.

 

ويتساءل المرء، ما علاقة وزير الثقافة المصري، بموضوع الحجاب، وهل أرسله الله هادياً لنساء المسلمين، أم أنه ارتباط فاقدي الهوية بالغرب، فلو دخل حجر ضب لدخلوا وراءه.

 

الوزير حسني فنان تشكيلي، فلماذا لا يبقى في هذا الفن ويترك فن الفتوى والتكلم بأمر الدين لأهل العلم. فمن الذي أوعز لحسني ليتكلم في موضوع لا يعرف عنه إلا اسمه، خاصة وأنه وزير ثقافة، أو من الذي "دعس على طرف الوزير، حتى ينتقد حجاب المسلمات"، أم أن هناك تلازما ما، بين الذين يحصلون على الجوائز الغربية وبين ما يقولونه في الحجاب.

 

هكذا يصبح مفهوماً، لماذا منع التلفزيون المصري، المسلسلات التي تشارك فيها بعض الفنانات المحجبات. وهكذا أصبح مفهوماً لماذا تتجرأ وسائل إعلام مصرية هزيلة على النَّيل، ليس فحسب من الحجاب، بل ومن الصحابة رضوان الله عليهم.

 

أعود لما قاله "المفتي آخر طبعة" عن الحجاب، إذ قال إن النساء بشعرهن الجميل كالورود التي لا يجب تغطيتها وحجبها عن الناس. وهذا اعتراف صريح منه بأنه يرغب بأن تكون النساء بلا حجاب ليستمتع هو وأمثاله بجمالهن، وهذا الأمر معروف منذ القدم، فإن الذي ينادون بتحرير المرأة، غالباً ما يفرجّون بهذه الادعاء عن عقدتهم وكبتهم، ويتمنون لبناتنا خلع العفة ليستمتعوا هم بذلك.

 

والأنكى أن الوزير المفتي نسخة عام 2006، يطالب بأسلوب غير مباشر في هذه التصريحات المهزلة، بأن تكف مصر عن تقليد العرب، وتعود كما كانت قطعة من أوروبا. قد أفهم لماذا يقول الوزير ذلك، فأوروبا هي التي تمنح الجوائز وتحمي كل شاذ باسم حرية الرأي والتعبير، حتى أصبح سلمان رشدي رمزاً للحرية، أما روجيه غارودي، الذي عبر عن الحرية بشكل علمي، أصبح رمزاً للعنصرية واضطهاد الآخر.

 

سمعت عن مفتين تساهلوا في مسألة من المسائل الشرعية، ولكن لم يسبق لي الشرف أن سمعت عن مفتٍ, كمفتينا هذا، يحب أن تكون مصر قطعة من أوروبا. وأنا أسأل الوزير، هل تحب أن تغتصب امرأة كل ساعتين كما هو الحال في فرنسا، أم كل ست ثوان كما هو الحال في أمريكا. أم تريد أن يضرب الرجل زوجته بسكين كبيرة كل ساعة، كما هو الحال في معظم دول أوروبا.

 

هل يريد المفتي، أن نشكل في بلادنا حزباً للدفاع عن ممارسة الجنس مع الأطفال، كما هو الحال في هولندا. لم أعتقد أن وزير ثقافة، أيّاً كانت ثقافته، حتى ولو كان دون ثقافة، كحال وزيرنا هذا، أن يمتلك الجرأة، فيقول بأن بلاد الكنانة يجب أن تكون قطعة من أوروبا. لأن وزير ثقافة بلد ما، يعتز دائماً بثقافة بلده، حتى ولو لم توجد، فما بالك بمصر بلد الثقافة، التي بدأت ثقافتها قبل ميلاد المسيح - عليه السلام - بآلاف السنين.

 

ليت الوزير يذكر كيف كانت مصر مهلكة التتار والصليبيين، الذين جاءوا من أوروبا، التي يريد لها الوزير أن تكون حاضنة لمصر.

 

آه منك أيها الحجاب، فبسببك يشاكس رئيس فرنسا ويعاند، ولا ينام حكام تونس، وبسببك يصبح وزير الثقافة المصري مفتياً، يريد أن يشم رائحة الورود الجميلة ويريد أن يقطفها أيضا.

 

قلت لكم أكثر من مرة وفي أكثر من مقال، لا يمكن أن أتأثر بما فعلته الصحيفة الدنمركية، أو بما قاله البابا في تصريحاته، كما أتأثر بما يقوله فاقدو الهوية بلسان عربي ضد ديننا وعقيدتنا. فالغرب يحقد علينا، ولن أتساءل لماذا يكرهوننا، ولكن الحزن والمصيبة، عندما يتكلم في ديننا ويسفه عقيدتنا، أبناء جلدتنا، بل والقائمون على شأن إحياء ثقافتنا.

 

وتزداد حيرتي، عندما يتظاهر الآلاف ضد الصحيفة المسيئة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بينما تمر تصريحات عديدة في دول عربية عديدة دون أدنى ذكر لها أو وقوف عندها.

 

أمة، هذا وزير الثقافة فيها، كيف يكون حالها، وأين موقعها في هذا العالم المتلاطم، حيث تحاول أصغر الشعوب اليوم الحفاظ على ثقافتها في وجه العولمة والأمركة والأوربة، ووزير ثقافتنا منغمس ومشغول بإبعادنا عن ديننا وعقيدتنا وهما أحد أهم مصادر ثقافتنا.

 

كان على الوزير أن يعتبر الحجاب مثلاً مثل شرب "الحلبة بالحصى"، أو مثل أكل "الفول والطعمية"، إذ يجب عليه أن يعتز بالفول والطعمية، لأنهما جزء من ثقافة الناس، فما بالكم بالحجاب الذي هو جزء من دين الناس.

 

المشكلة التي تواجهني الآن، ليست ما قاله الوزير المبدع عن الحجاب، بل مشكلة الرسائل التي سأضطر لأوجهها إلى علماء الأمة، حتى أبلغهم أننا لم نعد نحتاج إليهم، فهناك "مفتٍ, موديرن" ظهر في مصر، وهو بالإضافة لعمله كمفتي جديد، يقوم بالعمل كوزير للثقافة ومتخصص في الرسم التشكيلي.

 

وأوجه رسالة إلى المفتي الوزير، أحثه فيها على قراءة كتاب أخبار الحمقى والمغفلين، فلا أظنه قرأه أو حتى سمع به، وله مني هدية من ابن النحوي:

ومعاصي الله سماجتها *** تزدان لذي الخلق السمج

 

أضف تعليق

هذه التعليقات لا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع وهي وجهات نظر أصحابها

This site is protected by reCAPTCHA and the Google Privacy Policy and Terms of Service apply